
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَغْـدَادُ يَـا بَلَـد الرَشِيدِ
وَمَنَـارَةَ الْمَجْـدِ التَلِيـدِ
يَــا بَســْمةً لَمَّــا تَـزْلْ
زَهْـرَاءَ فـي ثَغْـرِ الْخُلُودِ
يَـا مَـوْطنَ الْحُـبِّ الْمُقِيمِ
وَمَضــْرِبَ الْمَثَـلِ الشـَرُودِ
يَــا ســَطْرَ مَجْـدٍ لِلْعُـرُو
بَـةِ خُـطَّ فـي لَوْحِ الْوُجُودِ
يَــا رَايَــةَ الإِسـْلامِ وَالْ
إِســْلاَمُ خَفَّــاقُ الْبُنُــودِ
يَـا مَغْـرِبَ الأَمَـلِ الْقَديمِ
وَمَشــْرِقَ الأَمــلِ الْجَدِيـدِ
يَـا بِنْـتَ دِجْلَـةَ قَدْ ظَمِئْتُ
لِرَشــْفِ مُبْســِمِك الْبَـرُودِ
يَــا زَهْـرَةَ الصـحْراءِ رُدِّ
ي بَهْجَـةَ الـدنْيَا وزِيـدي
يَـــا جَنَّــة الأحْلاَمِ طَــا
لَ بِقَوْمِنَـا عَهْـدُ الرُّقُـودِ
يَـا بُهْـرَةَ الْمُلْكِ الْفَسِيحِ
وَصــَخْرَةَ الْمُلْـكِ الْوَطِيـدِ
يَــا زَوْرَةً تُحْيِـي الْمُنَـى
إِنْ كُنْــتِ صـَادِقَةً فَعُـودِي
بغْــدَادُ يـا دَارَ النهَـى
وَالْفَـنِّ يـا بَيْـتَ الْقَصِيدِ
نبـتَ الْقَرِيـضُ عَلَـى ضـَفَا
فِـكِ بَيْـنَ أفْنَـانِ الْوُرُودِ
ســَرَقَ التَـدَلُّلَ مِـنْ عِنَـا
نٍ وَالتَفَنُّــن مِــنْ وَحِيـدِ
يَشـــْدُو كَـــأنَّ لَهَــاتَهُ
شــُدَّتْ عَلَـى أوْتَـارِ عُـودِ
بَغْــدَادُ أيْــنَ الْبُحْتُـرِيُّ
وَأيْـنَ أيْـنَ ابْـنُ الْوَلِيدِ
ومَجَــالِسُ الشــُعَرَاءِ فـي
بَيْـتِ ابْـنِ يَحْيَى وَالرَشِيدِ
أَيْــنَ الْقِيَـانُ الضـَاحِكَا
تُ يَمِسـْنَ فـي وَشْيِ الْبُرُودِ
الســـَاحِراتُ الْفَاتِنـــا
تُ النُجْـلُ مِـنْ هِيـفٍ وَغيدِ
الســَاهِرَاتُ مَــعَ النُجُـو
مِ الآنِفَــاتُ مِـنَ الْهُجُـودِ
مِــنْ كُـلِّ بَيْضـَاءِ الطلَـى
مَهْضــُومَةِ الْكَشــْحيْنِ رُودِ
يَخطِــرْنَ حَتَّــى تَعْجَـبَ الْ
أَغْصـَانُ مِـنْ لِيِـن الْقُدُودِ
وَإذَا ســَفَرْنَ فَــأيْنَ ضـَوْ
ءُ الشـمْسِ مِنْ شَفَقِ الْخُدُودِ
يَعْبَئْنَ بِالأًيَّــــــامِ وَالْ
أَيَّــامُ أَعْبَـثُ مِـنْ وَلِيـدِ
خَبَـأَ الْجَمـالُ لَهُـنَّ كَنْزاً
بَيْـــنَ ســـالِفَةٍ وَجِيــدِ
كَـمْ جَـاشَ جَيْشـُك بِـالْفَوَا
رِسِ مِــنْ أَســَاوِرَةٍ وَصـِيدِ
لِلنصـــْرِ فــي أَعْلاَمِهِــمْ
صــِلَةٌ بِأَبْنَــاءِ الْغُمُـود
مُلْـــــكٌ إِذَا صــــَوَّرْتَهُ
عَجَـزَ الْخَيَـالُ عَنِ الصُعُودِ
وجُهُــودُ جَبَّــارِينَ تَصـْغُرُ
دُونَهَـــا شــُمُّ الْجُهُــودِ
الرُسـْل تَتْلُـو الرسـْلَ مِنْ
بِيـــضٍ صــَقَالِبَةٍ وُســُودِ
سـَارُوا لِقَصْرِ الْخُلدِ يُعْشِي
طَرْفَهُــمْ وَهَــجُ الحَدِيــدِ
يَتَعَثَّـــــرُونَ كــــأنَّهُمْ
يَمْشـُونَ فـي حَلَـقِ الْقُيُودِ
الْجَــوُّ يَســْطَعُ بالظبَــا
وَالأرْضُ تَزْخَــرُ بِــالْجُنُودِ
حَتَّــى إِذَا رَجَعُــوا بَـدَا
بِجِبَــاهِهِمْ أَثَـرُ السـجُودِ
الْفَلْســــَفَاتُ عَرَفْتِهـــا
وَالْعِلْـمُ طِفْـلٌ في الْمُهُودِ
وَالْغَـرْبُ يَنْظُـرُ فـي خُمُودٍ
نَحْــوَ قاتِلَــةِ الْخُمُــودِ
كَــمْ مَــوْئِلٍ لِلْمُســتَجِيرِ
وَمَنْهَــــلٍ لِلْمُســــتَفِيدِ
وَ الْجَـاحِظُ الْمَـرِحُ اللَعُو
بُ يَغُــوصُ لِلـدُرِّ الْفَرِيـدِ
بَغْـدَادُ يـا وَطَـنَ الأَدِيـبِ
وَأَيْكَــةَ الشـعْر الْغَرِيـدِ
جَـــدَّدْتِ أَحْلاَمِــي وَكُنْــتُ
صــَحَوْتُ مِــنْ عَهْـدٍ عَهِيـدِ
جَمَـحَ الْخَيَـالُ فَما اطْمَأَنَّ
وَلا اســْتَقَرَّ إِلَــى خُلُـودِ
جَــازَ الْقُـرونَ النَّائِيَـا
تِ وَفَــكَّ أَســْرَاَ الْعُقُـودِ
ذَكَـرَ الْعُهُـودَ فَـأَنَّ لِلـذِّ
كْـرَى وَحَـنَّ إِلَـى الْعُهُـودِ
وَاهْتَـاجَهُ الطيْـفُ الْبَعِيدُ
فَجُــنَّ لِلطيْــفِ الْبعِيــدِ
وَصــَبَا إِلَـى ظِـلِّ الْعُـرُو
بَةِ في حِمَى الْمُلْكِ الْعَتِيدِ
يَـا أُمَّـةَ الْعَـرَبِ ارْكُضـِي
مِلـءَ الْعِنَـانِ وَلاَ تَهِيـدِي
ســُودِي فَآمَــالُ الْمُنَــى
وَالْعَبْقَرِيَّــةِ أَنْ تَســُودِي
هَــذَا أَوَانُ الْعَـدْوِ لاَ الْ
إِبْطَـاءِ وَالْمَشـْيِ الْوَئِيـد
الْمَجــــدُ أَنْ تَتَـــوثَّبِي
وَإِذَأ وَثَبْــتِ فَلاَ تَحِيــدِي
وَتُحَلِّقــي فَــوْقَ النُّجُــو
مِ بلاَ شـــَبِيهٍ أَوْ نَدِيــدِ
وَإِذَا شـَدَا الْكَـوْنُ الْمَفَا
خِـرَ كُنْـتِ عُنْـوَانَ النَشِيدِ
لاَ تخْطئِي حَــــــدَّ الْعُلاَ
مَـا لِلْمَعَـالِي مِـنْ حُـدُودِ
مَـنْ يَصـْطَدِ النمِـرَ الْوَثُو
بَ يَعِـفُّ عَـنْ صـَيْدِ الْفُهُودِ
هَـــــذِي طَلاَئِعُ نَهْضــــَةٍ
ذَهَبَــتْ بِآثــارِ الركُـودِ
بَغْــدَادُ أَشــْرَقَ نَجْمُهَــا
وَبَـدَا بِهَـا سـَعْدُ السعُودِ
سـَلَكَتْ إِلَى الْمَجْدِ الْقَدِيمِ
مَحَجَّــةَ النَهْــجِ السـدِيدِ
وَزَهَــتْ بِأَقْمَــارِ الْهُـدَى
وَســَطَتْ بِأَظْفَــارِ الأُسـُودِ
بَغْــدَادُ إِنَّـا وَفْـدَ مِصـْرَ
نَفيــضُ بالشــوْقِ الأَكِيـدِ
جِئْنَـا نُحَيِّـي الْعِلْـمَ وَالْ
آدَابَ فـي الْعَـدَدِ الْعَدِيدِ
مَـــرْآكِ عِيـــدٌ لِلْمُنَــى
فُزْنَـا بِـهِ فـي يَـوْمِ عِيدِ
أَهْلُـوك أَهْلُونَـا وَأبْنَـاءُ
الْعَشــــِيرةِ وَالْجُـــدُودِ
بَيْـــنَ الْقُلــوبِ تَشــَوُّفٌ
كَتَشــَوُّفِ الصــبِّ الْعَمِيـدِ
حَتَّــى يَكَـادَ يُحِـبُّ نَخلَـكِ
نَخْــلُ أَهْلِــي فـي رَشـِيدِ
شـــَطَّتْ مَنَازِلُنَــا وَمَــا
احْتَـاجَ الْفْؤَادَ إِلَى بَرِيدِ
الرَافِــــدَانِ تَمازَجَـــا
فـي الْحُبِّ بِالنِّيل السعيدِ
وَتَعَــــانَقَ الظلاَّنِ ظِـــلُّ
الطـاقِ وَالْهَـرَمِ الْمَشـِيدِ
جِئْنَــاكِ نَســْتَبِقُ الْخُطَـا
أَنْضــَاءَ أَوْدِيَــةٍ وَبِيــد
طَـالَتْ بِنَـا الصَّحْرَاءُ حَتَّى
خِلْتُهَـــا أَبَــدَ الأَبِيــدِ
يَتَخَلَّـص الْمَرْمَـى المَدِيـدُ
بِهَــا إِلَـى مَرْمَـى مَدِيـدِ
كَتَخَلُّــصِ الْحَســْنَاءِ مِــنْ
وَعْــدٍ طَـوَتْهُ إِلَـى وُعُـودِ
بَحْـــرٌ بِلاَ شـــَطَّيْنِ يَــزْ
خَـرُ بِالتَنَـائِفِ وَالنُجُـودِ
وَســـَفِينَتِي نَــرْنٌ بِهَــا
مَـا فـي فُـؤَادِي مِنْ وُقُودِ
جِئْنـا إِلَـى الْغَازِي سَلِيلِ
الْعُـرْبِ وَالْحسـَبِ الْمَجِيـدِ
نَخْتَـــالُ بَيْــنَ هِبَــاتِهِ
فــي ظِــلِّ إِحْسـَانٍ وَجُـودِ
أَحْيَــا الْمُنــى بِـالْعَزْمِ
وَالتَدْبِيرِ والسَعْي الْحَمِيدِ
وغَــدَتْ بِـهِ سـُوحُ الْعُـرو
بَــةِ مَنْهَلاً عَـذْبَ الُـورُودِ
فـــي نَهْضــَةِ الْفــارُوقِ
والْغَـازي غِنـىً لِلْمُسْتَزِيدِ
فــارُوقُ مُنْبَثَــقُ الرَجَـا
ءِ ومُلْتَقَـى الرُكْنِ الشَديدِ
عَاشـَا وَعَـاشَ الشـَرْقُ فـي
عِــزٍ وَفــي عَيْــشٍ رَغِيـدِ
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.