
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طــائِرٌ يَشـْدُو عَلَـى فَنَـنِ
جَـدَّدَ الـذِّكْرَى لِـذِي شـَجَنِ
قــامَ والأكْــوانُ صـامِتَةٌ
ونَسـيمُ الصـُّبْحِ فـي وَهَـنِ
هـاجَ فـي نَفْسِي وقد هَدَأَتْ
لَوْعَــةٌ لَــوْلاهُ لـم تَكُـن
هَــزَّهُ شــَوْقٌ إِلــى سـَكَنٍ
فَبَكَــى للأَهْــلِ والســَّكَن
وَيْــكَ لا تَجْــزَعْ لِنازِلَـةٍ
مـا لِطَيْـرِ الْجَـوِّ مِنْ وَطَن
قـد يَـراكَ الصُّبْحُ في حَلَبٍ
ويَـراكَ اللَّيْـلُ فـي عَـدَن
أَنْـت فـي خَضـْرَاءَ ضـاحِكةٍ
مِـنْ بُكَـاءِ العارِضِ الْهَتِن
أنْـتَ فـي شـَجْرَاءَ وَارِفَـةٍ
تــارِكٌ غُصـْناً إلـى غُصـُنِ
عــابِثٌ بــالزَّهْرِ مُغْتَبِـطٌ
نـاعِمٌ فـي الْحـلِّ والظَّعَن
فــي ظِلاَلٍ حَوْلهَــا نَهَــرٌ
غَيْــرُ مَســْنُونٍ ولا أُســِن
فـي يَـدَيْكَ الرِّيحُ تُرْسِلُها
كَيْفَمــا تَهْــوَى بلا رَسـَن
يـا سـُلَيْمانَ الزَّمانِ أَفِقْ
لَيْــسَ لِلَّــذّاتِ مِـنْ ثَمَـن
وابْعَــثِ الأَلْحـانَ مُطْرِبَـةً
يـا حَيـاةَ الْعيْـنِ والأُذُن
غَــنِّ بالـدُّنْيَا وزينَتِهـا
ونظَــامِ الْكَـوْنِ والسـُّنَن
وبِقِيعَــانٍ هَبَطْــتَ بِهــا
وبمــا شـَاهَدْتَ مِـنْ مُـدُن
وبأَزْهِــار الصـَّباحِ وقَـدْ
نَهَضـَتْ مِـنْ غَفْـوَةِ الوَسـَنِ
وبِقَلْـــبٍ شـــَفَّهُ وَلَـــهٌ
حــافِظٍ لِلْعَهْـدِ لـم يَخُـن
كُـلُّ شـَيءٍ فـي الدُّنَا حَسَنٌ
أَيُّ شــَيءٍ لَيْــسَ بالْحَسـَن
خــالِقُ الأَكْـوَانِ كَالئُهـا
وَاســِعُ الإِحْسـَانِ وَالْمِنَـن
كــانَ لِـي إلْـفٌ فَأَبْعَـدَهُ
قَـــدَرٌ عَنِّــي وأَبْعــدَني
أنـا مَـدَّ الـدَّهْرِ أَذْكُـرُهُ
وَهْـوَ مَـدَّ الـدَّهْرِ يَذْكُرُني
قـد بَنَيْنـا الْعُشَّ مِنْ مُهَجٍ
غُسـِلَتْ مِـنْ حَوْبَـةِ الـدَرَن
مِـنْ لَـدُنْهُ الْـوُدُّ أَخْلَصـُهُ
والْوَفـا والطُّهْرُ مِنْ لَدُنِي
كــانَتِ الأَطْيَــارُ تَحْسـُدُه
جَنَّــةَ الْمَـأْوَى وتَحْسـُدُني
وظَنَنَّــا أنْ نَعيِــشَ بِــهِ
عِيشــَةَ الْمسْتَعْصـِمِ الأَمِـن
فَرَمَــتْ كَـفُّ الزَّمَـانِ بِـهِ
فَكــأَنَّ الْعُــشَّ لـم يَكُـن
طـارَ مِـنْ حَـوْلِي وَخَلَّفَنِـي
لِلْجَــوَى والْبَـثِّ والْحـزَن
ونَــأَى عَنِّـي ومـا بَرِحَـتْ
نَازِعـاتُ الشـَّوْقِ تَطْرُقُنـي
وَمَضــَى والْوَجْــدُ يَسـْبِقُهُ
وَدمُــوعُ الْعَيْـنِ تَسـْبقُني
إنْ تَـزُرْ يـا طَيْـرُ دَوْحَتَهُ
بَيْــنَ زَهْـرٍ ناضـِرٍ وجَنِـي
وَشــَهِدْتَ التِّمْـسَ مُضـْطَرِباً
واثِبــاً كالصــافِنِ الأَرِن
عَبِثَـتْ رِيـحُ الشـَّمالِ بِـه
فَطَغَـى غَيْظـاً علـى السفُنِ
فَانْشـُدِ الأَطْيَـارَ واحِـدَها
في الْحُلَى والْحُسْنِ والْجَدَن
وَتَرَيَّـثْ فـي الْمَقَـالِ لَـهُ
قد يَكُونُ الْمَوْتُ في اللَّسَن
صـِفْ لَـهُ يا طَيْرُ ما لَقِيَتْ
مُهْجَـتي فـي الْحُبِّ مِنْ غَبَن
صــِفْ لَــهُ رُوحـاً مُعَذَّبَـةً
ضــاقَ عـن آلامِهـا بَـدَنِي
صــِفْ لَــهُ عَيْنـاً مُقَرَّحَـةً
لأَبِــيِّ الــدَمعِ لَـمْ تَصـُن
يـا خَلِيلِـي والْهَـوَى إِحَنٌ
لا رَمــاكَ اللّــهُ بـالإحَن
إِنْ رَأَيـتَ الْعَيْـنَ ناعِسـَةً
فَتَرَقَّــبْ يَقْظَــةَ الْفِتَــنِ
أوْ رَأيـتَ الْقَـدَّ فـي هَيَفٍ
فاتَّخِـذْ مـا شـِئْتَ مِنْ جُنَن
قـد نَعِمْنـا بِالْهَوَى زَمَناً
وشــَقِينا آخشــرَ الزَّمَـنِ
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.