
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ديـاراً خلـت فأمسـت خلاء
أحسـن اللـه في بنيك العزاء
عودتنـا الأحزان هذي الليالي
كـم رثينا وكم أطلنا الرثاء
وإذا لـم ترحم بنيك المنايا
كيـف نرجـو أن ترحم الشعراء
لو تجوز الشكاة في آلام يوماً
لشــكا النــاس كلهـم حـواء
جاءهــا آدم وجــاءته شـوقاً
ليتهـا لـم تجـئ ولا كان جاء
أبصـرا ثـم تُيمـا ثـم خابـا
شـقيا كـي يعلمانـا الشـقاء
هـب لنـا يـا زمان راحة يوم
فـإذا مـرّ عـد فهـات لاعنـاء
نكتفـي منك بالقليل من العد
ل وإن كنــت لا تحـب اكتفـاء
رحــم اللــه طـاهرات جسـوم
أصــبحت فــي فلاتهــا أشـلاء
ليـس فيهـا صـخر وكـل قتيـل
تــارك بعــدهُ لــهُ خنســاء
دهمتهـا جنـد النـوائب حـتى
ملأت مــن رفاتهــا الـدهماء
اضـرمت نارهـا عليها فما تب
صــر أرضــاً ولا تـبين سـماء
اسـتطاب الـردى نحيب الأعادي
ظـن ذاك النحيـب منهـا غناء
واليتـاميى لمـا بكت أطربتهُ
فــدهاها ليســتزيد البكـاء
أبـداً يغتـذي اللحـوم ولا يش
رب عنـد الظلمـاء إلا الدماء
ظــالم حكمــه طويــل بقـاء
لا حبـا اللـه ظـالمين بقـاء
ارحمـي يا قلوب هذي الضحايا
فهـي ترجـوك لا تـردي الرجاء
إن إخواننــا الــذي تـردوا
قـد دعونا فما أجبنا الدعاء
وإذا نحـن ما استطعنا دراكاً
أفلا نســتطيع يومــاً وفــاء
ليـت شعري وهم ينادون يا رب
خلاصــاً أمــا سـمعت النـداء
إن يبيـدوا فقبلهـم باد ناس
ليس في الناس من يرد القضاء
نرحـم الشـيخ وهو يندب حزناً
هـل رأينا في خدرها العذراء
فهـي تبكي أباً وتبكي أخاً ثم
م تكـف البكـاء منهـا حيـاء
ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).