
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حكــت النـواظر للنـواظر
بـرح الخفـاء عن الضمائر
مــا فـي الغـرام سـريرة
العاشـــقون بلا ســـرائر
حــدّث بوجــدك مــن تـرى
لا تخفــه فــالأمر ظــاهر
بـــان الرقيــب ورُفّعــت
عـن وجه من أهوى الستائر
وبــدت محاســنها الــتي
تــوحي الكلام لكـل شـاعر
يــا مــن لقيـتُ بهجرهـا
مـا لا يطيـب بقلـب هـاجر
مـن كـان يصـبر فـي هـوا
ك فمـا أنـا فيـه بصـابر
تُيّمــت فــي هـذي الخـدو
د وهمـت فـي تلك الغدائر
اللــه فيــك وفــي جمـا
لـك وأمـري هـو فيك حائر
لــي منــك مـا لا يسـتفا
ض بمثلــه فيـض الخـواطر
أنــا مــن عرفـت وفـاءه
إن كـان سـاءك غـدر غادر
لـــم تـــرض عثمــانيتي
لـي أن أخاتـل أو أخـاتر
قــومي هـمُ القـوم الألـى
فــاقوا الأوائل والأواخـر
كسـروا القيـود وأطلقـوا
أســراهم مــن كــل آسـر
اهـــتزت الــدنيا بهــم
واليــوم تهـتز المنـابر
بـــالأمس كنـــا معشــراً
تبكـي لحالتنـا المعاشـر
تقتادنـا الأيـدي الأثيمـة
للســـجون أو المقـــابر
ويصــول أنصــار الملــي
ك علـى الأكـابر والأصـاغر
تمشــي الأيــامى واليتـا
مـى والمدامع في المحاجر
كــم بالمعاقـل مـن فـتى
متوقــد الأحشــاء زافــر
لــم يجــن ذنبــاً إنمـا
سـارت بـه القسم السوائر
لــم يبــق قصــر عـامراً
لكــن قصـر الظلـم عـامر
بتنــا ننـوح علـى الأحـبْ
ة فـي منازلهـا الـدوائر
أفـــروق حســـنكِ ســاحر
وأنــا أهيـم بكـل سـاحر
مــا أنــتِ إلا فتنــة ال
أبصــار موعظـة البصـائر
أنــت الــتي أودى غــرا
مــك بالأكاسـر والقياصـر
يــدعو الخليــج قلـوبهم
فتســير فيــه كالمعـابر
للــــه قصــــر شـــامخ
مـدّ النـواظر عنـهُ قاصـر
قصــر بـهِ يعلـوا التسـا
وي رأس مـــأمور وآمـــر
هـــو جحفـــل أو محفــل
فيـه المنـازل والمنـاظر
ضـــاعت مفاتيـــح لـــهُ
واليـوم تفتحـهُ السـماهر
جمعــت مــداره فيـهِ عـن
كــل القبـائل والعشـائر
يتشــــاورون بــــأمرهم
واللـه فـي عـون المشاور
الآن لمـــا صـــار مـــا
خلنـاه دهـراً غيـر صـائر
واسـترجع النـائي الحمـى
قـول السـعادة ويـك بادر
وسـعى الكريم إلى الكريم
مــؤازراً نعــم المـؤازر
كـــادت بلاد اللــه تــر
قـص حيـن أقبلـت البشائر
يــا دهــر شــكرك واجـب
يا دهر ما في الناس كافر
لــم يبــق ظلــم يُتقــى
دارت علـى الظلم الدوائر
ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).