
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نـادوا بألسـنة الرثاء فأسمعوا
جهــد الحزيــن تــذكر وتوجــع
يـا سـاهراً والليل يعثر بالكرى
عجبـاً هجعـت ومـا عهـدتك تهجـع
بيـن المحـابر والـدفاتر مجلـس
هــو للمعـارف والمعـالي موضـع
خســف الهلال بــه عشــية تمــه
مـن بعـد مـا قـد كان منه يطلع
هــو ضـجعة مـا أعقبتهـا نهضـة
فقضـى الضـجيع كمـا أقض المضجع
لـو أمهلتـك لكـي تـودع معشـراً
ســبقت قلــوبهم إليــك تــودع
إســـتودعوك مثابـــة مأمونــة
لـم يحسـبوا فيهـا النفيس يضيع
وتطلبــوك غــداً فقابـل جمعهـم
هـول الـردى والمنـزل المتخشـع
ثـم انثنـوا واليأس ملء قلوبهم
هيهــات مـن يمضـي مضـيك يرجـع
زيـدان فضـلك ليـس يحجبه الثرى
الفضـل مـن تحـت الجنـادل يسطع
كـــالرديم الوهـــاج ألا إنــه
أمضـى شـعاعاً فـي العيون وأبدع
ولــك المــآثر خالــدات كلهـا
ذكــراك مــن اثنائهــا تتضـوع
كنــت تضــمنت الزمــان وشـرحه
فيهــا فصــول كـالوجود وأوسـع
قصـــص وآداب وجمـــع معـــارف
وفعـــت بلادك للســهى وســترفع
أحييت ذكر السالفين أولي النهى
إن الكريـــم لمثلـــه يتشــيع
ليـــدم ســـليل شــمائل حــرة
يقتـــص إثـــرك للعلاء فيتبــع
هــو ســلوة للثــاكلين ومطمـع
للآمليـــن يــدوم ذاك المطمــع
إنـا نسـباً جلـه الـدموع تحسراً
حــتى تجـف مـن العيـون الأدمـع
وتظــل فــي الأكبـاد منـا غلـة
بالصــبر ننقعهـا وليسـت تنقـع
ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).