
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طــاب روضــي وأثمـرت أشـجاري
فأعيــدي الغنـاء يـا أطيـاري
يـا بنـات الربيـع جـددن شجوي
وأعــنّ الصــبا علــى أوطـاري
مصر أرضي والنيل نهري وهذا ال
قصـــر داري وكــل قصــر داري
أنـا شمس في مشرق الحسن والمل
ك وللعاشــقين نــوري ونــاري
أتهــادى بيــن الغصـون فتنـآ
د وتغضـــي نـــواظر الأزهــار
والنسيم العليل في الرضو يستش
فـي بلثـم الـثرى علـى آثـاري
مســتمداً منــه شــذاً معطـاراً
نافخــاً فيـه مـن شـذاً معطـار
وأكـف الأوراق تنـثر لـي الـدر
م فأمشـي علـى غـوالي النثـار
وتظــل السـماء تحسـد وجـه ال
أرض أنــي ســحبت فضــل إزاري
فهـي ترنـو بـأعين الليل حسري
وهــي تبكــي بــأدمع الأسـحار
إيـه يـا صـبح هـل أتيـت بخير
طــال رعـبي مـن سـيء الأخبـار
أتــرى أنـت رائعـي بعـد أمـن
ومـــديلي مــن عــزة لصــغار
إن الليـــل مــن غلائه الســو
د لســتراً مــن أحكـم الأسـتار
ومحيــاك فــي تباشـيره الغـر
م مـــذيع غـــوامض الأســـرار
هــدأت شــرة الشـبيبة واللـي
ل وقـد عـاد حيـن عـدت وقـاري
أكـذا ينقضـي مـع الصـفو ليلي
ومــع الهــم يســتجد نهــاري
إن عمــراً مقســماً بيــن ملـك
وغــــرام لأتعــــب الأعمـــار
لـي فـي دولـة القلـوب احتكام
هــو فــي نجــوة مــن الأوزار
علقـت بـي رغـم الحوادث والده
ر وذاقـت انسـي وذاقـت نفـاري
تتلظــى ولــو أشــاء لــذابت
غيــر أنـي حبسـت عنهـا أواري
كـره النـاس لي الفناء فأبقوا
شــبهي فــي هياكـل مـن نضـار
وأبـوا أن تكـون أشـكال حسـني
مثلــت فــي الصـخور والأحجـار
أكرمــوني فـي حاضـري وأحبـوا
لـي بقـاء التكريـم في الأدهار
ونزيــل القبــور مهمـا يكـرم
فـي احتقار والقبر دار احتقار
عجبــاً قــرت الرعيــة فـي أم
نـي ولكـن مـا قـر فيـه قراري
وأفــاد الملــوك فـي دول الأر
ض اقتـداري ولم يفدني اقتداري
وفككــت الإســار عـن كـل عـان
ثــم أصــبحت لا يفــك إســاري
مـا لهـذا الصـبا يزيـد جماحاً
وقصــارى الصــبا إلـى أقصـار
أبـداً أجتلـي الصفاء إذا استج
لـت عيـوني صـفاء هذي البراري
ولقــد أنظــر البحـار فـأزدا
د أضـطراباً مـن اضطراب البحار
هائجــات فــي لجهــا مائجـات
كالتحــام الأقــدار بالأقــدار
تضــرب الشــط ثـم ترتـد عنـه
كارتـداد الخميـس دون الحصـار
وكــأن الفضــاء مــرآة نفسـي
وكـــأني أرى بـــه أفكـــاري
كـم مقـام هنـاك تطلبـه النـف
س أشــتياقاً وكـم شـفير هـاري
مـــع جـــد مســيره لارتفــاع
وشــــباب مصـــيره لانحـــدار
ليـت شـعري مـاذا أعد لي الده
ر مـن الويـل بين هذي الصواري
تـتراءى مثـل الردينيـة السـم
ر تثنـــى فــي جحفــل جــرار
سـاريات بيـن الشـبيهين من أف
ق ومــاء لــم تكتحــل بغبـار
مشــرقات النجـوم فـي دول الأف
لاك مــاذا يثنيـك دون السـرار
قـد هـوى من سمائه القمر الطا
لـــع هــذي قيامــة الأقمــار
ملأ الكــون حيـن أسـفر واسـتع
لـى وكـان المحـاق فـي الأسفار
وكــذا النيـرات تبـدو وتخفـى
كالحبـاب الطـافي بكأس العقار
لهــف نفســي علـى حيـاء وفـيّ
بزهــا طائعــاً لرعــي ذمـاري
فـي حشـاء نـار من الوجد ليست
مــن وقــود جــزل وزنـد واري
رام إطفاءهـا فلـم يلـق ما يط
فئهــا غيــر ســيفه البتــار
فجرى النصل في الحشاشة جري ال
ســيل دراً فــي دافـع التيـار
يـا قلـوب العشـاق مالـك حيرى
المنايـــا كــثيرة فاختــاري
بلغـوا الغاشـم الذي رام حربي
فتخطــــى ديـــاره لـــدياري
أنــا لا اســتطيب ملكــاً بـذل
أنــا لا أســتلذ عيشــاً بعـار
ولئن غـــــالني بلا أنصــــار
فســـألقى الــردى بلا أنصــار
ســلبته ســوالب الحــب خـدناً
لا بــــذى خدعـــة ولا غـــدار
حــث أســطوله وأقبــل يســعى
فــي جبـال علـى جبـال جـواري
وتــراءت أنـوار ملكـي لعينـي
ه فلــم تبصــرا مــن الأنـوار
حســـن اســـكندرية المتبــدي
نـاب عـن حسـن رومـة المتواري
وإذا أســـهم بغيــر انتظــار
وإذا غـــــارة بلا إنـــــذار
كــان جبــار معشـر فتـولى ال
لحـــظ إذلال ذلـــك الجبـــار
نبـذ الصـولجان والصـارم العض
ب هيامـــاً بدملـــج وســـوار
يبتغـي مـا ابتغـاه صـاحبه أم
س وهيهـــات وصــمة التكــرار
يضـمر الحـب ثـم يبـدي صـدوداً
رب ســــر يـــذاع بالأضـــمار
أيهـا الـدهر كـم تطيف عليّ ال
كــأس جــاوزت غايــة الإسـكار
هيئي يــا أمــاه مجلـس أنسـي
وأعـدي الصـبوح لـي يـا جواري
ولتقــم هــذه القيـان وتشـدو
مطربــات ضـرباً علـى القيثـار
فعســـى نغمــة تــروح روحــي
إن روحـــي ترتـــاح للأوتــار
ليقـم بيـن اكـؤس الـراح عرشي
ثابتــاً أســه رفيــع المنـار
حـــاملاً فـــوقه رواء شـــباب
طيــب المجتنــى وغـض البهـار
ولتضــيء فـي ظلام نفسـي نجـوم
مشــرقات مـن الحبـاب الصـغار
كلآل علـــى الســـموط تبـــدت
أو دمـوع علـى خـدود العـذاري
هـان عندي أن أخلع الهم والتا
ج جميعــاً إذا خلعــت عــذاري
أضـجرتني سياسـة النـاس حينـاً
ولئن دام دام لـــي اضـــجاري
والــذي هــامت البريــة فيـه
زخـــرف مـــن تصــلف وفخــار
أيهــا التـاج مـا لبسـتك إلا
وبرأســـي بقيــة مــن خمــار
فوداعـاً يـا مجلسـاً كنـت شمساً
أتجلــى فيــه علــى الحضــار
قــد ســلا كـل مـن أحـب بحـبي
وتلهــى عــن جــاره بجــواري
وانتهـت دولـة الشـباب كأن لم
تـك كـانت لـم تبـق مـن تذكار
وفـراق الأحبـاب إن صـدق الحـب
م ســـبيل لمنـــزل الأنتحــار
فــزت يـا قيصـر ولكـن بمـاذا
لا بـــدار نعمـــت أو ديـــار
ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).