
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نُصـِرتَ بِـالرُعبِ قَبـلَ البِيضِ وَالأَسلِ
وَلطــف صـُنعٍ كَصـنعِ اللَـه لِلرُسـلِ
وَنِلــتَ بَسـطَةَ تَمكيـنٍ قَهَـرتَ بِهـا
معانـديك فَضـع وَارفـع وُصـل وَطُـلِ
قَد قلتُ إِذ جاءَ بِالفَتحِ البَشيرُ بِه
اللَــهُ أَكــبرُ هَـذا غايَـةُ الأَمَـلِ
اليَــومَ أَصـبَحَ مُلـك الأَرضِ مَرجعُـهُ
لِدَولَـةٍ وَبَنـو الـدُنيا إِلـى رَجـل
فَتـحٌ تَقـومُ لَـهُ الدُنيا وَتقعُد إِذ
ظَلَّــت تقسـَّم بَيـنَ الأَمـن وَالوَجَـلِ
أَمـا العَـدوُّ فَأَمسـى لا قَـرارَ لَـهُ
مِـن الحِـذارِ وَقـرّت عَيـنُ كُـلِّ وَلي
سـَللتَ سـَيفاً مَلأتَ الخـافِقين مَعـا
ذُعـرا بِـهِ وَضـربتَ السـهلَ بِالجَبَلِ
فَقَــد تَنبَّـهَ مـن فـي عَينـه سـِنةٌ
فَقـامَ بِـالكره مِنهُـم كُـلُّ ذي مَيلِ
أَزَلـتَ مُلكـاً وَروّعـتَ المُلـوكَ بِـهِ
وَأَنـتَ فَـوقَ سـَرير الملـك لَم تُزَلِ
مــازالَ حلمُــك يُغريهـم بِجَهلهِـمُ
دَهـراً وَما كُنتَ بِالواني وَلا الوَكَلِ
تَرجُـو العَـواقبَ تَثنيهـم وَترجِعهم
إلَيـكَ رُعبـاً لِعَهـدٍ عَنـهُ لَـم تحلِ
حَتّـى لَـو انَّ لِسانَ الدَهر يُفصِح عَن
قَـولٍ لَقـالَ لَقَـد أوسعتَ في المَهلِ
تثبتــا مــا ظننَّــاه يَكــون لإِن
سـانٍ وَقَـد خُلِـقَ الإِنسـانُ مِـن عَجلِ
أَهملتَهُـم فَـإِذا بِالقَوم قَد رَتَعوا
وَحـاوَلوا نقـلَ ملـكٍ غَيـرِ منتقِـلِ
وَحــدّثتهم نُفـوسٌ مـا نصـحنَ لَهُـم
مُنـى أَحـاديثَ مَـن يسـمَع لَها يخلِ
فَجـــاذبوك رداءً أَنـــتَ وارِثُــهُ
بِســُنَّة الســيف عَـن آبـائك الأُوَلِ
هَيهـات هيهـات مـا كانوا بِكيدِهم
لِينقُضـوا مـبرَم الأَحكـام في الأَزَلِ
هَـل يَسـلِبون إِيـابَ الشمسِ بهجَتَها
وَيَصــرِفون عُبـابَ العـارضِ الهطـلِ
أَم يحسـدون نجـومَ الأفـق رِفعتهـا
فَيَرفَعـوا التربَ كَي يَعلُو عَلى زحلِ
قَضــيَّةٌ ذَكَّرَتنــي إِذ ســَمعتُ بِهـا
ما قيلَ في الصَخرة الصَمَّاء وَالوعلِ
المُلــكُ لِلّــهِ أَنّـى شـاء يَجعلُـهُ
وَهـيَ المَقـاديرُ قُـل عَنها وَلا تَسلِ
أَحين دارَت رَحى الحَرب الطحونِ بِهم
رامـوا النجـاةَ وَلا مَنجى مِن الأَجَلِ
وَقــال قــائلُهم وَالمَـوتُ يَطلبُـهُ
مـا لـي بِعاديـةِ الأَيّـام مِـن قِبَلِ
هَلا وَحلمــك مَبــذولٌ وَعَفــوُك مـأ
مـولٌ وَصـفحُكَ مَسـدولٌ عَلـى الزلـلِ
أَمّـا وَقَـد صُلت بَعدَ الحِلم منتقما
فَلا مَــردَّ لِســَيفٍ ســابِق العَــذلِ
وَجَّهـتَ سـَيلَ المَنايا نَحوَهُم فَغَدوا
غَــداةَ سـالَ بِهـم غَرقـى بِلا بَلـلِ
يَرمـي النحـور بِهم رامٍ بِسعدك مد
لـولُ السـهام عَلى الأَكبادِ وَالمقلِ
فَهـوَ المعيـنُ بِجهـدٍ مِنـهُ يُعملُـهُ
وَهـوَ المعـانُ بِسـَعدٍ مِنـكَ معتمـلِ
جَيشـاً تَغـصُّ بِـهِ الأَرضُ الفَضاء كَما
تَراكَـم الغَيـمُ يَومَ الدَجنِ ذا زَجَلِ
مِـن الكُمـاةِ الَّـتي تُطـوى ضُلوعهُم
عَلـى العَزيمـةِ وَالإِقـدامِ لا الفَشَلِ
مـن كـلِّ أَمضـى مِن الهِنديِّ في يَدِهِ
عَزمـاً وَأَنفَـذ إِقـداماً مِـن الأسـلِ
لَيـثٌ مِـن القَـوم مـا خَفَّان مَوطنُهُ
رامٍ مِـن التُـرك لا يُعـزى إِلى ثُعَلِ
يَكـون أَثبـتَ يَـوم الـرَوع مِن جَبَلٍ
راسٍ وَأَجـولَ فـي الصـَفين مِـن مَثلِ
هُـم عَبيـدك مِـن قَـومي وَمـن جمَعت
دَعـوى ولائك تَحـتَ الحـادثِ الجَلَـلِ
بعُـدت عَنهُـم فَلَـم أَشـهَد مَشاهدَهم
فَجئتُ بِـالقَول إِذ جـاءوكَ بِالعَمَـلِ
أَضـحى الزَمانُ بِنجم الدينِ معتَدِلاً
فَالدَهرُ أَجمَعُ مِنهُ الشَمسُ في الحَملِ
الصـالِحُ الملـك السُلطانُ خَير ملو
كِ الأَرضِ حَلّى بَني الدُنيا مِن العطَلِ
مَلـــكٌ يَبُــزُّ أَعــاديهِ مغالبــةً
وَلا يُـدير لِـذاك الفِكـر في الحِيلِ
مسـدّدُ الـرَأي مَيمـونُ النَقيبة مَن
صـورُ العَزيمـةِ عـالي الجَدِّ مقتبلِ
إِن كانَ مُستخلفا في الأَرض فَهوَ لَها
أَهـلٌ وَبِـالأَمر مِنهـا بِالقِيام مَلي
لَـهُ يَقيـنُ أَبـي بَكـرٍ وَعَـدلُ أَبـي
حَفـصٍ وَجـود أَبـي عَمـرو وَبَأسُ علي
ترنَّــح الــدَهرُ وَاهتَّـزت مَعـاطِفُهُ
وَراحَ يَسـحَبُ ذَيـلَ الـتيهِ وَالجَـذلِ
وَالأَرضُ قَـد أَخَـذَت لِلنـاس زُخرُفهـا
وَازَّيَّنَـت فَهـيَ فـي حلـي وَفـي حُلَلِ
مسـَّرةٌ فـي قُلـوب النـاسِ قَد ظَهَرَت
حَتّـى عَلـى شـُرُفِ الجُـدرانِ وَالقُلَلِ
تَطـــاوَلَت ألســُنُ الأَعلامِ مُنشــِدَةً
مَـدائِحاً لَـكَ لَـم تُنشـَد وَلَـم تُقَلِ
إِذ قُمـنَ بِالقَلعـة الشهباء مائِلَةً
طـوعَ الريـاح عَلى العَسّالة الذُّبُلِ
يخفقـن مثـل خُفـوقِ البَرقِ في سُحُبٍ
مِـن السـوابغِ لا تشـفي مِن الغُلَلِ
فَـاعجَب لِنشـءِ سـَحابٍ لَيـسَ عارضـُهُ
بِخُلَّـبِ البَـرقِ لَـم يُمطـر وَلَم يَسِلِ
وَالبِيـض عاريـة الأَبـدانِ أَخرجَهـا
فـرطُ السـرور مِـن الأَجفانِ وَالخلَلِ
مِـن كُـلِّ مثـل شـُعاع الشَمس مبتذَلٍ
مـازالَ قَبـلُ مَصـوناً غيـرَ مبتـذَلِ
شـُكراً لسـعيكَ عَن آتي الزَمانِ وَعَن
أَهـلِ الزَمـان وَأَهـلِ الأَعصـُر الأُوَلِ
فَرَّجــت مِـن كُـرَب أَمَّنـت مِـن وَجَـل
قَــوَّمتَ مِــن أَوَدٍ سـددتَ مِـن خلـلِ
فَـدُم تَـدُم بَهجَـةُ الدُنيا فَإِنك ذا
خَيـرُ المُلـوك وَهَـذي خِيـرة الدولِ
وَاسـتجلِ بِكرا مَتى تُجلى لَديك وَقَد
طـالَت لَـديَّ عَلـى أَترابِهـا الطولِ
جاءَتــك مِـن قِبـل الأَيـام مُثنيـةً
عَلــى علاك وَإِن جاءتـك مِـن قِبلـي
عَـذراء يَنشـَطُ راويهـا وَيظهَـر في
ذَوي البَلاغــة مِنهـا قـرَّةُ الخجَـلِ
فَلَــو رَأَى مُسـلمٌ أعجازَهـا لغـدا
عَـن مَـذهَبِ الشعر يُبدي رَأي مُعتَزلِ
وَقــالَ مِـن رِبقَـةِ الآداب منخلعـا
أُجـرِرتَ حَبـلَ خَليـعٍ في الصِبا غزلِ
وَلَـو أَبـو الطَيـبِ الكوفي أُسمِعَها
لَقــالَ لــي قَــول لاعـيٍّ وَلا خطـلِ
أَجَبــت دارَ القَـوافي وَهـي آهلـةٌ
لَمـا أَجبـتَ وَمـا الداعي سِوى طَللِ
أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي.شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه.اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح.ونعته ابن شاكر بفخر الترك.بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده.وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد.قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.