
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَهضـَت بِنُصـرتك الرِمـاح الـذُبَّلُ
وَقَضـى بِطاعتـك الكتـابُ المنزَلُ
وَجَـرى القَضـاءُ بِمـا تَشاءُ كَأَنَّهُ
لَــكَ بِالَّــذي تَختــارُهُ متكفِّـلُ
مـن كـانَ يَجهَـلُ أَنّ حكمـك نافِذٌ
يَســلِ الرِمـاحَ فَإِنَّهـا لا تَجهَـلُ
عـدّلتهن فُجـرنَ فـي جـرحِ العِدا
وَالجَـورُ فـي الأَرمـاحِ حينَ تُعدَّلُ
أَنّـى ينـازَعُ في المَمالك مَن لَهُ
ذا الـدَهرُ جـارٌ وَالبَسيطةُ منزلُ
ملـك تُـذِلُّ لَـهُ الصـعابَ عَزيمَـةٌ
عَليـاءُ تنظُـر كُـلَّ أَمـرٍ مِـن عَلُ
لَـم يَـرمِ يَومـاً عَـن حنيَّة رَأيهِ
إِلا أُصـيبَ مِـن الصـَواب المفصـلُ
الكامِـلُ السـُلطانُ ظِـلُّ اللَهِ نا
صـِرُ دينِـه المَلِكُ المُعمّ المُخوِلُ
ملــكٌ إِذا عـاينتَ فَضـلَ يَمينـه
أَيقَنــتَ أَنَّ البَحـر مِمـا يَبخَـلُ
وَإِذا بُليــتَ وَلا بُليــتَ بِسـُخطهِ
حَقَّقــتَ أَن الخَــوفَ مِمـا يقتُـلُ
يُغنــي العُفـاةَ وَثَغـرُهُ مُتبسـِّمٌ
يُــردى الكُمـاةَ وَوَجهُـهُ متهلِّـلُ
ســبقَ الملــوكَ الأوّليـن جَلالَـةً
وَفَخامَـــةً فَهــوَ الأَخيــر الأَوّلُ
مَلِـكٌ لَـهُ دون الفَـواحشِ وَالخنا
مـن حِليـة المَعـروفِ سـِترٌ مسبَلُ
يَستحسـنون البَـدرَ عَنـدَ كَمـاله
وَلأَنـتَ أَحسـنُ فـي العُيون وَأَجمَلُ
يَسـتعظِمون اللَيـثَ عِنـدَ نِزالِـهِ
وَلأَنـتَ أَجـرأ فـي الحُروب وَأَجزَلُ
بِالـدين وَالـدُنيا وَفي أَهليهما
نَقــصٌ وَأَنــتَ لِنقصــهنّ مكمِّــلُ
أَنــتَ الَّــذي بِبَهـائِهِ وَوَفـائِهِ
وَســـَخائِهِ وَذَكـــائِهِ يُتَمثَّـــلُ
لَـولاك لَـم يَـكُ لِلشـَريعةِ جـانِبٌ
يُرعــى وَلا للحــقّ قَــولٌ يُقبَـلُ
لَـولا مَسـاعيك الجَميلـةُ أَصـبحت
غُـررُ المَعـالي وَهـيَ شـُعتٌ عُطَّـلُ
لَـم يُجـرِ ذكـرَك ذاكِـرٌ في محفلٍ
إِلا تَعَطَّــر مِنــهُ ذاكَ المحفِــلُ
لَـم يُـرمَ باسمك أَو برأيك معضِلٌ
إِلا اِنجَلـى وَانجـابَ ذاكَ المعضِلُ
لَمـا نَهـدت إِلى الَّذين رَمى بِهم
فـي الجَهـل حلمُك وَالتحلُّم يُجهلُ
نضــجت جُلــودهُمُ بِنـارٍ أُوقـدت
لِلخَــوفِ بَيــنَ ضـُلوعهم تتأكَّـلُ
لَو أَيقَنوا أَنّ الفِرارَ مِن الرَدى
ينجيهُــمُ فــرّوا إِذاً وَتَسـلّلوا
لكنهــم علمــوا يَقينـاً أَنَّهُـم
لا يُعجِزونـك أَحزنـوا أَو أسهلوا
وَلَـو أَنَّهُـم أَلقوا مَقادةَ أَمرِهم
بِيـديك حيـنَ قَصـدتَهم وَتَوكَّلـوا
لأنَلتهــم ضـِعفَي مُنـاهم راضـيا
عَنهُـم وَنـالوا عـاجلاً ما أَجَّلوا
لَكنّهــم دُهِشـوا بِهيبتـك الَّـتي
دُهِمـوا بِهـا وَهيَ المَقامُ الأَهولُ
فَتَحصـَّنوا حَـذَراً وَبَأسـِك لَم يَكُن
لِيصــدَّهُم لَـو شـئتَ بـابٌ مقفَـلُ
حَتّـى إِذا جَمَعـوا شـَتيتَ حُلومهم
وَاسـتدبَروا آراءَهـم وَاستَقبَلوا
وَقَفوا عَلى أَن لَيسَ عَنكَ لَهُم وَلا
لِســِواهُمُ عِنـدَ الحَقيقـة مَعـدَلُ
فَصـَفحتَ عَمـا كـانَ غَيـرَ مؤاخِـذٍ
فَخَطيئَةً تَعفــو وَعُــذراً تَقبــلُ
وَعصــت سـجيَّتُك الكَريمَـةُ فيهـمُ
عَـذلَ الهَـوى إِنّ السـَجيةَ تُعـذَلُ
مـا كنتَ لَو لَم يَعتدوا لتروعَهم
حاشـاكَ مِـن إِتيـان مـا لا يَجملُ
وَهُم العَبيدُ فَما لَهُم نَزعوا يَدا
عَـن طَـوع مَن ما شاءَ فيهم يَفعَلُ
تـاللَه ما ضَرُّوا سواهم إِذ عَصوا
وَالســمُّ شــاربَهُ يَضــرُّ وَيَقتُـلُ
مـا ضـَرَّ مَن في طَوعِهِ الثقلانِ أَن
تَعصــيه شــرذمةٌ عَلَيــه تُعـوّلُ
فليهـنِ جِلَّـقَ أَنَّهـا قَـد أَصـبَحَت
فــي مُســتَقر الملـكِ لا تَتَحـوّلُ
وَأَنـا الضـَمينُ بِأَن سَيُسلى جِلَّقا
عَمـا مَضـى مِـن عُمرِهـا ما يُقبِلُ
فَاسـلم عَلـى نَهـلِ الزَمان وَعلهِ
يـا مَـن بِـهِ الدُنيا تجِلُّ وَتجملُ
فــرغَ القَضـاءُ وَلا مـردَّ لِحُكمِـهِ
مِــن أَنَّ جَــدَّ معانـديك الأَسـفَلُ
أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي.شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه.اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح.ونعته ابن شاكر بفخر الترك.بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده.وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد.قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.