
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذُكِـرَ الحِمـى فَأطـال رَجعَ أَنينِ
وَغَــدا يُواصــِلُ زَفـرَةً بِحَنيـنِ
وَاِعتــادَهُ وَلَــهُ يُقســِّمُ لُبَّـهُ
مـا بَيـنَ حالَـةِ حيـرَةٍ وَجُنـونِ
وَجَــرَت مَحـاجِرُهُ دَمـاً فَكَأَنَّمـا
شـرقت بِـذوب فُـؤادِهِ المَحـزونِ
وَتَوقَّــدت أَنفاســُهُ فَحَســبتُها
مـرَّت بِنـارٍ فـي الضـُلوع مَعينِ
وَلَهــا يكفكـفُ دَمعَـهُ بِشـماله
أَســَفا وَيُمســِك قَلبَـهُ بِيَميـنِ
يـا منـزلاً قضتِ الصبابَةُ لي بِه
ذِمَـمَ الصـِبا وَمـآربَ العشـرينِ
أَيّـامَ أَلبَـسُ لِلغوايـةِ ثَوبَهـا
وَأَجــرُّ ذَيــلَ خلاعَــةٍ وَمُجــونِ
وَأَجيـبُ داعِيَـةَ التَصابي مُلقيا
رَسـَني إلَيـهِ يُضـِلُّ أَو يَهـديني
لَيـتَ الَّـذينَ وَلعتُ مِن كَلفٍ بِهم
حفلــوا بحـرِّ تَلهُّفـي وَحَنينـي
قَد كانَ يُضحكني الزَمانُ بِقُربِهم
فَـاليَومَ عـادَ بِبعـدهم يُبكيني
يـا سـَعدُ إِنّ أَخـاك ضاقَ بِشَجوه
ذَرعـاً فَهَـل مِـن مُسـعدٍ لحزيـنِ
لَـو كـانَ قَلبُك قَلبَه لَبَكيتَ لِل
بــاكي أَسـىً وَحَزِنـتَ للمَحـزونِ
بَـل مـا عَلـى دنِفٍ تخاذَلَ صَبرُهُ
عَنــهُ فَبــاحَ بسـرِّه المَكنـونِ
وَبِمُهجَــتي رِيــمٌ أَروم تَصـَبُّرا
عَنــهُ فَيُعجزنــي قيـادُ حَـرونِ
ضـمِنت بِـدائعُ مـن مَحاسن وَجهِهِ
تَفريــقَ أَلبــاب وَجَمـعَ عُيـونِ
وَتهُزُّنـا مِنـهُ الصـَبا فَيهزُّنـا
طَــرَبٌ عَلـى إِيقـاعِهِ المَـوزونِ
وَوَراءَ يـاقوتِ المراشـِف لُؤلُـؤٌ
تَجــري عَلَيـهِ سـُلافَةُ الزرجُـونِ
إِنــي لأفتَــنُ بِالمقبَّـل فَـوقَه
طُـررٌ تنـاغي الصـادَ مِنهُ بِسينِ
وَيَشــوقني صــُدغٌ تُسلسـِلُ وَاوُه
لامـاً كَسـاهُ الخـالُ نُقطَـةَ نونِ
وَيَروقنـي لُطفُ الشَمائل مِن فَتىً
صـحبَ الزَمـانَ عَلى اختِلاف شُؤونِ
كُلاً أَصـابَ مِـن الغَواية وَالتُقى
فَأَفـادَ ظَـرفَ هَـوىً وَعفّـةَ ديـنِ
لَـم تُعطِنـي الأَيـامُ مَطلَبَ همّتي
مِـن رِفـدها فَأَخـذتُ ما تُعطيني
وَرَأيتنـي سـخطي يَدوم إِذا أَنا
لَــم أَرضَ إِلا بِالَّــذي تُرضـيني
حـالٌ لعمـرك دونَ قَـدري إِنَّمـا
أَرضـى بِهـا نَظَراً إِلى مَن دوني
شـَيئان مُشـتَبهان فـي صُوَرَيهما
قمـرُ السَماء وَوَجهُ مُحيي الدينِ
مَـن إِن جـرت مِـدَحٌ لِغَيـرِ معيّنٍ
فـي الناس كنَّ لَهُ عَلى التَعيينِ
نَـدعُ اسمَهُ وَنَقول أَشرفُ مَن سَما
شـَرَفاً فَنبلـغُ غايَـةَ التَـبيينِ
وَإِذا العُقـولُ أَخذنَ في تَكييفهِ
أَمسـَكنَ عَنـهُ رَهـنَ رَجـمِ ظُنـونِ
أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي.شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه.اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح.ونعته ابن شاكر بفخر الترك.بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده.وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد.قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.