
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جنابُــك لِلإِفضــال وَالفَضـلِ مَجمَـعُ
وَوَجهُــكَ للإِحســان وَالحُسـنِ مطلَـعُ
وَمَجــدُك لِلــدُنيا جَمــالٌ وَزينَـةٌ
وَجــودُك للآمــال مرعــىً وَمرتَــعُ
وَطَرفُـك طَمّـاحٌ إِلـى المَجد وَالعُلا
وَصـــَدرُك فَيّــاح وَقَلبُــكَ أَصــمَعُ
وَبَأســُك مَرهــوبٌ وَســيبُك مُرتَجـىً
وَبِـــرُّك زخـــار وَســـُحبُك هُمَّــعُ
وَريحـــك أَمّــا للــوليِّ فَسَجســَجٌ
رُخـــاءٌ وَأَمّــا لِلعَــدو فزعــزعُ
وَمالُــك مَبــذولٌ وَعِرضــُك دونَــهُ
مَنــالُ الثريّــا لِلَّــذي يتتبَّــعُ
وَلَــولا مَســاعيك الجَميلَـةُ لِلعُلا
وَأَنــك عَـن نَفـسِ المَكـارم تَـدفَعُ
لأَصــبَح ذكــرُ الجـود وَهـوَ مهـدَّمٌ
وَأَمسـى فُـؤادُ المَجـدِ وَهـوَ مـروّعُ
عَلـى الـدين وَالدُنيا وَلا فَجِعا بِه
رِداءٌ موشـــىًّ مِـــن علاك موشـــَّعُ
بِـوَجهِ صـَلاح الـدين يَنصـدع الدجى
إِذا مـا بَـدا وَاللَيـلُ أَسودُ أسفَعُ
مَليـــكٌ أَديـــبٌ أَريَحِــيٌّ ممجَّــدٌ
عَفيــفٌ فَصــيحٌ حيـنَ يَنطِـق مِصـقَعُ
هُوَ الناهبُ الأَرواح وَالواهبُ اللُهى
وَبــاني العُلا وَالناسـك المتـورِّعُ
أَخـو الجـود أمـا جُودُه فَهوَ قاطِنٌ
لَـــدَيه وَأَمّـــا مــالُهُ فَمــوزَّعُ
إِذا ما توارى الشَمسُ أَو غارَ منبَعٌ
فغرّتـــه شـــَمسٌ وَكَفّــاه مَنبَــعُ
فَلَـولا ممـاراةُ العِيـان لَقُلـت في
قبــائك يــا داودُ موسـَى وَيوشـَعُ
ليهنِـــك يـــا داودُ أَنَّ محمــداً
بِكفــك يُعطــي مَـن يَشـاء وَيَمنَـعُ
وَأَنــك مِنـهُ بِالمحـلّ الَّـذي غَـدا
وَمِــن دونِــهِ آمــالُ غَيـرك طلّـعُ
وَلا تَمـدح البَـدرَ المُنيـرَ لِحُسـنِهِ
فَإِنــك أَبهــى مِنـهُ وَجهـاً وَأَروعُ
وَلا يُـذهِلنك اللَيـثُ بَأسـاً وَنجـدَةً
فَإِنــك أَجـرأ مِنـهُ قَلبـاً وَأَشـجَعُ
وَلا يُعجِبنــك السـَيفُ حَـدّاً وَجُـرأةً
فَإِنــك أَمضـى مِنـهُ عَزمـاً وَأَقطَـعُ
وَفـي الرمـلِ وَالبَيداءِ وُسعٌ وَكَثرَةٌ
وَعلمُــك مِـن هَـذين أَنمـى وَأَوسـَعُ
فَلـو أَنّ شَخصـاً جِسـمُهُ مثـلُ قَـدرِهِ
لَمـا كـانَ في الدُنيا لِغَيرك موضِعُ
أَداوُد يـا عيسـى الزَمانِ وَمن لَنا
بِراحَتِــهِ وادٍ مِــن الجـود مُـترَعُ
أرانـي إِذا مـا جـاسَ مَدحُك خاطِري
كــأَني فـي رَوضـاتِ رِضـوان أَرتَـعُ
فَخـذها كَمـا أَهدى إِليك تَحيَّةَ الر
رِيـاض نَسـيمُ الصـُبحِ وَاللَيلُ ينزِعُ
وَتَــاللَه مـا نشـري ثَنـاك تملُّـقٌ
لَـــدَيك وَلا مَـــدحي علاك تصـــنُّعُ
وَلَـم أُرخ عَنكَ المَدحَ مِن ضَعفِ هِمتي
وَلا أَنَّ مَـــدحي فـــي علاك مضــيَّعُ
وَلَكِنَّنــي أَحببـتُ أَن تَسـمَع الَّـذي
يَقــول سـوائي ثُـم أَتلـو فَتَسـمَعُ
فَتَعلَــمَ أَنَّ الشــعرَ كُــلّ يَقـوله
وَلَكـنَّ بَعـضَ القَـول أَعلـى وَأَرفَـعُ
أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي.شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه.اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح.ونعته ابن شاكر بفخر الترك.بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده.وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد.قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.