
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَجدت لطلعتِـك البُـدورُ الطُلَّعُ
وَعَنـت لِعزّتـك الرَواسـي الخُشَّعُ
وَنَبـا لِهَيبتك الحسامُ المُنتَضى
وَوَهـى لِسـطوتِك السِنانُ المُشرَعُ
وَانقـادَت الدُنيا إليك فَأَصبَحَت
وَزمامُهــا بِيَــديك لا يَتَمنَّــعُ
فَالـدَهرُ طـوعٌ فـي يَدي أحكامِهِ
تقضـي فَيَمضـي أَو تَقـولُ فَيسمَعُ
اليَـومَ عـزُّ المُلكِ يَستَعلي بِمَن
تَعنـو لَـهُ صـيدُ المُلوك وَتخضَعُ
الصـالِحُ الملـكُ الَّـذي أَيـامُهُ
غُـرَرٌ وَكُـلُّ الـدَهر وَجـهٌ أَسـفَعُ
وَكَـأَنَّ دَولَتـه المُنيـرةَ رَوضـَةٌ
طـابَ المَقيـلُ بِها وَلَذَّ المرتَعُ
لَبِسـت بِـهِ الدُنيا رِداءً مُعلَما
بِالعَـدل لا يَبلَـى وَلا هِـيَ تَخلَعُ
وَتَعمَّـدت قَصـدَ السـَبيل قَويمـةً
تَمشـي وَكـانَت تَسـتَقيمُ وَتظلـعُ
هَـدأت بِـهِ وَلَقَـد تَكـون كَأَنَّها
لُــجٌّ تسـاوره الرِيـاحُ الأَربَـعُ
مَــن وَجهُــهُ وَيمينـه لِعفـاتِهِ
بَــدرٌ وَبَحــرٌ يَسـتَنير وَيَنبُـعُ
تَتَجـاذبُ الشـيَم الحَرائِرَ نَفسُهُ
لَكــن لأَشــرفها تَحــنُّ وَتنـزِعُ
تَتَفــوق الأَهـواءُ فـي تَمجيـدِهِ
وَعَلــى محبّتهــا لَــهُ تَتَجمَّـعُ
وَدَعَـت مَحبتُـهُ وَهيبَتُـهُ الـوَرى
طُــرّاً فَكلُّهــمُ إِلَيــهِ مُهطِــعُ
يـردُون حـوضَ العَـدلِ غَيرَ مكدَّرٍ
طـالَ الهيامُ بِهم وَطابَ المشرَعُ
فَالنـاسُ فيـكَ اِثنانِ إِما مُرغَمٌ
يَنقــادُ كرهــا أَو مُحـبٌّ طَيِّـعُ
فَـاِنفَع وَضـُرّ فَلَيـسَ يَصلُح معشَرٌ
طَوعـاً عَلـى مَـن لا يضـرُّ وَيَنفَعُ
وَاعـذر عِداك وَإِن بَغَوا فَلربّما
رَكــضَ الذَبيـحُ وَلَحمـه يتَـوزَّعُ
وَكَـأَنَّهُم بِـكَ قَـد بعثـت عَلَيهمُ
حَربـاً تَمُـجُّ شـواظَ نـارٍ تَسـفعُ
فِاسـلم لدينٍ قَد هَدَيتَ إلَيهِ مَن
لا يَهتَـدي وَجمَعـتَ مـا لا يُجمَـعُ
وَحَميـتَ حَـوزَتَهُ فَأَصـبَح وَهوَ في
أَيــام دَولتــك الأَعـزُّ الأَمنَـعُ
وَتهنَّ بِالعيد المُبارَك وَابق ما
أَحببــتَ مُقتَـدِراً تحُـطُّ وَتَرفَـعُ
أَصـبَحتَ ظِـلَّ اللَـه بَيـنَ عِباده
فـي الأَرضِ تُعطي مَن تَشاء وَتَمنَعُ
فَـالأَرضُ دارُك وَهـيَ دارُ إِقامَـةٍ
وَالسـعدُ عَبـدُك وَهـوَ عَبـدٌ طيِّعُ
أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي.شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه.اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح.ونعته ابن شاكر بفخر الترك.بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده.وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد.قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.