
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طـافَ بِنـا وَاللَيـلُ فـي ثَوبٍ خَلق
يَلمَــعُ مِــن خلالـه نـورُ الفَلَـق
وَالنَجــمُ يَخبــو تـارَةً وَيـأتلِق
مثــلَ عُيــونٍ كابَـدَت طـولَ الأَرَق
خَيــالُ مَـن أَسـكَن جَنـبيَّ القَلَـق
جَــبينُهُ الشــَمسُ وَخَــدُّه العَبَـق
يَبــدو فَمـا أَرمقُـهُ فيمَـن رَمَـق
يَـأمرني الوَجـدُ وَيَنهـاني الفَرَق
وَصــاحب مثـل الـرِداءِ المُختَـرق
يُبـدي الرِضـا مُنطَوياً عَلى الحَنَق
مـا كُـلُّ مـا تَرجُـو النُفوس يَتَّفِق
وَقلَّمــا يَســلَم صــَفوٌ مِـن رَنَـق
وَالعتــبُ منـكَ لامـرئ عَلـى خُلُـق
مَنزِلَــةٌ بَيــنَ السـَفاهِ وَالحُمُـق
أَلـذُّ مِـن وَصـفِ الغَـزال المنتطق
وَمِــن مُناجـاة الخَيـالِ إِن طَـرَق
مَــدحُ فَـتىً ذكـراه مِسـكٌ يُنتشـَق
لَكنّهــا فــي حَلـقِ شـانيهِ شـَرَق
محمَّـدٌ شـَمسُ الضـُحى بَـدرُ الغَسـَق
محيي النَدى مفني النضار وَالوَرق
صـَدرٌ بهـىُّ الخَلـقِ مَرضـيُّ الخُلُـق
خـــوّله اللَـــه تَعـــالى وَرزَق
مِــن المَعـالي كُـلَّ مـا جَـلَّ وَدَق
ســابقَ أَربــابَ المَسـاعي فَسـَبَق
مَشــياً وَهُــم بَيـنَ ذميـلٍ وَعَنَـق
لَــو قَـذف النَجـمَ بِعَـزمٍ لاغتَـرق
أَو ضــربَ البَحــرَ بِكَــفٍّ لَفَــرَق
أَو رَجَــم الطــودَ بِحلــمٍ لَصـَعق
منجّـــد إِن فُتِــقَ الأَمــرُ رتَــق
أَو رتَــقَ الأَمــرَ أَعــاديهِ فَتَـق
للجــودِ فــي يمينـه حـوضٌ بَثَـق
يــؤمُّهُ العــافون مِـن كُـلِّ أُفُـق
صــَفا لَهُــم مَشـربُه العَـذبُ ورق
طَـبٌّ بِـداءِ الخَطـب إِن خطـبٌ طَـرَق
وَمــا حُســامٌ فَـوقَ مَتنيـه طُـرُق
للــذرّ لَــم تضـرب بِـهِ إِلا صـدَق
تَــرى لَـهُ تلألـؤاً يُعشـي الحَـدَق
فَهــوَ إِذا ســللتَهُ وَهَنــاً بَـرَق
تَـــأَنّق الطــابع فيــهِ فَــأنِق
أَقطَــعُ مِــن عَزمتــه لَمـا لَحـق
كَتبـتُ عَنـهُ مـا بِـهِ المَجـدُ نَطَق
فَالشـعرُ مِـن أَفعاله المَعنى سَرَق
أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي.شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه.اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح.ونعته ابن شاكر بفخر الترك.بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده.وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد.قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.