
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَهـدَ البينُ إِلى عَيني البُكا
ثُـمَّ أَوصـاها بِـأَن لا تَهجَعـي
وَســَقى قَلــبي مِــن خَمرتِـهِ
فَهــو لا يعقــل مِـن سـَكرتِهِ
فَمَــتى يُنقَــذُ مِــن غَمرَتِـهِ
فـي سـَبيل الحُـب قَلـبٌ هَلكا
شــيَّع الركــبَ وَلَمّـا يَرجَـعِ
قـال لـي العـاذل لَمّا نَظَرا
مَـن غَـدا قَلـبي بِـهِ مُشتَهرا
أَكَــذا تعشــقُ مـاذا بشـرا
حـــاشَ لِلّـــه أَراه مَلَكــا
مثــلَ ذا فَاِعشــَق وَإِلا فَـدعِ
هـزَّ عِطـفَ الغصـن مِـن قامَتِهِ
مُطلعــا للشـمس مِـن طَلعَتِـهِ
ثُـمَّ نـادى البَـدرَ في لَيلَتِهِ
أَيُّهـا البَـدرُ تَغيَّـب وَيَحكـا
ما اِحتياج الناس للبَدر مَعي
أَنـا علَّمـتُ القَضـيبَ المَيدا
وَاِسـتَعارَ الظبيُ منّي الجَيدا
وَكَذا ذا القَرمُ مِن آل النَدى
أَبصــر الغَيـثُ نَـداهُ فَحَكـى
وَهـوَ إِن ظَـن سـِوى ذا مـدّعي
مـن جَميـع الفَضلِ يَحيا عِندَهُ
لَيــسَ للــدين بِمُحـيٍ وَحـدَهُ
قــالَ للتـالي عَلَيـهِ حَمـدَهُ
لِـيَ حسـنُ الذكرِ وَالمالُ لَكا
فَــاِقترح تُعـطَ وَقُـل تُسـتَمَعِ
آخِـــذٌ بِــالحَزم لا يَــتركُهُ
فـي سـِوى الجـود بِما يَملِكُهُ
لا تَـرى فـي المَجد مَن يَشرَكُهُ
وَهـوَ في المال كَثير الشُركا
وَمــن الحَمـد كَـثيرُ الشـِيعِ
أَنـتَ يـا مُوسـَى رجائي آنسا
نـارَ جَـدواه فـوافى قابِسـا
رحـتَ فـي حَضـرَةِ قُـدسٍ دائِسا
في طُوى السُؤدد فَاخلَع نَعلَكا
وَادعــهُ يـأتِ بِكـبرى يوشـعِ
لرَشـيدِ الأَمـرِ أَضـحى عاضـِدا
رَأيُـهُ المـأمونُ حَزما راشِدا
ولَـديهِ الفَضـلُ يَحيـا خالِدا
فَـدَعوا جَعفَـر وَانسوا برمكا
فَالنَـدى في غَيرِهِ عينُ الدعي
أَنـتَ مـذ كنتَ الرَئيسُ الأَعظَمُ
غَيــر خــافٍ وَالأَعـزُّ الأَكـرَمُ
كِـدتَ مِـن طول التَعالي تَسأمُ
رتــبَ الســُؤدد لَكـن صـَدّكا
كَـرم العَهـدِ وَحفـظُ المَوضـعِ
لَــكَ فــي كُـلِّ مَكـانٍ مَفخَـرُ
أَثــرٌ يُــروى وَمَجــدٌ يُـذكَرُ
فَبقــاعُ الأَرضِ لَـولا العُنصـُرُ
هَزَّهـا الشـَوقُ فَسـارَت نَحوكا
وَلَكــم رامَــت فَلـم تَسـتطِعِ
قَـد مَضـى الصـَومُ ملاقـي رَبِّهِ
جــاعِلا ســِرَّك نَجــوى قَلبِـهِ
وَأَتــى العيــدُ فَهنئتَ بِــهِ
فَهـوَ قَـد هُنّـئ مِـن قبلُ بِكا
وابــقَ فـي ذِروةِ عـز أَمنـعِ
وَامشِ في روض التَهاني وَاركُضِ
وَاصـحبِ الدَهرَ إِلى أَن يَنقَضي
وَلَئن هنِّئتَ بِالعيــد الرضـي
فَلَكُـلُّ الـدَهرِ يَلقـى عِنـدَكا
بِهجـةَ العيـدِ وَأُنـسَ الجُمَـعِ
ربَّ يَــومٍ قَـد رَأَيـتُ الأُفُقـا
خائِفـاً بِـالبَرقِ أَن يُختَرَقـا
وَبَـدا البَـدرُ مَروعـا مُشفِقا
لابِســاً لَمّــا تَجَلّــى فَنَكـا
وَبَـدت شـَمسُ الضـُحى في بُرقُعِ
وَكَــأنّ الجَــوَّ حَـربٌ تَصـطَلي
قَـد أَثارَ الغَيمُ فيها قَسطلا
فَاِنتَضـى البَـرقُ عَلَيهِ مُنصُلا
فَبَكـى الغَيـثُ حيـا إِذ ضَحِكا
خـافقَ القَلـب مَـروعَ الأَضـلُعِ
فَاِقتَـدح بِـالمَزج نارَ القَدَحِ
نَصـطَلي إِن نَحـنُ لَـم نَصـطَبحِ
وَأغنّيـــكَ وَلَـــم تَقتَـــرحِ
أَيُّهـا الساقي إِلَيكَ المُشتَكى
كَـم دَعونـاكَ وَإِن لَـم تَسـمَعِ
أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي.شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه.اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح.ونعته ابن شاكر بفخر الترك.بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده.وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد.قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.