
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَـارِ بْـنَ كَعْـبٍ أَلَا الْأَحْلَامُ تَزْجُرُكُـمْ
عَنِّـي وَأَنْتُـمْ مِـنَ الْجُوفِ الْجَمَاخِيرِ
لَا عَيْـبَ بِـالْقَوْمِ مِـنْ طُـولٍ وَلَا عِظَمٍ
جُســْمُ الْبِغَــالِ وَأَحْلَامُ الْعَصـَافِيرِ
كَـــأَنَّهُمْ قَصـــَبٌ جُــوفٌ مُكَاســِرُهُ
مُثَقَّـــبٌ فِيـــهِ أَرْوَاحُ الْأَعَاصــِيرِ
أَلَا طِعَـــانٌ أَلَا فُرْســـَانُ عَادِيَــةٍ
إِلَّا تُجَشـــُّؤُكُمْ حَـــوْلَ التَّنَــانِيرِ
دَعُـوا التَّخَاجُؤَ وَامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً
إِنَّ الرِّجَــالَ ذَوُو عُصــْبٍ وَتَــذْكِيرِ
لَا يَنْفُعُ الطُّوْلُ مِنْ نُوكِ الْقُلُوبِ وَلَا
يَهْـدِي الْإِلَـهُ سـَبِيلَ الْمَعْشَرِ البُورِ
إِنِّــي سَأَنْصـُرُ عِرْضـِي مِـنْ سـَرَاتِكُمُ
إِنَّ الْحَمَــاسَ نَســِيٌّ غَيْــرُ مَـذْكُورِ
أَلْفَــى أَبَـاهُ وَأَلْفَـى جَـدَّهُ حُبِسـَا
بِمَعْـزِلٍ عَـنْ مَعَـالِي الْمَجْدِ وَالْخَيْرِ
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.