
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـا بَـالُ عَيْنِـي لَا تَنَـامُ كَأَنَّمَا
كُحِلَــتْ مَآقِيهَــا بِكُحْـلِ الْأَرْمَـدِ
جَزَعـاً عَلَـى الْمَهْدِيِّ أَصْبَحَ ثَاوِياً
يَـا خَيْـرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى لَا تَبْعُدِ
جَنْبِـي يَقِيـكَ التُّرْبَ لَهْفِي لَيْتَنِي
غُيِّبْـتُ قَبْلَـكَ فِـي بَقِيـعِ الْغَرْقَدِ
أَأُقِيـمُ بَعْـدَكَ بِالْمَدِينَـةِ بَيْنَهُمْ
يَـا لَهْـفَ نَفْسـِي لَيْتَنِي لَمْ أُوْلَدِ
بِـأَبِي وَأُمِّـي مَـنْ شـَهِدْتُ وَفَـاتَهُ
فِـي يَوْمِ الْاِثنَيْنِ النَّبِيُّ الْمُهْتَدِي
فَظَلِلْــتُ بَعْــدَ وَفَـاتِهِ مُتَلَـدِّداً
يَـا لَيْتَنِـي أُسـْقِيتُ سـَمَّ الْأَسـْوَدِ
أَوْ حَـلَّ أَمْـرُ اللَّـهِ فِينَا عَاجِلاً
مِـنْ يَوْمِنَـا فِـي رَوْحَةٍ أَوْ فِي غَدِ
فَتَقُــومُ سـَاعَتُنَا فَنَلْقَـى طَيِّبـاً
مَخْضــاً ضـَرَائِبُهُ كَرِيـمَ الْمَحْتِـدِ
يَـا بِكْـرَ آمِنَـةَ الْمُبَـارَكَ ذِكْرُهُ
وَلَــدَتْكَ مُحْصــَنَةٌ بِسـَعْدِ الْأَسـْعَدِ
نُـوراً أَضـَاءَ عَلَـى الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا
مَـنْ يُهْـدَ لِلنُّـورِ الْمُبَارَكِ يَهْتَدِ
يَـا رَبِّ فَاجْمَعْنَـا مَعـاً وَنَبِيَّنَـا
فِــي جَنَّـةٍ تُنْبِـي عُيُـونَ الْحُسـَّدِ
فِـي جَنَّـةِ الْفِرْدَوْسِ وَاكْتُبْهَا لَنا
يَا ذَا الْجَلَالِ وَذَا الْعُلَا وَالسُّؤْدُدِ
وَاللَّـهِ أَسـْمَعُ مَـا حَيِيْـتُ بِهَالِكٍ
إِلَّا بَكَيْــتُ عَلَــى النَّبِـيِّ مُحَمَّـدِ
يَـا وَيْـحَ أَنْصـَارِ النَّبِـيِّ وَرَهْطِهِ
بَعْـدَ الْمُغَيَّـبِ فِـي سَوَاءِ الْمُلْحَدِ
ضـَاقَتْ بِالْاَنْصـَارِ الْبِلَادُ فَأَصْبَحُوا
ســُوداً وُجُــوهُهُمُ كَلَـوْنِ الْإِثْمِـدِ
وَلَقَــدْ وَلَــدْنَاهُ وَفِينَـا قَبْـرُهُ
وَفُضـُولَ نِعْمَتِـهِ بِنَـا لَـمْ نَجْحَـدِ
وَاللَّـهُ أَكْرَمَنَـا بِـهِ وَهَـدَى بِـهِ
أَنْصــَارَهُ فِـي كُـلِّ سـَاعَةِ مَشـْهَدِ
صــَلَّى الْإِلَـهُ وَمَـنْ يَحُـفُّ بِعَرْشـِهِ
وَالطَّيِّبُـونَ عَلَـى الْمُبَـارَكِ أَحْمَدِ
فَرِحَــتْ نَصـَارَى يَثْـرِبٍ وَيَهُودُهَـا
لَمَّـا تَـوَارَى فِي الضَّرِيحِ الْمُلْحَدِ
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.