
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا حَـارِ إِنْ كُنْتَ امْرَأً مُتَوَسِّعاً
فَافْـدِ الْأُلَـى يُنْصـِفْنَ آلَ جَنَـابِ
أَخَـوَاتُ أُمِّـكَ قَـدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا
وَالْحَــقُّ يَفْهَمُــهُ ذَوُو الْأَلْبَـابِ
إِنَّ الْفَرَافِصـَةَ بْـنَ الْاَحْوَصِ عِنْدَهُ
شــَجْنٌ لِأُمِّــكَ مِـنْ بَنَـاتِ عُقَـابِ
أَجْمَعْـتُ أَنَّـكَ أَنْـتَ أَلْأَمُ مَنْ مَشَى
فِـي فُحْـشِ مُوْمِسـَةٍ وَزَهْـوِ غُـرَابِ
وَكَــذَاكَ وَرَّثَــكَ الْأَوَائِلُ إِنَّهُـمْ
ذَهَبُــوا وَصـِرْتَ بِخِزْيَـةٍ وَعَـذَابِ
وَاللُّـؤْمُ مِنْـكَ وِرَاثَـةٌ مَعْلُومَـةٌ
هَيْهَــاتَ مِنْـكَ مَكَـارِمُ الْأَنْسـَابِ
فَـوَرِثْتَ وَالِدَكَ الْخِيَانَةَ وَالْخَنَا
وَاللُّـؤْمَ عِنْـدَ تَقَـايُسِ الْأَحْسـَابِ
وَأَبَـانَ لُؤْمَـكَ أَنَّ أُمَّـكَ لَمْ تَكُنْ
إِلَّا لِشـــَرِّ مَقَـــارِفِ الْأَعْــرَابِ
فِـي فُحْـشِ مُوْمِسـَةٍ قَلِيـلٍ عَقْلُهَا
مَشــْهُورَةٍ بِــالْفُحْشِ ذَاتِ سـِبَابِ
وَوَسَمْتَ إِسْتَكَ ثُمَّ قُلْتَ أَنَا الْفَتَى
وَخَضــِبْتَ كَفَّــيْ ســَارِقٍ بِخِضـَابِ
وَجَلَســْتَ لِلْعُهَّـارِ مَجْلِـسَ فِتْنَـةٍ
وَذَمَمْــتَ عَيْنَــيْ مُـوْمِسٍ بِصـُوَابِ
مَنَّتْـكَ نَفْسُكَ يَا ابْنَ صَقْعَبَ مُنْيَةً
كَـذَبَتْكَ نَفْسـُكَ مَـا لَهَا مِنْ نَابِ
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.