
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَــدْ عَلِــمَ الْأَقْـوَامُ أَنَّ ابْـنَ هَاشـِمٍ
هُوَ الْغُصْنُ ذُو الْأَفْنَانِ لَا الوَاحِدُ الوَغْدُ
وَمَــا لَــكَ فِيهِــمْ مَحْتِــدٌ يَعْرِفُـونَهُ
فَـدُونَكَ فَالْصـَقْ مِثْـلَ مَـا لَصـِقَ الْقُرْدُ
وَأَبْلِــغْ أَبَــا ســُفْيَانَ عَنِّـي رِسـَالَةً
فَمَــا لَــكَ مِـنْ إِصـْدَارِ عَـزْمٍ وَلَا وَرْدُ
وَإِنَّ ســَنَاءَ الْمَجْــدِ مِــنْ آلِ هَاشــِمٍ
بَنُــو بِنْــتِ مَخْـزُومٍ وَوَالِـدُكَ الْعَبْـدُ
وَمَــا وَلَــدَتْ أَفْنَــاءُ زُهْــرَةَ مِنْكُـمُ
كَرِيمــاً وَلَـمْ يَقْـرَبْ عَجَـائِزَكَ الْمَجْـدُ
وَلَســـْتُ كَعَبَّـــاسٍ وَلَا كَـــابْنِ أُمِّــهِ
وَلَكِــنْ هُجَيْــنٌ لَيْـسَ يُـورَى لَـهُ زَنْـدُ
وَكُنْــتَ دَعِيّــاً نِيــطَ فِــي آلِ هَاشـِمٍ
كَمَـا نِيـطَ خَلْـفَ الرَّاكِبِ الْقَدَحُ الْفَرْدُ
وَإِنَّ امْـــرَأً كَـــانَتْ ســـُمَيَّةُ أُمَّــهُ
وَســَمْرَاءُ مَغْلُــوبٌ إِذَا بُلِــغَ الْجَهْـدُ
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.