
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَـدْ سـَفَحَتْ مِـنْ دَمْـعِ عَيْنَيْـكَ عَبْـرَةٌ
وَحُــقَّ لِعَيْنِــي أَنْ تُفِيـضَ عَلَـى سـَعْدِ
قَتِيــلٌ ثَــوَى فِـي مَعْـرَكٍ فُجِعَـتْ بِـهِ
عُيُـونٌ ذَوَارِي الـدَّمْعِ دَائِمَـةِ الْوَجْـدِ
عَلَـــى مِلَّــةِ الرَّحْمَــنِ وَارِثِ جَنَّــةٍ
مَـعَ الشـُّهَدَاءِ وَفْـدُهَا أَكْـرَمُ الْوَفْـدِ
فَــإِنْ تَــكُ قَـدْ وَدَّعْتَنَـا عَـنْ مَـوَدَّةٍ
وَأَمْسـَيْتَ فِـي غَبْـرَاءَ مُظْلِمَـةِ اللَّحْـدِ
فَـأَنْتَ الَّـذِي يَـا سـَعْدُ أُبْـتَ بِمَشـْهَدٍ
كَرِيــمٍ وَأَثْــوَابِ الْمَكَـارِمِ وَالْحَمْـدِ
بِحُكْمِــكَ فِــي حَيَّــيْ قُرَيْظَـةَ بِالَّـذِي
قَضـَى اللَّـهُ فِيهِـمْ مَا قَضَيْتَ عَلَى عَمْدِ
فَوَافَــقَ حُكْــمَ اللَّــهِ حُكْمُـكَ فِيهِـمِ
وَلَـمْ تَعْـفُ إِذْ ذُكِّـرْتَ مَا كَانَ مِنْ عَهْدِ
فَإِنْ كَانَ رَيْبُ الدَّهْرِ أَمْضَاكَ فِي الْأُولَى
شـَرَوْا هَـذِهِ الـدُّنْيَا بِجَنَّـاتِهِ الْخُلْدِ
فَنِعْــمَ مَصـِيرُ الصـَّادِقِينَ إِذَا دُعُـوا
إِلَـى اللَّـهِ يَوْمـاً لِلْوَجَاهَـةِ وَالْقَصْدِ
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.