
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســالْتُ لِمَــنْ هـذي المَـدافِعُ تُطْلَـقُ
فقـالوا بَشـِيرٌ قـامَ بالعِيـدِ يَنْطِـقُ
فَقُلْـتُ ومـا لِلْعِيـدِ فـي نَفْـسِ بـائسٍ
بَعيــدٍ عـن الأَهْلِيـنَ بـالحُزْنِ يُحْـرَقُ
بَلَــى انَّهــا هـاجَتْ دَفِيـنَ صـبابتي
الــى مــا قَلْــبي المُعَنَّــى مَعَلَّـقُ
تَــذَكَّرْتُ أَهلــي والصــَّحابَ وغُرْبـتي
وداراً عليهــا شــَمْسُ بَيْـرُوتَ تُشـْرِقُ
فَســالَتْ دُمُـوعُ العيـنِ مِنِّـي كانهـا
لآلِــئُ حَتَّــى كِــدْتُ بالــدَّمْعِ أَشـْرَقُ
لَـكَ اللـه مـنْ عِيـدٍ اعـادَ ليَ الاسَى
وهَمّـــاً وآلامـــاً وشـــَجْواً يُــؤَرِّقُ
وكَيْـفَ يَطِيـبُ العيـدُ فـي نَفْـسِ نازِحٍ
غَريـــبِ بــاغْلالِ المَكــارِهِ يُوثّــقُ
ولَوْ لاَ رَأَيْتُ الصَّبْرُ في المجدِ والعُلاَ
يَلِيــقُ بِمِثْلـي كـادت النَّفْـسُ تَزْهَـقُ
ولكنَّهـــا الأَمْجــادُ تَطْلُــبُ عَزْمَــةً
إِذا كَــذَبَ العَصــْبْ المَهنَّــدُ تَصـْدُقُ
فَمَـنْ يَصـْطَبِرْ لِلْخَطْـبِ ذَلَّـتْ لَهُ المُنَى
وصــادَ العُلا فــوْقَ الثُّرَيــا تُحَلِّـقُ
سأَصــْبِرُ حتَّـى يَبْلُـغَ العُـرْبُ مَنْـزِلاً
عَلِيّــاً عليــهِ رايــةُ العِـزِّ تَخْفُـقُ
وَرَوْضـاً أَرِيضـاً ناضـرَ العَيْـشِ طَيِّبـاً
خَصــِيباً بآمــالِ الســَّعادَةِ يُــورِقُ
وَيَفْتَرِعُــوا هـامَ الأَمـانِي ويَقْبِضـُوا
عَلَـى صـَوْلَجانِ المجـدِ ايـانَ سَرْدَقُوا
عَلَيْهِــمْ حَيـاتِي مـا حَيِيـتُ وَقَفْتُهـا
وقلــبيَ إلاَّ مِـنْ هَـوَى العُـرْبِ مُطْلَـقُ
وإِننــي لأَسـْتَحْلِي شـَقائيَ فـي العُلاَ
وأَحْمَــدُ ســَعْي والــرَّدَى بـيَ مُحْـدِقُ
رَعَـى اللـه اهـلَ الضادِ في كلِّ مَوْطِنٍ
وجـــادَهُمُ غَيْـــثُ العُلا المُتَـــدَفِّقُ
فَهُـمْ لِلهُـدَى والمجدِ والفضلِ والنَّدَى
مَنــاوِرُ فــي داجـي الخُطـوبِ تَـأَلَّقُ
تَخَيَّرَهُــمْ مــنْ طِينَــةِ العِـزِّ رَبُّهُـمْ
فَهُـمْ غُـرَرٌ فـي جَبْهَـةِ الـدهرِ تَـأَلَقُ
لَهُـمْ يَحْفَـظُ التارِيـخُ مَجْـدا مـاثَّلا
صــَحاافُهُ الفَيْحــاءُ بـالفَخْرِ تَعْبَـقُ
سـَلِ الرُّكْـنَ عنهـمْ والحَطيـمَ وزَمْزَماً
وأَرْضَ بنــي قَحْطــانَ إِنْ هِــيَ تَنْطِـقُ
وسـاالْ بِهِـمْ مِصـْرَ المعـالي وتُونُسا
وبَغْــدادَ تَصــْدُقْكَ الاحــادِيثَ جِلَّــقُ
وسـَلْ انْ جَهِلْـتَ العُـرْبَ انْدَلَسـا وما
أَقـامُوا مـنَ الأَمْجـادِ فِيهـا ونَمَّقُوا
يُجِبْـــكَ عُلاً يُـــرْوَى ومَجْــدٌ مْحَقَّــقٌ
وَواضــــَحُ ايـــاتٍ وعِـــزٌّ مُعَتَّـــقُ
اذا طَـــوَتِ الايـــامُ ماضــيَ عِــزَّةٍ
سـَناها بـآيِ الهَـدْيِ في الناسِ مُشْرِقُ
فَقَـدْ أَيْقَـظَ العُرْبَ الكِرامَ من الكَرَى
دَجــىً مَرْعِــدٌ بالناابــاتِ ومُبْــرِقُ
ونَبَّهَهُـمْ مـنْ غَفْلَـةِ النَّـوْمِ والـوَنَى
بَلاءٌ كأَمْثــــالِ الجِبـــالِ مُطَـــوِّقُ
وشـَرَّدَ عنهـمْ نَشـْوَةَ الجَهْـلِ والهَـوَى
نَــوائِبُ قــدْ نــابتْ وَوَيْـلٌ مُخَنْـدِقُ
ومـا العِيـدُ إلاَّ أَنْ يَعُودَ لنا العُلاَ
وعَيْـــشٌ ســـَعيدٌ بالأَمــانِيِّ مُــورِقُ
مصطفى بن محمد سليم الغلاييني.شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320ه.ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات.وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة.وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن.فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي.من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و(عظة الناشئين -ط)، و(لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط)، و(الدروس العربية -ط)، و(ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.