
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـوِّنْ عليـكَ سـَجِينَ المجـدِ واصـْطَبِرِ
عَلَــى البَلاءِ فـإِنَّ الـدَّهْر ذُو غِيـرِ
مَـنْ يَصـْطَبِرْ لخُطُـوبِ الـدَّهْرِ مُـدَّرِعاً
بِلامـةِ الحَـزْمِ يَبْلُـغْ هامـةَ الظَّفَـرِ
حَـوادِثُ الـدَّهْرِ فيهـا لِلْفَتَـى عِبَـرٌ
والشـَّهْمُ مَـنْ يَسْتَقِي منْ مَنْهَلِ العِبَرِ
فاصـْبِرْ عَلَـى مِحَنٍ ياتي الزَّمانُ بها
فــالحُرُّ مُمْتَحِــنٌ بالصـَّفُوِ والكَـدَرِ
لا يَبْلُــغُ القَصــْدَ إلاَّ ســيدٌ بَطَــلٌ
يَقْـوَى علـى اليـأْسِ والآلامِ والضـَّجَرِ
ولا يَنــالُ المُنَــى إلاَّ فـتىً طَمِعَـتْ
فيـهِ اللِّيـالي فلـمْ يُغْمِضْ عَلَى خَوَرِ
وعَقَّـــدَتْ دُونَــهُ الأَيــامُ مَطْلَبَــهُ
فَشــَدَّ لَيْثـاً وأَوْهَـى عُقْـدَةَ المِـرَرِ
ولا يَنَتْــهُ صــُرُوفُ الــدهرِ تَخْـدَعُهُ
لِتَســْتَغِرَّ فلـمْ يَصـْبِر عَلَـى الغَـرَرِ
مـا لي ارَى العُرْبَ في نَجْدٍ وفي يَمَنٍ
وفــي الشــَّآمِ بلا ســَمْعٍ ولا بَصــَرِ
ايْـنَ المَصالِيتُ في ارْضِ العِراقِ وفي
رَحْـبِ الجَزِيـرَةِ مِـنْ قَحْطـانَ اوْ مُضَرِ
الا يَــرَوْنَ العِـدَى شـالتْ نَعـامَتُهُمْ
سـَلُّوا سـُيُوفَ الأَذَى والجَـوْرَ والصَّعَرِ
الا يَــرَوْنَ ديــارَ العُــرْبِ قاطِبَـةً
فـي لَيْـلِ خَطْـبٍ مِـنَ الأَهـوالِ مُعْتَكِرِ
تَعِيــثُ فــي كـلِّ أَرْضٍ بـالأذَى عُصـَبٌ
لـم يُبْـقِ فـي أَرْضِها خَيْراً ولم تَذَرِ
تَسـْطُو علـى الخُلُـقِ المَأْثُورِ تُضْعِفُهُ
والمــالِ تَنْهَبُـهُ والنَّجْـمِ والشـَّجَرِ
تَبغـي القَضـاءَ علينـا غَيْـرَ الِيَـةٍ
بِكُــلِّ ضــَرْبٍ مِـنَ القُـواتِ والقُـدَرِ
انْظُـرْ الـى الارْضِ قد اقْوَتْ مَرابِعُها
مــن كــلِّ غُصـْنٍ رَطِيـبٍ يـانعٍ نَضـِرِ
وصـَوَّحَ الـرَّوْضُ حَتَّـى مـا تَـرَى فَنَناً
فيــهِ نَضـِيراً ولا تَهْـدِي إلـى خَضـِرِ
مَـنْ قـامَ يَبْغِـي العُلاَ سـِلْماً لأُمَّتـهِ
يُصـْبِحْ ومـا سـَلَّ بَتـارا عَلَـى خَطَـرِ
مَـنْ قـامَ يُسـْجَنُ أَو يُنْفَـى إلى بَلَدٍ
ضــَيْقٍ ســَحِيقٍ جَــدِيبٍ عَيْشــُهُ كَـدِرِ
مـا هكـذا تُـورَدُ الآبـالُ لَوْ عَقَلُوا
سـَوْسُ الغَطـارِيفِ مُحْتـاجٌ الى الفِكَر
إنَّ السِّياســةَ صــَعْبٌ فَنُّهـا فَـدَعُوا
أَعْباءَهــا لِحَصــيفِ الـرأْي مُقْتَـدرِ
لا تَحْسـَبُوا فَـدَعُوا عنكـمْ مَتاعِبَهـا
انَّ العَصا في الوَغَى كالصارِمِ الذكَر
إِنَّ السياسـَة فـي الأعمـالِ تُحْسـِنُها
غيـرُ السياسـةِ فـي الأَقْوالِ والزُّبُر
إِنْ يَســْجُنُوني بلا ذَنْـبٍ سـِوَى شـَممي
وحُــبِّ قــوميَ حُبّــاً غيــرَ مَنْشـَطِرِ
أَصـْبِرْ عَلَـى الضُّرِّ في حُبِّ العُلاَ أَبداً
مَـنْ يَسـْعَ للمجـدِ والعَلْيـاءِ يَصْطَبِرِ
والسـِّجْنُ لـي شـَرَفٌ مِـنْ فَـوْقهِ شـَرَفٌ
إنْ كـان فـي جَنَّـةٍ أَوْ كـانَ في سَقَرِ
لا تَحْسـَبُوا انَّ هـذي الحـالَ داامـةٌ
فـي ذِمَّـةِ الغَيْبِ عُقْبَى الأَمرِ والقَدَرِ
وَرَدْتُـمُ فـانهَلُوا لـنْ تَشْرَبُوا عَلَلاً
لا بُـدَّ لِلْـوَرْدِ بْعَـدَ اليَـوْمِ مِنْ صَدَرِ
مصطفى بن محمد سليم الغلاييني.شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320ه.ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات.وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة.وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن.فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي.من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و(عظة الناشئين -ط)، و(لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط)، و(الدروس العربية -ط)، و(ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.