
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَياتُـكَ إِنْ لَـمْ تَخْضـِبِ الهـامَ بالـدَّمِ
هَــوانٌ فَجَــرِّدْ للْمُنَــى كــلَّ مِخْــذَمِ
وعَيْشــُكَ تَلْقَــى الضــَّيْمَ عـارٌ مُسـَجَّلٌ
كمـا الناقَـةُ الجَرْبـاءُ تُكَـوى بِمِيسَمِ
فَلاَ مَرْحَبــاً بالوَغْــدِ يُــؤْثِرُ مَغْنَمـاً
رُذالا عَلَــى تــاجِ الفَخــارِ المُعَلَّـمِ
ولا خيـرَ فـي عيـش الفـتى وهـو هَيِّـنٌ
وأَيُّ رَجـــاءٍ فـــي بِنـــاءٍ مُثَلَّـــمِ
اذا مـا تَـداعَى الـبيتُ مـن كلِّ جانبٍ
يُهَــــدَّمْ وإن أَهمَلْتَــــهُ يَتَهَــــدَّمِ
عَجِبْــتُ لِمَــنْ يَرْضـَى الحيـاةَ ذَليلـةً
لجُبْــنٍ تَــوَلَّى النَّفْـسَ أَوْ جَـرَّ مَغْنَـمِ
ألاَ أنَّ الرَّدَى في العِزِّ والمجدِ والعُلاَ
لأَطيـــبُ مِـــنْ عَيْــشٍ رَغيــدٍ مُــذَمَّمِ
ابَـى الـذُّلَّ فـي خِصـْبِ الرُّبا وجَمالِها
فَــتىً مــا اســْتَباهُ حُسـْنُ دَلٍّ مُتَيِّـمِ
بَنــي وَطَنــي طـالَ الرُّقـادُ فَشـَرِّدَوا
بِســَرْحِ الكَـرَى وامْضـُوا بِعَـزْمٍ مُصـَمِّمٍ
الَســْتُمْ تَــرَوْنَ الشــَّرَّ جــاوَزَ حَـدَّهُ
وَمــا زالَ يَرْمِينــا بِخَطْــبٍ عَرَمْــرَمِ
اذا قــامَ مِنــا قــاامٌ بَرَّحَــتْ بـهِ
غَيابَــةُ ســِجْنٍ مُعْضــِلِ الـداءِ مُظْلِـمِ
سـُجِنا وَلَـمْ نَعْلَـمْ الـى اليومِ ذَنْبَنا
ومــا اثْمُنــا غَيْــرَ العُلا والتـاثُمِ
وجـاؤُوا بِنـا مَنْفـىً مِـنَ الأَرْضِ مُوحِشاً
بَعيــداً ضـَئِيلَ الخَيْـرِ صـَعْبَ التَّجَشـُّمِ
الــى مَحْبِــسٍ فــي حِصـْنِ ارْوادَ ضـَيِّقٍ
كــثيرِ الأَذَى جَــمِّ الشــَّوائِبِ مُســْقِمِ
لَــدَى قَلْعَــةٍ مِـنْ عَهْـدِ عـادٍ حَصـِينةٍ
تَحَــدِّثُ عمــا كــانَ مِـنْ عهـدِ جُرْهُـمِ
مُقَفَّلَــةِ الأَبــوابِ مَرْفُوعَــةِ الــذُّرا
مُبَرَّجَـــةِ الاطْــرافِ مَعْصــُومةِ الْفَــمِ
أَحـاطتْ بهـا الأَسـْوارُ مـن كـلِّ جـانِبٍ
تَقِيهـــا كاســـْوارٍ يُحِيــطُ بِمِعْصــَمِ
حَمَوْهـا حِـذارَ الحادِثـاتِ فمـا وَنَـوْا
بِســَطْرٍ مِــنَ الأَبـراجِ بالجُنـدِ مُعْجَـمِ
فكـــانتْ لِطُلابِ المَعـــالي مَحابِســا
يُطـــافُ عليهــم بالســِّلاحِ المُســَمَّمِ
وهـا نَحْـنُ فيهـا نُطْعَمُ الصابَ والشَّجا
ونُســْقَى الأَذَى والضـُّرَّ فـي شـَرِّ مَعْصـِم
أَنُنْفَـى ولـمْ يُحْكَـمْ علينـا ولـمْ نُسَلْ
ونُســْجَنُ فــي ارْوادَ مِـنْ غيـرِ مـاثَمِ
ولــمْ يَنْقِمُـوا منـا سـوى غَضـَبٍ عَلَـى
تُــراثٍ لَنــا نَهْــبٍ لَــدَيْهِمْ مُقَســَّمِ
مصطفى بن محمد سليم الغلاييني.شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320ه.ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات.وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة.وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن.فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي.من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و(عظة الناشئين -ط)، و(لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط)، و(الدروس العربية -ط)، و(ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.