
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَحْــرٌ مِـنَ الـدَّمِ بـالوَيْلاتِ يَلْتَطِـمُ
تَمُـــدُّهُ بالبَلايـــا فِتْنَــةٌ عَمَــمُ
فاضــَتْ اواذِيُّــهُ بالشـَّرِّ فاصـْطَدمَتْ
بِحادِثــاتٍ عليهــا الشـُّؤْمُ يَزْدَحِـمُ
فَلُـوْ رَأَى نُـوحُ هذا الفَيْضَ ما صَنَعَتْ
كَفـاهُ فُلْكـا ولـم تَنْهَـضْ بـهِ هِمَـم
مـاذا دَهَـى الأَرْضَ حَتَّـى ثارَ ثائِرُها
فأَصــْبَحَتْ بِخُطُــوبِ الوَيْــلِ تَرْتَطِـم
تَبّــاً لِمَـنْ هاجَهـا والأَمْـنُ مُنْبَسـِطٌ
عَلَـى الأَنـامِ وشـَمْلُ السـِّلْمِ مُنْتَظِـم
مــا هَيَّـجَ الحَـرْبَ مَجْـدٌ لاَ ولا شـَرَفٌ
بَـلْ هاجَهـا طَمَـعٌ فـي النَّفْسِ مُحْتَكِم
تَهُـونُ فيـهِ عَلَـى المَطْمـاعِ بُغْيَتُـهُ
وَقَـدْ يَـرَى دُونَهـا الهامـاتِ تَنْحَطِمُ
يـا بُـؤْسَ لِلْحَـرْبِ يُـذْكي نارَها شَرَهٌ
يَــدْعُو إلــى مُوبِقـاتٍ كُلُّهـا نِقَـم
والـدارَ بَعْـدَ بَنِيهـا فَهْـيَ خاوِيـةٌ
عَلَـى العُـرُوشِ عليهـا البُؤْسُ يَنْسجِم
يَنْتابُهـا الوَيْـلُ فَياضـا بِسـاحَتِها
كالوَبْـلِ تُسـْعِدُهُ فـي فَيْضـهِ الـدِّيَم
اقْـوَتْ مَنـازِلُهُمْ مِـنْ بَعْـدِهِمْ فَغَـدَتْ
رَسـْما كمـا خَـطَّ فَوْقَ الكاغَدِ القَلَمُ
أَبْكــي عليهــا وصـَدْرِي ضـَيِّقٌ حَـرِجٌ
والقَلْـبُ يَطْفَـحُ حُزْنـاً والـدُّمُوعُ دَم
إِنْ أَبْـــكِ لـــم تُبْكِنــي مُهَدَّمَــةٌ
اوْ ارْبُـعٌ سـَكَنَتْها البُـومُ والرَّخَـم
لَـم يُبْكِـي غَيْـرُ أُخْـت حَـوْلَ إِخْوَتِها
تَبْكــي الاسـَى بِفـاادٍ شـَفَّهُ الضـَّرَم
تَحُفُّهُــمْ مِــنَ شـَقا العَيْـشِ مَسـْغَبةٌ
والبُــؤْسُ تَحْتَهُــمُ يَغْلِــي وفَـوْقَهُم
فاهْتـاجَ في الاختِ مَكْنُونُ الحُنُوِّ على
طِفْــلِ صــِغارٍ اذابَ الجـوعُ جِسـْمَهُم
اضــْحَوا حُفـاةً عُـراةً جُوَّعـا صـُبُرا
عَلَــى مَصــاابَ بــالارْزاءِ تَصــْطَدِمُ
فأَقْــدَمَتْ نَحْــوَ أَمْــرٍ خَطْبُـهُ جَلَـلٌ
فـي ذِكـرهِ يُحْمَـدُ الإَغْضـاءُ والصـَّمَم
خَـوْدٌ مـنَ الخَفِـراتِ البِيضِ ما خُفِرَتْ
لَهُـنَّ لـولا الطَّوَى يَوْمَ الوَغَى الذِّمَم
مَصـــُونَةٌ عَفَّـــةٌ بِكْـــرٌ مُخَـــدَّرَةٌ
غَـراءُ منهـا عَمُـودُ الصـبحِ يَحْتشـم
كـــأَنَّ قامَتَهــا بــانٌ وطَلْعَتَهــا
بَــدْرٌ تَجَلَّـى فَجَيْـشُ اللَّيْـل مُنْهَـزِم
نَجْلاءُ مالنَّبْـلُ فـي الاحْشـاءِ تَخْرُقُها
يَوْمــاً بأَفْتَــكَ منهــا لا والخُـذُمِ
مـا ضـَمَّها قـطُّ إِلاَّ الخِـدْرُ يَسـْتُرُها
عَــنْ مَعْشــَرٍ بِفَسـادِ الخُلْـقِ يُتَّهَـم
كانَّهــا دُرَّةٌ مــا فــارَقَتْ صــَدَفا
يَصــُوُ رَوْنَقَهــا عَـنْ كـلِّ مـا يَصـِم
إِنْ تَبْـدُ لَـمْ يَبْـدُ منهـا مِعْصَمٌ وَيَدٌ
ولا ســــِوارٌ ولا جِيـــدٌ ولا عِصـــَم
وإنْ مَشــَتْ فَجَلالُ الخُلْــقِ يَحْرُســُها
والرِّفْـقُ يَمْنَعُهـا والـدِّينُ والشـِّيَم
يَهابُهــا مَـنْ يَراهـا وَهْـيَ سـاارَةً
تَمْشـي الهُوَيْنـاءَ لَمْ تُسْمَعْ لها قَدَم
كانَّهــا مَرْيَــمُ العَـذْراءُ تَعْصـِمُها
عمــا يَشــِينُ مَزاياهــا فَتَنْعَصــِم
رَأَيْتُهــا بَعْــدَ لأْيٍ غــالَ رَوْنَقُهـا
مـا قَدْ عَلِمْتَ وما أَهْلُ الغِنَى عَلِمُوا
فَقْـرٌ ومـا الفَقْـرُ إِلاَّ الهُونُ ذَلَّ بهِ
حُـرُّ الشـَّمائلِ وهْـوَ السـَّيَّدُ العَلَـمُ
فَقُلْــتُ مـاذا أَرَى والحُـزْنُ مُضـْطَرِمٌ
قــالتْ اضـَرَّتْ بـيَ الَّلاواءُ والسـَّقَمْ
أَلْفَقْــرُ أَسـْقَمَنِي والجُـوعُ أَنْحَلَنِـي
وإِخْــوَةٌ لِــي صــِغارٌ خَطْبُهـا عَـرِمُ
والامُّ مـاتَتْ طَواهـا اللَّحْدُ بَعْدَ طَوىً
امَضـــَّها تَــرَكَ الاطْفــالَ تُخْتَــرِمُ
فَقُلْــتُ مَهْلاً يَـرُدُّ اللـه مـا سـَلَبَتْ
منـكِ اللَّيـالي وثَغْـرُ العِـزِّ يَبْتَسِمُ
فــأَوَّهَتْ وزَفِيــرُ البُــؤْسِ يُحْرِقُهـا
ثُـمَّ انْثَنَتْ قَدْ هَمَى منْ عَيْنِها السَّجَمُ
رَأَيْتُهــا بَعْــدَ حِيـنٍ وَهْـيَ سـائِرَةٌ
سـَيْرَ الـتي لَـمْ يَزِنْ أَخْلاقَها الشَّمَم
تَخْتـالُ لَيْـسَ الرِّضـا بالدُّونِ رنَّحَها
مـا سامَها العارَ الا الباسُ والعَدَمُ
فَقُلْـتُ مـاذا أَرَى يـا بِنْتَ منْ رُفِعَتْ
لِمجـدِهمْ فَـوْقَ هامـاتِ العُلاَ القِمَـمُ
يـا عَفَّـةً لَـمْ يَمَـسَّ الـدَّهْرُ رَوْنَقَها
ورأْسُ مَـنْ يَبْتَغِـي سـُوءاً بهـا قَـدَمُ
مــاذا دَهـاكِ فقـالتْ حاجَـةٌ عَرَضـَتْ
فكـانَ مـا دُونَـهُ سَيْفُ الرَّدَى الخَذِمُ
أَذْكـى أَبُـو مالِـكٍ فـي جِسْمِنا ضَرَماً
مـا كـانَ إِلاَّ وَقُـودَ الجـوعِ يَضـْطَرِمُ
قَـدْ بِعْـتُ نَفْسـِي لأُحْيِـي صِبْيَةً هَلَكُوا
واحَــرَّ قَلْبــاهُ مِمَّــنْ قَلْبُـهُ شـَبَمُ
واحَســـْرَتاهُ عَلَــى بِكْــرٍ مُحَجَّبَــةٍ
عَـنِ الدَّنِيَّـةِ تَعْلشـُو نُورَهـا الظُّلَمُ
تَبــا لِمَـنْ يَشـترِي عِرْضـا بِـدِرْهَمِهِ
مـا كـانَ لَـوْلاَ الطَّوَى يُشْرَى فَيُهْتَضمُ
مـاذا جَـرى لَيْـسَ يَدْرِي ما جَرَى احَدٌ
مِمَّــنْ تَفِيـضُ عَلَـى أَبْـوابِهِ النِّعَـمُ
الْكضـوْنُ ضـُجَّ وصـَبْرُ الناسِ عِيلَ وفي
آذانِ أَهْـلِ الغِنَـى فـي حَيِّنـا صـَمَمُ
والخَطْـبُ طَـمَّ وغـالي العِـرْضِ أَرْخَصَهُ
غـالي الرَّغِيـفِ فهانَ الطِّفْلُ والحَرَمُ
وعِــزَّةُ النَّفْـسِ ذَلَّـتْ بَعْـدَ حاجَتِهـا
وهامــةُ الشــَّرَفِ الوَضــاجِ تَنْثَلِـمُ
أَهْـلَ الغِنَىقَـدْ رأَيْتُـمْ ما يَذُوبُ لَهُ
قاسـي الفـاادِ فايْنَ الجُودُ والكَرَمُ
جُـودُوا عَلى مَعشَرٍ أَزْرَى الزَّمانُ بِهِمْ
وكــانَ هـامُ الثُّرَيـا مَوْطـاا لَهُـمُ
مـا حَطَّهُـمْ غَيْـرُ مـا يَلْقَوْنَ في بَلَدٍ
أَهْلُ الغِنَىعَنْ فِعالِ الخَيْرِ فيهِ عَمُوا
إِذا رأَوْا مُوبِقـاً جادُوا وإِنْ بَصَرُوا
يَوْمـاً بِـذِي حاجـةٍ فالبـاخِلُونَ هـمُ
جُـودُوا فَقَدْ بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى وأَرى
إِنْ لَـمْ تَجُـودُوا سَوادَ الخَطْبِ يَلْتَطِمُ
إِنِّــي أَرى عُصــْبَةً إِنْ تُهْضـَمْ نَفَـرَتْ
كالأُسـْدِ إِنْ هِـيَ جـاعَتْ هاجَهـا الأَلَمُ
لا تَحْمِـلُ الضـَّيْمَ إِنْ يُلْمِـمْ بِساحَتِها
لا يَحْمِـلُ الضـَّيْمُ مَـنْ فـي أَنْفِهِ شَمَمُ
مصطفى بن محمد سليم الغلاييني.شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320ه.ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات.وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة.وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن.فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي.من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و(عظة الناشئين -ط)، و(لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط)، و(الدروس العربية -ط)، و(ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.