
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَــدْ عَظُمَــتْ فِينَـا الرَّزِيَّـةُ إِنَّنَـا
جِلَادٌ عَلَــى رَيْــبِ الْحَـوَادِثِ وَالـدَّهْرِ
عَلَـى الْجِسـْرِ يَوْمَ الْجِسْرِ لَهْفِي عَلَيْهِمُ
فَيَـا لَهْـفَ نَفْسـِي لِلْمُصَابِ عَلَى الْجِسْرِ
يَقُــولُ رِجَــالٌ مَــا لَحَسـَّانَ بَاكِيـاً
وَمَـا لِـيَ لَا أَبْكِي عَلَى الْمَعْشَرِ الزُّهْرِ
وَمَـا لِـيَ لَا أَبْكِـي عَلَـى خَيْـرِ فِتْيَـةٍ
بِبَارُوشــَمَا أَضــْحَتْ دِمَــاؤُهُمُ تَجْـرِي
فَــإِنَّي لَبَـاكٍ مَـا حَيِيْـتُ وَلَـوْ بَكَـى
عَلَى الْمَيْتِ مَيْتٌ جُدْتُ بِالدَّمْعِ في قَبري
فَلَهْفِــي عَلَـى الْأَجْلَـى سـَلِيطٍ وَرَهْطِـهِ
وَلَهْفِـي عَلَـى لَيْـثِ الْغَرِيـفِ أَبِي جَبْرِ
وَأَشــْيَبَ ثَوْبَــاهُ الْوَقَــارُ وَنَاشــِقٍ
إِذَا انْقَشـَعَتْ عَنْـهُ الضـَّبَابَةُ كَالْبَدْرِ
كَــأَنَّ ســَلِيطاً يَــوْمَ شــَدَّ بِســَيْفِهِ
وَأَلْقَـى الْقِنَـاعَ الْحَـرِثُ بْنُ أَبِي شِمْرِ
أُصــِيبُوا وَفِـي شـَهْرِ الصـِّيَامِ بَقِيَّـةٌ
لِســَبْعِ لَيَــالٍ تِلْكُـمُ لَيْلَـةُ الْقَـدْرِ
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.