
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـالنفس يـا شـيخ من تقواك أشياء
ضـاقت بهـا مـن فسيح الصدر أرجاء
أكــل يــومين ترمينــي بموعظــة
فضفاضــة نســجها فقــه وإفتــاء
عبـود يـا شـيخ إنـي لم أعد عرضاً
للنـاس يرمـونه بـالعتب ما شاءوا
كـل الألـى بـالغوا في تحت أثلتنا
عنـد الأميريـن بالخزيين قد باءوا
مــالي وللشــام لا ضـحل بغوطتهـا
ولا شـــماريخها كالهضـــب شـــما
عينـاي مـا استأنسـت فيهـا بآنسة
ولا استســاغت بهــا مـرآي حسـناء
والقلـب أشـهى إليـه منـك بلقعـة
مــن ســهل اربـد لا عشـب ولا مـاء
وكــل عيــن حزيـم الظـبي قرتهـا
لا تســتبيها ريــاض منــك غنــاء
فـي غير وادي الشتا في غير أربعه
مــا تـورف الظـل للأشـواق أفيـاء
إن الهـوى والجـوى والوجـد معدنه
مــذ آنســت رسـها بـالقلب حـواء
ملاعـــب خلـــدت أســماءها غــرر
مـن شـعر مـن علمتـه الشوق زيزاء
وكـرم جلعـاد مـا بعد التي عصروا
بالسـلط منهـا تلـذ الشـرب صهباء
وبعــد قعــوار خمــار يعاملنــا
إن أنكــرت جيبنـا خضـراء بيضـاء
وبعــد عمــان ربــع لا تزايلهــم
بنعمـــة القيــل ذي رغــدان آلاء
الخمـر رجـس وفـي تحريمهـا نزلـت
آيــات مــا نصــها لغـز وإيمـاء
عبـود يـا شـيخ يـا من في مجالسه
للأم همـــس وللمعـــراج ضوضـــاء
بــأي قــول لقــد صــارت محرمـة
علـى النـدامى وأهـل الحـظ بيراء
للنــاس بالكـاس آراء فـوا عجبـا
أليـــس للكـــأس بالأنســان آراء
يا شيخ ما العلم حسب المرء معرفة
أن الشـفاه بـوادي السـير لميـاء
وأن وادي الشـــتا حـــو جــآذره
وأن مصـــطافها مـــوءاب أَســماء
وأن للجهــل فضــلاً لســلت صـاحبه
بـالعلم والعلـم فـي عمـان أَزياء
وأن آذان نــــواب البلاد ســــوى
عــن الـذي يقتضـيه العلـج صـماء
لــو أن برنيطــة كـانت عمـامتكم
لوظفوهـــا ولـــم يخطئك إثــراء
مصــائب الــدهر أنــواع منوعــة
وشـــرها أن شــر الســت ســوداء
وأن ينيــر ســبيل العلــم إمعـة
وأن تريــك ســوي النهــج عجمـاء
لا وجـه للعـدل والأنصـاف فـي بلـد
كـل ابـن انـثى بهـا أمـار نهـاء
والعلـم كالجهـل إني قد شططت وقد
نسـيت أَن فـي فمـي مـن راتبي ماء
يـا أزمـة أنطقتنـي اليـوم جمجمة
لا تشــمتي فالحجــا شــد وإرخـاء
لا بــد للحـر مـن يـوم يقـول بـه
شــرتي وراتبكــم والعـزل أسـواء
هـا رفـدكم فخـذوا بعـداً لنائلكم
فـــأنه وصـــمة تــاللّه شــنعاء
لا تحسـب الجـرح فيمـن لا يضـج أَسى
يــا كـوكس منـدملاً فالضـيم نكـاء
والحــق لا بـد مـن إشـراق طلعتـه
مهمـا اسـتطالت علـى أهليه ظلماء
وقــوة الضـعف إن جاشـت مراجلهـا
تنمــرت نعجــة واستأســدت شــاء
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.