
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لانـــت قناتــك للمنــون
وقلمـــا كـــانت تليــن
فعفــا الحمـى ممـن أعـز
وغــادر الأســد العريــن
وبقلــب عنـوان العروبـة
والحجــا ســكن الــوتين
صــرخ النعــي ومـا كنـى
والنــاس غيــر مصــدقين
أمحــرر الشــعب الهضـيم
وناشــر الحــق الــدفين
ومقيـل عـثرة أُمـة أعيـى
النهــوض بهــا القــرون
ابـن الملـوك أبو الملوك
وســيط خيــر المرســلين
يســـطيع أن يــودي بــه
داء وتأســــره منــــون
وتنـــال منـــه منيـــة
هــذا لعمــر أبـي ظنـون
المــوت غايــة كــل حـي
رغـــم أنــف الجاحــدين
فأعيـــذ نفســي كفرهــا
بقضـــاء رب العـــالمين
لكنــه الخطــب العظيــم
يشـــل وعــي المطلقيــن
ويطيـــــش أحلام الــــه
داة ويــذهل المتأكــدين
مــن أيــن يــترك وقعـه
وعيـــا بمنفـــى ســجين
المـــوت حـــق لا جــدال
وشـــكه عيـــن اليقيــن
والفــرض يــوم جلاء مقـط
عـــه ســكون الجــازعين
لــو ترتضــى سـنن الأسـى
بخلا التفجـــع أن نــدين
لا يشـمتوا مـا فـي ختـام
ك مغمــــز للشــــامتين
يــا رب خــذل مثــل خـذ
لــك كـان حـظ المخلصـين
هـو آيـة النصـر العزيـز
وغايــة النصــر المـبين
كــم ســيد قـاد الشـعوب
وساســها فــي الغـابرين
قــد خـاله أَبنـاء عصـره
فـــي عــداد العــاثرين
ظنــوه لــم يبلــغ بهـم
شـــأواً بتعظيــم قميــن
حــتى إذا كــر الســنين
جلا غشــــاوات العيـــون
عرفـــوه فــي أوج الــه
دايـة مـن صفوف المصلحين
ورأَوه والظفــر التليــد
جنــاه بيــن الفــاتحين
فتســابقوا عــن جهلهــم
وعقــــوقهم يســـتغفرون
هــــذا يــــؤلههه وذاك
يعـــده فــي المرســلين
علمتنـــا كيـــف الفــن
اء بحــب أمتنــا يكــون
وأعــز مــا ملكـت يـدان
ومـــا يعــز المــالكين
فـي نصـرة المثـل العلية
كيـــف يجــدر أن يهــون
غــامرت بالتـاج الثميـن
تصــون بــالعرش المكيـن
المســـجد الأقصــى وحــق
بنـــي أبيــك بفلســطين
لا غــرو أولـى القبلـتين
ان اصــطفيت لهــا خـدين
مــا زلــت بيـن حماتهـا
فــي الســابقين الأوليـن
أأصــبت أم أخطــات فــي
مســعاك نهــج المحسـنين
شــــأنان لـــن يعنـــى
بمثلهمـا مؤرخـك الرصـين
يكفيــــه أنـــك كنـــت
عـف النفـس وضـاح الجبين
لـــم تشـــر إذ بلفــور
سـامك موطنـاً دنيـا بدين
يـا ناهجاً في الملك نهجاً
مـــا عـــداه متوجـــون
أرأيــت كيـف العـرش حـف
بربـــــه المــــترزقون
فـأتته معرفـة الأمين فضل
معرفــــــة الخـــــؤون
حــتى إذا صــح الصــحيح
ومحــص الــذهب القيــون
وأمــاط عصــف الحادثـات
هــزال مــن ظـن السـمين
هــب الــذين عليـه أمـس
تكأكــــأوا يفرنقعـــون
فأتــــاك أَن وفــــاءهم
لخلا نضــارك لــن يكــون
مـا كـان نابليون يوم عن
المـــواطن قـــد أبيــن
أوفـــى بذمـــة قـــومه
مـن منقـذ العـرب الأَميـن
حـــتى أســـتحق رعايــة
مــن رهطــه والمخلصــين
فتــواثب الأتبــاع غصــة
أســـــرة يتنـــــاهبون
وتــــألبوا بــــالألب ح
ول شــماله وعـن اليميـن
مــــا فيهـــم إلا عـــب
اقــرة الملاحـم والزبـون
مــا آثــروا نقــض الـع
هـود وإن يظلـوا منعميـن
بل فضلوا أسر الوفاء على
القيـــــادة نــــاكثين
فـي حيـن أنـت بـه بقبرص
لا خلبـــــل ولا خــــدين
إلا شــجى الــذكرى وغــص
ات التلفـــت والحنيـــن
لمرابــع عنهــا تســائل
زائريـــك بكـــل حيـــن
كيــف القـويرة والشـراة
وكيــف ســهل بنـي عمـون
وجبــال أيلــة هـل بهـا
كلأ يســــر الزائريــــن
مــا بعـد جنـات النخيـل
مســـــرة للنـــــاظرين
أيــن الــذين بمخلوانـك
بالعشـــــي يرابطــــون
وهتـــــافهم مـــــا رن
أصــفرك الأغـر لـه رنيـن
لــو قلــت إنــك ربهــم
لرأيتهــم بــك مــؤمنين
والتـــاج أضـــيع مـــا
يكــون مؤيـداً بمنـافقين
كالعضــب تثلمـه الغضـاض
ة بالحمـــائل والجفــون
هـل ثغـر ليماسـول أقـرب
عنـــدهم منــه الحجــون
فــأتوك أيــام الحجــاز
بكـــل يـــوم وافـــدين
عـــن حبهـــم وولائهـــم
ووفــائهم لــك معربيــن
حــتى إذا انقلـب لزمـان
عليـــك آضــوا خــارجين
فـإذا الذين عليهم أَقبلت
عنــــــك المـــــدبرون
وإذا بـــأحفظهم يخـــون
وإذا بأصـــدقهم يميـــن
وإذا بمــــن أنكرتهـــم
بشــجى مصــيرك يشــرقون
عـبراً بلـوت أبـا الملوك
فعــظ بواقعهــا البنيـن
صــلى الإلــه عليــك يـا
ابـن الطيـبين الطـاهرين
وعلـى الـذين قضوا بعهدك
للعروبـــــة عــــاملين
فــي سـاحة الشـهداء مـن
فيحـــاء دينهــم تــدين
فـي الرمـل مـن بيروت في
عكــاء فـي مضـض السـجون
فـي الغوطتين وفي العراق
وفـــي مشــارق ميســلون
شـــم المعــاطس مجــدهم
فـي المجـد منقطع القرين
عــذراً إذا رحــل الحسـي
ن إليهــم فـي المسـرعين
ليعيــش بيــن الخـاملين
ويقيــم بيــن الميــتين
والمـوت قـد ألقـى إليـه
بصــــولجان الخالـــدين
إن الحســــين لفكــــرة
صـدر البقـاء بهـا ضـنين
لا بـــالغ كـــر الــردى
منهــا ولا فــر الســنين
فليتـــق اللّـــه الألــى
هرعــوا إليــه يؤبنــون
إن الرثـاء بـه أَحـق مـن
الفقيــــد الفاقــــدون
يـا راية نشر الحسين على
الكمــــاة الــــدارعين
فــأتوا لنصــرة رمزهــا
مــن كــل حــدب ينسـلون
وتواثبـــوا فــي ظلهــا
حــوض الــردى يتـواردون
مــا المــوت جـد المـوت
يـوم مثـار نهضـتهم مجون
عقـد الزمـان لهـم لـواء
الفتــح حيــث يحــاربون
فـانظر إلـى الأَتـراك فـي
عـــرض البلاد مقهقريـــن
وانظـر إلى الصحراء تزخر
بالـــذين هـــم الــذين
وبكـــل بيـــت شــرحبيل
وبكـــل حـــي أرطبـــون
أسد المفاوز ما ثنتهم عن
معاقلهـــــا الحصــــون
حــتى اشــتروا بـدمائهم
حريــة الــوطن الغــبين
وبنيــــه واســــتقلالهم
لـــولا حبــائل مكمهــون
يـا رايـه قـد كـان هـذا
شــأنها فــي الســابقين
مــن بعـد مـولاك الحسـين
حمــى جلالــة مــن يصـون
للّـــه ممـــا قــد قــض
اه اللّــه إنــا راجعـون
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.