
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الهبر عاد وإن عوداً مثل
عـــود الهـــبر يحمــد
فالهبر في دنيا الهمالة
رغـم أنـف الفضـل أوحـد
فـــاعرف مكانـــك مــن
مكانته الرفيعة يا معود
واشـهد فديتك إنه المجد
المؤثـــل يــوم ينشــد
واعطــف علــى الجنــدي
واستشـهد مواطننـا محمد
واسـأل فرديـك بـن بيـك
إذا شــككت بـذاك يشـهد
الهـبر لا تطـرده عن باب
أمثـــل الهــبر يطــرد
أو مـا تـراه إذا هممـت
تهينــه أرغــى وأزبــد
واغـبر فـي عثنـونه قمل
هـــو الـــدر المنضــد
حـر طليق لا يبالي العيش
أَســـــعق أَم تنكـــــد
لمــا أهــانته الحيـاة
علــى نفائســها تمــرد
ورأى بـأن المال يستخذي
الرجـــال فهــب يشــحد
إنـــي ومــن لا يحتفــي
بجنــابه لعلــى بلنـدد
للّــــه در الهـــبر إن
طرافــه الأفــق الممـدد
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.