
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا شارب الخمر بغير ماء
إن قلت عنها ليس بالعصماء
فأنت عين قلة الحياء
من قال عنها ليس بالعصماء
لا يفرق الشهد من القذاء
وإنه مذبذب مرائي
وإنها العصماء يا أسماء
ينشدها الأمي والقراء
جوهرة قائلها حصباء
قد نضبت من غده الصهباء
فكيف يا أصحاب لايساء
والتف داء ما له دواء
إلا الذي ما ذاقه عبود
أعني به الكنياك يا بليد
معتق لا ينفع الجديد
والحر ان يشتد أو يزيد
عليك بالبيراء يا مستاء
للونها في كأسها صفاء
إن الفقاقيع لها لأَلاء
ما لمعت لا يسخن الهواء
شاربها لا تقرب الضراء
يحسب ان صيفه شتاء
كقارئ الشعر قد الخطيب
لفقه واستحسن الطبيب
وهو كلام بارد كئيب
ليس به معنى له يصيب
مهما استقص الجهبذ المصيب
ككل شعر قاله فؤاد
أفضل ما فيه هو البراد
ينظم منه الأحسن الأولاد
أما الذي تنفطر الأَكباد
منه فقول سامع يعاد
فؤاد يا فؤاد يا فؤاد
تبهدلت بما نظمت الضاد
وبعد يا عبود فالوجود
حتى على الملوك لا يعود
بغير ما لا حجمه يزيد
عن أذرع عديدها محدود
والملك لا يغني ولا يفيد
إن حم أَمر اللّه يا عبود
والجاه والسلطان والنقود
ثانية بالعمر لا تزيد
فليتعظ بذلك الجحود
وليرتض بالنقص مستزيد
فالموت لا يفرق يا عبود
بين الورى وعنه لا يحيد
قصير عمر المرء والمديد
إن كنت في وعظك لا أزيد
أَوشك أن يسافر البريد
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.