
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عفـــا الصـــفا وانتفـــى مــن كــوخ نــدماني
وأوشـــــك الشـــــك أن يـــــودي بإيمــــاني
شــــربت كأســــاً ولــــولا أنهــــم ســــكروا
بخمرتـــــي وســـــقاني الصـــــاب نــــدماني
لقلــــت يــــا ســــاق هلا والوفــــاء كمـــا
تــــــرى تنكــــــر هلا جـــــدت بالثـــــاني
ســـــيمت بلادي ضـــــروب الخســــف وانتهــــك
ت حظــــائري واســــتباح الــــذئب قطعــــاني
وراض قـــــومي علـــــى الإذعــــان رائضــــهم
علــــى احتمــــال الأذى مــــن كـــل إنســـان
فاســــتمر أَوا الضــــيم واســـتخذى ســـراتهم
فهــــاكهم يــــا أخــــي عبــــدان عبــــدان
وإن تكـــــن منصــــفاً فأعــــذر إذا وقعــــت
عينــــاك فينــــا علــــى مليــــون ســـكران
إليكهــــا عــــن أبــــي وصــــفي مجلجلــــة
أبــــــا فلان ومــــــا قـــــولي ببهتـــــان
هلا رعيــــــت رعـــــاك اللّـــــه حرمتنـــــا
هلا جزيــــــــت تفانينــــــــا بأحســـــــان
مــــولاي شــــعبك مكلــــوم الحشــــا وبــــه
مــــــن غـــــض طرفـــــك والاهمـــــال داءان
وليـــــس تريــــاقه يــــا ســــيدي وأَخــــي
في ناب صلى الله عليه وآله وسلم ولا في سن ثعبان
مـــــولاي إن المطايـــــا لا تســـــير إلــــى
غاياتهـــــا إن علاهـــــا غيـــــر فرســـــان
يــــا بنــــت وادي الشـــتا صـــرت جنـــادبه
ورجعــــــت جلهتـــــاه الغـــــر ألحـــــاني
فلا عليـــــــك إذا أقريتنـــــــي لبنـــــــاً
وقلـــــت خبزتنــــا مــــن قمــــح حــــوران
أمـــــا الســـــكاكر فلينعـــــم بمأكلهــــا
صــــبري ومنكــــو وتوفيــــق بــــن قطــــان
وليحـــــي لـــــدجر والكوتـــــا وطغمتهــــا
فــــي ظــــل دوح مــــن اللــــذات فينــــان
أمــــا أنــــا والمناكيــــد الــــذين هـــم
قــــــومي وصـــــحبي ونـــــدماني وخلانـــــي
فحســــبنا نعمــــة الــــذل الــــتي نخـــرت
عظامنـــــــــــــــــا وأعــــــــــــــــزت
يــــا صــــاحبي فــــدت نفســــي نفوســــكما
علـــــى المذلـــــة والإذعـــــان روضـــــاني
لقـــــد تنكــــر لــــي أهلــــي وأنكرنــــي
صــــحبي وأقــــرب مــــن أدنيــــت أَقصـــاني
فهــــــاكني كيتـــــامى الـــــزط لا أحـــــد
يرثـــــي لحـــــالي ولا إنســـــان يرعــــاني
ولا يرانــــي أهــــل الخيــــر يــــوم يـــدي
أمـــــــــدها لهـــــــــم أهلا لإحســــــــان
أقـــــول هـــــذا صــــديق صــــادق فــــإذا
بعــــد التجــــارب بــــي أمنــــى بخــــوان
فهــــــل علـــــي ودأب النـــــاس ثعلبـــــة
ورفــــع كــــل وضــــيع القــــدر والشــــأن
إذا عكفــــت علــــى كأســــي وقلــــت لــــه
يـــا أَيهـــا الكــأس أنــت الحــادب الحــاني
يــــــا صـــــاحبي أَعيرانـــــي عيونكمـــــا
أمتــــاح مــــن دمعهــــا لكــــن بأشــــطان
عســـــى يخفــــف كــــرب الثكــــل ســــائلة
تنســــاب مــــا بيــــن جثمــــان وأكفــــان
قـــد أَنضـــبت أدمعـــي مـــن أَعينـــي نـــوب
تبكــــي وتضــــحك قــــد حلــــت بأوطــــاني
يـــــا صــــاحبي خــــذا عنــــي فــــديتكما
ســـــر الصـــــبابات والألحـــــان والحــــان
وناشــــدا الشــــوق هــــل شـــامت مرابعـــه
وجـــــداً كوجـــــدي وتحنانـــــاً كتحنــــاني
ليلاي قيســــــك قـــــد شـــــالت نعـــــامته
إلـــى فلســـطين مـــن غـــور ابـــن عـــدوان
هلا تجملـــــت يــــا ليلــــى وقلــــت لــــه
مـــــع الســـــلامة إن الـــــدرب ســـــلطاني
شـــدوا الرحـــال إلـــى ابــن الســعود ففــي
رحــــــابه مجــــــد غســــــان وعــــــدنان
مـــاذا علـــى النـــاس مــن ســكري وعربــدتي
مـــاذا علـــى النـــاس مــن كفــري وإِيمــاني
مـــاذا علــى النــاس مــن قــولي لهــم أحــد
ربــــي وقــــولي لهــــم ربـــي لـــه ثـــان
مــاذا علــى النــاس مــن لهــوي ومــن عبــثي
مـــاذا علـــى النـــاس مــن جهلــي وعرفــاني
مــاذا علــى النــاس مــن صــفوي ومــن كــدري
مــــاذا علـــى النـــاس إِن دهـــري تحـــداني
مـــاذا علـــى النـــاس مـــن حـــبي مكحلـــة
بيـــــن الخرابيـــــش أهواهــــا وتهــــواني
قـــالوا ذوو الشـــأن فـــي عمـــان تغضـــبهم
صـــــراحتي ولـــــذا أفتـــــوا بحرمـــــاني
قـــالوا ذوو الشــأن فــي عمــان قــد برمــوا
بمســــــلكي واصـــــطفاني رهـــــط مجـــــان
واســـــتنكروا شــــر الاســــتنكار هرولــــتي
إلــــى الخرابيــــش مـــع صـــحبي ونـــدماني
مـــا كـــان أَصــدق هــذا القــول لــو عرفــت
عمــــان مــــذ خلقــــت إِنســــان ذا شــــأن
قـــالوا تمشـــكح فـــي يافـــا لقــد صــدقوا
إنــــي تمشــــكحت رغــــم لعـــاذل الشـــأني
وقـــــد جــــررت ولــــم أحفــــل بلــــومهم
بيــــن الخرابيــــش عنـــد الـــزط أردانـــي
يافــــا عــــروس فلســــطين الــــتي غـــبرت
مــــا فــــي يــــدي خلا شــــجوي وأشــــجاني
يـــا أهـــل يافـــا لقـــد واللّـــه أَرقنـــي
بـــــرق تـــــألق فــــي أجــــواء حســــبان
فاســــتيقظت عــــبرتي مـــن بعـــد هجعتهـــا
وعــــادني ذكرهــــم مــــن بعــــد نســــيان
ليلاي دنيــــــــــــاي أحلام مجنحــــــــــــة
تطيــــر بــــي فــــي فضـــاء أَحمـــر قـــان
يــــا ليتهــــا حلقــــت ليلـــى بأجنحتهـــا
إذن لقلـــــت لهـــــا طوبـــــاك جنحـــــاني
إذن لزغــــردت يــــا ليلــــى وقلـــت لهـــا
مـــــع الســـــلامة إن الـــــدرب ســـــلطاني
قــــالوا يحــــب أَجـــل إِنـــى أَحـــب مـــتى
كــــان الهــــوى ســـبة يـــا أهـــل عمـــان
أمـــــا هــــواك فلا زلــــت الحفــــي بــــه
ولا أزال عليـــــــه الحــــــادب الحــــــاني
أمـــا لياليـــك يـــا ليلـــى فقـــد ســـحبت
ســــود الليــــالي عليهــــا ذيـــل نيســـان
فــــادني شــــفاهك مــــن فيهـــي أمصمصـــها
وادفئينــــــي فـــــإن الـــــبرد آذانـــــي
أمـــــا الشـــــباب فقـــــد أودت بجـــــدته
ليلاي ليلاي إرهاقـــــــــــات ســـــــــــجاني
ليلاي إن الخلابيــــــس العتــــــاة عتــــــوا
علـــــى فراشـــــي واستصـــــلوا بنيرانــــي
فربـــــتي بـــــأبي أنــــت علــــى كتفــــي
إنـــي علـــى نفســـه إنـــي أنـــا الجـــاني
مــــــا زال وادي الشــــــتا دفلاه مزدهـــــر
مــــالي ومــــالكم يــــا جيــــرة البــــان
مـــــالي وزمــــزم مــــاء غيــــر ســــائغة
فأســـــقني جرعــــة مــــن مــــاء حســــبان
لـــولا الهـــوى لـــم أرق دمعـــاً علــى طلــل
ولا حننــــــــت إلــــــــى أطلال عمــــــــان
يـــا حــادي الركــب قــف واصــمت علــى مضــض
فــــــالركب تحـــــدوه ســـــعلاة تحـــــداني
قفـــا بعمـــواس بـــي يـــا ابنــي وانتظــرا
لـــــو ســــاعة فهــــوى وصــــفي تحــــداني
وســــائلا كــــل ركــــب مــــر عـــن ولـــدي
وســــائلا الركــــب عــــن دحنـــون أوطـــاني
ويســــــألونك عنــــــي إننــــــي رجــــــل
طـــرد الهـــوى مـــذ برانــي اللّــه ديــداني
أيــــن النــــدامى مضــــوا كــــل لطيتــــه
وخلفـــــوني بهـــــذا الكـــــوخ وحـــــداني
فلا كــــــــؤوس ولا ســــــــاق ولا وتــــــــر
يشـــــــنف اليـــــــوم وا ويلاه آذانـــــــي
قــــالوا تعاقرهــــا قولـــوا لهـــم علنـــاً
إنـــــي أعاقرهـــــا فـــــي كــــل دكــــان
قــــال الأطبــــاء لا تشــــرب فقلــــت لهـــم
الشـــــرب لا الطـــــب عافــــاني وأبرانــــي
علـــــي بالكـــــأس فالـــــدنيا مهازلهــــا
طغــــت علـــى النـــاس لكـــن شـــر طغيـــان
قـــالوا تدمشـــق قولـــوا مـــا يــزال علــى
علاتــــــه إربــــــدي اللـــــون حـــــوراني
إليــــــك عنــــــي ألقابــــــاً وأوســـــمة
قــــد أرهقــــت بضــــروب الخـــزي عنـــواني
رأســـــي لربــــي وربــــي لــــن أطــــاطئه
ولـــــن أذلـــــك يـــــا نفســــي لــــديان
شـــمس العدالـــة لـــم تشـــرق علـــى نفـــر
مؤلــــــف مــــــن مخــــــاريق وخرســــــان
فليتـــــق اللّـــــه بــــي شــــعب محبتــــه
كـــــانت ومــــا برحــــت دينــــي وديــــدا
وليتــــق اللّــــه بـــي شـــعب وفيـــت لـــه
حـــــق الوفـــــاء وبـــــالنكران كافــــاني
علـــــى مذابــــح قــــولي ســــوف أســــعده
ضــــحيت عمــــري فلــــم يســــعد وأشـــقاني
النـــــاس أحلاس مـــــن دامـــــت ســـــعادته
وكلهـــــم خصــــم مــــن يمنــــى بخســــران
يــــا أربعــــاً مـــا وراء الحصـــن عـــامرة
بمـــــا تعــــانيه مــــن ظلــــم وطغيــــان
قضـــى أســـاطين حزبـــي يـــا أخـــي ومضــوا
فاشــــحذ مــــداك فـــإني اليـــوم وحـــداني
نحـــن الأَولـــى قـــد وفينـــا فـــي مودتنــا
يـــــوم الرفـــــاق تنـــــادوا يالقحطــــان
وعلقــــوهم علــــى الأعــــواد مـــا علمـــوا
أَن العـــــــزائم لا تثنـــــــى بعيـــــــدان
قــــــالوا لشــــــعرك عشــــــاق بـــــودهم
أن يجمعــــوا بعضــــه فــــي شـــبه ديـــوان
فقلــــــت شــــــعري أشــــــلاء مبعــــــثرة
كأنهـــــا عمـــــري فـــــي كــــل ميــــدان
ويــــوم يــــأزف ميعــــاد النشــــور ومـــا
يقضــــي بــــه المــــوت مــــن جهـــر وإعلان
لســــوف يســـمع حـــتى الصـــم مـــن غـــرري
آيــــــات تلفظهــــــا أفـــــواه خرســـــان
يـــــا أردنيـــــات إن أَوديـــــت مغتربــــاً
فانســـــجنها بـــــأبي أنتـــــن أكفـــــاني
وقلـــــن للصـــــحب واروا بعـــــض أعظمــــه
فــــي تـــل إربـــد أو فـــي ســـفح شـــيحان
قــــالوا قضــــى ومضــــى وهــــبي لطيتــــه
تغمــــــدت روحــــــه رحمــــــات رحمـــــان
عســـــى ولعـــــل بـــــه يومــــاً مكحلــــة
تمـــــر تتلـــــو عليـــــه حــــزب قــــرآن
مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.