
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَمِّـي أتـى مـن هِمَمِي
وصــحتي مــن سـَقَمِي
مـن عِلَّـة البدءِ أنا
فِـي علـةٍ مـن هَرَمـي
أفضـِي حيـاتي تَعِسـاً
مـذ كنـتُ طَـيَّ الرَّحِم
مُنغَّصــاً فِــي عيشـةٍ
وإِن تكــن كالــدِّيَم
أسـعَى ضـَئيلاً مثلَمـا
يســعى بكفِّـي قلمـي
أودُّ أنــي لَـمْ أكـن
لكـنّ سـهمي قَـدْ رُمي
فهــا وجــودي عـدمٌ
ليــت وجـودي عـدمي
فـإن أَعِـشْ دهراً فطو
لُ العيشِ أدنَى الحُلُم
مَـا ذقتُ أشهى مَطْعماً
إِلاَّ كصـــابٍ عَلْقـــم
إن أشــْتهيها نِعَمـاً
مـن مَلْبَـس أَوْ مَطعـم
تَكـــدَّرت لـــداتُها
مـن السـؤال الأعظـم
رَبَّـاه مَـا أغناك عن
وجــدان عبـدٍ مجـرِم
كــم نعمـةٍ أَوْليتَـه
فـذو الحِجَا لَوْ يَنْعَم
يرمــي بطـرفٍ دونَـه
مَرْمَـى شـهابِ الأَنجُـم
فلــم يــزل مُنغَّصـاً
بعقلـــهِ المحتــدِم
رُحمــاك ربـي إننـي
فِـي بحـر فكـرٍ مُفْعَم
تحيــط بـي أمـواجُه
فلـك أكـد أن أَسـْلَم
ربَّـاه إنـي بـالحِمى
أرعـى مَراعـيَ الغَنم
أَهيــم لا أدري بمـا
يضــمّ كفـي أَوْ فمـي
يغيـبُ عـن فكـريَ مَا
يَنطِــق عنــه كَلِمـي
عجـائبُ الكـونِ لَهَـا
تجـري دمـوعي بـدمِي
فـي كـل آنٍ كـم لَهَا
تطــورٌ لَــمْ يُحْســَم
صــار خيـالي غَرضـاً
ترميــه كـلُّ الأَسـهُمِ
إذَا أتيـــت حَرَمــاً
أتـى الأسـى مـن حَرَم
كَأَنَّ قلبي فِي فضا ال
أفكـارِ سـيراً يرتمي
يَطيــر فِـي أفكـاره
طَيْـــرانَ أُم قَشــْعَمِ
ربَّـاه إنـي لَـمْ أزل
عـن كل مَا يأتي عَمِي
تطيــر نفسـي شـَرراً
إذَا ذكــرتُ مَــأْثَمِي
ونـادبُ الـبينِ يصـي
ح نادِبـاً فِـي مَأْتمي
رُحمـاك ربـي إن أكن
فِـي حـالِ مـوتٍ مؤلم
يبكـون حـولي وأنـا
فِـي حالـةٍ لَـمْ تُعلَم
تنـزِع نفسـي مُكرَهـاً
وقبــلَ ذا لَـمْ تُسـَم
فيـا لَهَـا مـن جُرعةٍ
يَغَــذُّ منهـا غَلْصـَمي
هنـاك يبـدو مَا خَفِي
مــن حَســَن أَوْ جُـرُم
هنــاك يبـدو نـدمي
مــن حَيْـثُ لاتَ مَنْـدَم
حَتَّـــى أُدَسَّ صــاغِراً
فِــي جَــدثٍ مُلــتئمِ
يضـــمُّني ملتزِمـــاً
ضــماً يــدق أعظُمـي
يـا وحشـتي فِي مسكنٍ
يطــول فِيـهِ مَجْثمـي
مَـاذَا يكـون بعد ذا
رَبَّــاه مــن تيمُّمـي
يطــوف بــي مُطهَّــمٌ
يمــرق مثـل الزَّلـم
يقــــــــوده مَلائِكٌ
يَسـْعَون مثـلَ الخـدم
حَتَّــى أُوافِــي جنـة
محفوفـــة بــالنِّعم
أبقَــى بِهَـا مخلَّـداً
عَلَــى صـفوفِ الكَـرم
أو للشــفا يَــدُعُّني
موكَّــــلٌ بـــالحَطَم
يجرنــي قَهْـراً إِلَـى
دارِ الشــقا جهنــم
ربـاه جسـمي لَمْ يُطِق
عَلَــى مَسـيس الضـَّرم
هنـاك ربـي لَـمْ يكن
غيـرَ الرجـا مُعتصَمي
فـارحمْ إلهـي شَيْبَتي
فالويـلُ إن لَمْ تَرْحم
بلَـــوْتَني مختبِــراً
فلـم أكـن أن أَحتمي
فاصـفحْ إلهي عن فتى
مـن الأسـى لَـمْ يَنَـم
يطـوِي الدَّياجي عِبَراً
تسـيل مثـلَ العَنْـدم
ربـاه إن تغفـرْ فما
أحلاهُ مـــن مُقـــدَّم
وإِن تعــاقبْني فـوي
لـي دائمـاً وانَـدَمي
فاجعـلْ رجائي شافعاً
عــن زَلّــةٍ بالقَـدَمِ
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).