
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَـرح الخَفـاء وزالـتِ الأوهـامُ
وَعَلَـى الهنـا تَتبسـَّم الأعـوامُ
وعَـوالمُ الأكـوانِ تُعلن بالثَّنا
وَتَخُــط مــن كلماتِهــا الأَقلامُ
والجـنُّ تهتـف بالتشكُّر والمَلا
فَرحــاً وثغـرُ المجتـدِي بَسـّام
والأرضُ تُضـحك والسما تبكي نَدًى
والبحـرُ مـن طـربٍ عَـراه هُيام
نشـوانُ مـن خمر السرورِ كَأَنَّما
بســـروره قـــدمَته إلمـــام
يرتــاح حَتَّـى أنـه مـن مـوجِه
ضـُربت عَلَيْـهِ مـن السحاب خِيام
والقفـرُ أصـبح بالنبات مُطرَّزاً
فبَنَفســـجٌ بمُروجِـــه وبَشــّام
والريـحُ تسحبُ بالمروجِ ذيولَها
وبكفهـــا تَتفتـــح الأكمــام
والـذئبُ والأَنعامُ تَرْتَع بالفَلا
عُقــدت لَـهُ والشـائمات ذِمـام
والسـحبُ تُمطـر والرياضُ نَوافِح
فكأنمــا بالمســك فُـضَّ خِتـام
والشـمسُ قَـدْ ضحيت لَوافح حَرِّها
وكأنمــا بــالزَّمهرير لِثــام
سـِيّانِ شـأنُك يَا زمانُ وشأن من
سـكن الجِنـانَ تَسـاوت الأحكـام
وإذا الليالي بالسرور تَواتَرَت
حِجَجــاً فكــلُّ شــهورِهن تَمـام
تِيهـي ظفـار فقدَ شَرُفْتِ كمثلما
تيمـورُ قَـدْ شـَرُفتْ بِـهِ الأيـام
أصـبحت فِي روض السعادة تَرتعِي
والنـاسُ مـن أمن المَليك نِيام
والعـزُّ فِـي مَثْواك أضحى راتعاً
وَعَلَــى حصــونك تُنشــَر الأعلام
أمسـيتِ فِـي وجـه الممالك غُرّةً
وذووك فِـي فلـك السـعود قِيامُ
قَـدْ طـال مَا كَانَتْ رِكابُك غُفَّلاً
والآنَ فِــي كــل الأُنـوفِ خِطـامُ
فـألقِ الزِّمـامَ بكفِّ أَروعَ باسلٍ
فيممتُــه لَــكَ حــارسٌ وزمـام
ثُـمَّ اسحبِي ذيلَ الفَخارِ تَبختُراً
فيَحــقُّ منــك تبخــترٌ وغَـرامُ
قَدْ كنتِ كالرِّعْدِيدِ مُرتعِدَ القُوى
ينتاشــُك الضــَّيْوَنُّ والضـُّرْغام
حَتَّـى أتـاكِ أبـو سعيدٍ فاستوت
بأمـــانه الأوهــاد والآكــام
فـاليومَ صـرتِ من المَخاوف جَنَّةً
كظِبــاءِ مكــةَ صــيدُهن حَـرام
فظِبـاك فِـي أنس الكِناسِ أَوانِسٌ
والطيــرُ فِـي وُكُنـاتهن نِيـامُ
فلْيَهْـنَ قطـرُك يَـا ظفار بمَرْبع
لأبــي سـعيدٍ طـال فِيـهِ مُقـام
للــهِ أنــت فلا عَـدتْكَ كرامـةٌ
إِذ أنـت بالملـكِ الأميـن عِصام
ملـكٌ أرقُّ مـن النسـيم خَلائِقـاً
وأشــد خُلْقـاً إِذ يكـون خِصـام
لا يَحـذرنَّ مـن المخـاوفِ جـارُه
أبـداً وَلَيْـسَ أخو الجوار يُضام
أَنْـدَى مـن المطرِ المُلِثِّ نَداؤُه
وأجــلُّ مَهْمَــا عُــدَّت الأوهـام
وأحـدُّ مـن نظـرِ العليم ذكاؤُه
فتَحــار مـن تخمينِـه الأفهـام
كـم ذا أُعالـج فكرتـي بمديحه
فيَعُزُّنــي عــن دَرْكـه الإقـدام
لا زال كَنْفــاً للوجـود وملجـأً
والـدهرُ فِـي كفيـه ثَـمَّ حُسـام
فمشـيتُ أعـثر والخمـولُ يَصدُّني
علمــاً بــأنّ عَـذِيريَ الإحجـامُ
فركبـت صـعباً والسـماحةُ عُدَّني
إنـي عَلَـى التقصـير لسـتُ أُلام
فـأتيت فِـي قَيْـد الولاء مهنئاً
عيــداً يُجــدِّد عهــدَه الإسـلام
فَلْيَهنـأِ العيـدُ السعيد تَشرُّفاً
بمليكـــه ولْيَهنــأ الأَقــوام
ولْيَهْـنَ دهـرٌ أنـت بـدرُ كمالِه
وسـديدُ ملـكٍ أنـت فِيـهِ ختـام
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).