
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَيْـنَ المَرابـعِ لـي هـوى وشـئونُ
إن الغـــرامَ صـــبابةٌ وشــُجونُ
قَسـما بكـم يَـا سـادتي وبحبِّكـم
مَـا خنـتُ فِـي عهـدي ولسـتُ أخون
إِن تُطلِقُوني فِي الهوى فأنا الَّذِي
يهـــواكمُ طــالتْ علــيَّ ســُجون
ولئن وَفيتُــم بالصـدود مَطـالبي
بقيــتْ علـيَّ مـن الوفـاءِ ديـون
فهَـواي فيكـم والفـؤادُ ومُهْجـتي
كيْـــفَ الخلاصُ وكلُّهـــن رُهـــون
إِن صـَدَّكم عنـي الجَفاء عن الوفا
فأنـا الَّـذِي فِـي الحب لست أخون
مـا حُلـتُ عن نَهْجِ الهوى لَوْ صَدَّني
عــن قَطْعـه وَعْـرُ الجفـا وحُـزون
يــا سـادتي رِقُّـوا علـيَّ تَعطُّفـاً
فالصــبرُ صــابٌ والعـذابُ مُهيـن
نـاديتموني فِـي الهـوى وقعـدتمُ
هَـذَا لعمـرِي فِـي الغـرام لَهُـون
لا والهـوى العُـذْرِيّ إنـي لَمْ اَحُل
لَــوْ مـتّ فيكـم فالممـات يهـون
غَـرس الهوى فِي مهجتي زَرْعَ الوفا
فلِــذاك عهــدي ثــابتٌ ومَكيــن
أَيحــول صــبٌّ لا يــزال مُتيَّمــاً
بهــواكمُ والــدمعُ منــه هَتـون
يُمســي رَقيبـاً للنجـوم مُسـامِراً
أبــداً ويُصــبح لا يكــاد يَـبينُ
بالليـلِ يفـترش السُّهاد وإن بدا
وجــهُ الصــباحِ فللهمـومِ قَريـن
فـإِلَى مـتى ذا البعدُ يَا لَمودتي
فــالهجرُ قتــلٌ والبعـادُ مَنـون
لا ترقُبــــون لمــــؤمنٍ إِلاَّ ولا
ذِمَمــاً ولا عهــدُ الغـرامِ مَصـون
أَثْخَنتمــوني بالصــدودِ وقلتــمُ
صــبٌّ عَــراه مـن الغـرام جنـون
أوَ مَـا طَعِمتـم مَا الهوى وعلمتمُ
أن الهــوى مثـلَ الجنـون فنـون
لـو ذقتـمُ طعـم الصَّبابةِ والجوى
لعلمتُــم كيْــفَ الغــرام يكـون
آهــاً عَلَـى زمـنِ الوصـال فـإنه
زمــن لَـهُ تبكـي الـدماءَ عيـون
يَـا دهـرًُ مَـا لَكَ بالفراقِ مُولَّعاً
نرجــو وَفــاك وللعهــود تخـونُ
هـل لـي بذاك العيشِ عَوْدٌ يا تُرى
أم أنــت بـالتفريق وَيْـك ضـَنين
أدبــاً فليـس تـدوم منـك مـودةٌ
إِن الزمـــان قَلاقِـــلٌ وشـــُجون
لا تـــأتينَّ بحالـــةٍ محمـــودةٍ
إِلاَّ ســـتُعقِبها بمـــا سيَشـــين
إنـي سـئمتُ مـن الزمـان وأهلِـه
مَــا فيهــمُ مـن للـذِّمام يصـون
وخَـبرتُ كـلَّ العـالمين فلـم أجد
مـن فِي الزمان عَلَى الزمان يُعين
فــأدرت طَرْفـي بالسـماء مُفتشـاً
أَفلاكهــا فعســى السـماءُ تُـبين
فرأيـتُ فِـي فَلـك السعادة طالعاً
تيمــورُ مـن هـو للزمـان أَميـن
قـد أعربـتْ بالفضـلِ أيـةُ مجـدِه
فلِــذا إِلَيْــهِ العـالَمون تَـدين
طلعـتْ شـموسُ المجـدِ فِـي هـالاتِهِ
فعليــه مــن شـمسِ الجلالِ يقيـن
وترنَّمــتْ وُرْقُ المَكــارمِ ســُجَّعاً
فلهـــنّ فِيـــهِ تفنُّــن وفنــونُ
بزغـتْ عَلَـى عـرش الخلافـة شمسـُه
ولهــا إذن قبـلَ الـبزوغِ حنيـن
يختـال دسـتُ الملكِ منه إِذَا بدا
وتَميـــد منــه أَســِرَّةٌ وحُصــون
تَتهلَّــل الآفــاقُ مــن بَهَجــائه
والــدهرُ يَبْســم والعـدوُّ حَـزون
خُلُـق لَـهُ مثـلُ النسـيم إِذَا شَذا
وبحــورُ فكــرٍ مَــا لهـنّ سـَفين
ملــكٌ تشـدُّ بِـهِ الخلافـةُ أَزْرَهـا
فلهـــا إِلَيْــهِ تحنُّــن وحنيــن
قـد سـُلَّ سـيفاً مـن أبيـه مُهنَّداً
يسـطو بِـهِ وَعَلَـى الزمـان عَـوين
سـيفٌ نَضـَتْه يـدُ الزمـانِ غِـرارُه
عَضــْب وَلَيْـسَ المتـنُ منـه يَليـن
فاشــددْ بِـهِ عَضـُدَ الخلافـةِ إنـه
يَــا فيصـلٌ رَحْـبُ الـذراعِ مَـتين
فلأَنـــتَ روحٌ والخلافـــةُ هيكــلٌ
وشــِمالك التوفيــقُ وهْـو يميـن
فبـه افـترِسْ أُسـْد البُغـاةِ فإنه
أَسـَدٌ لَـهُ النصـرُ المُـبين عَريـن
للــهِ مــن أصــلٍ تَفَــرَّعَ فيكـمُ
مُـدَّت إِلَـى العَليـاء منـه غصـون
مـن آل أحمـدَ للمكـارم والنـدى
وُلِــدوا فنِعْــم عناصــرٌ وبطـونُ
ولَنِعْــم مولــودٌ ونِعْــم بوالـدٍ
فكلاهمـــا للمَكرمـــات خَـــدين
دُومـــا مَلاذاً للأَنـــام وملجــأً
مَــا بالزمــانِ تَحــرُّك وســكون
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).