
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَباني مـن الأتـراك أَحْـوَى وأَحْـوَرُ
وأبيـضُ فِـي عينـي وَفِي الناس أسيَرُ
أَهيــمُ بِــهِ والليــل داجٍ ومُقْمِـر
يُزهِّــدني فِــي حــبِّ مَيَّــةَ مَعْشــَر
قلــوبهمُ فِيهَــا مخالفــةٌ قلبِــي
يقولـون لـي والشـوقُ للقلبِ أَمْرَضا
وعنــيَ مــن أهــواه صـَدَّ وأَعْرَضـا
أَلاَ إن مــن تهــواه لَيْـسَ بمُرْتَضـى
فقلت دَعُوا قلبي وَمَا اختار وارْتَضى
فبـالقلبِ لا بـالعينِ يُبصِر ذو اللُّبِّ
فمـا نظـرُ العشاقِ فِي الحبِّ بالسَّوا
وَمَا حِدَّةُ العينين فِي القرب كالنَّوى
وَلَيْـسَ كخـالي القلبِ من شَفَّه الجوى
وَمَـا تُبصر العينانِ فِي موضع الهوى
ولا تســمع الأذْنـان إِلاَّ مـن القلـب
أَيــا للــهِ مــن تشــتيتِ فِكْــرِي
أَرقـــتُ لَـــهُ بأوهـــام وذِكْـــرِ
ذكـــرت لَـــهُ ليالينـــا بعَصــْرِ
وطــال الليــلُ بــي ولَــرُبَّ دهـرِ
نَعِمـــتُ بِـــهِ ليـــاليه قِصـــارُ
أُطــارحُ ليلــتي بالــذكر عنهــا
فمــا خــانت وتعلــم لَـمْ أَخنْهـا
أَحـــدِّثها وأملـــى مــن لَــدُنْها
وكــم مــن ليلــةٍ لـو أَرْوَ منهـا
جُننـــتُ بِهَـــا وأَرَّقَــتي ادِّكــارُ
فكـــم قمنـــا نـــداول جـــواب
وتَســـقيني ســـُلافاً مـــن خِطــاب
ســكرتُ بِهَـا وَلَـمْ تـك مـن شـرابي
ســكرتُ بِهَـا وَلَـمْ تـك مـن شـرابي
فبِـــتُّ أُعــلُّ خمــراً مــن رُضــاب
لَهَــا ســُكْرٌ وَلَيْــسَ لَهَــا خُمــارُ
فبِتْنــا نُحْتَســِي الإينــاسَ وَهْنــاً
أُفارِعُهـــا الهــوى ســِنّاً فســِنا
وألثـــم ثغرهــا والليــلُ جَنّــا
إِلَــى أن رَقَّ ثــوبُ الصــبح عنــا
وقــالت قــم فقــد بَـرَد السـِّوار
فكـــان مقامُنــا بــالأنسِ يحــوِي
وضــوء الصــبح للظَّلمــاء يَــزْوِي
فقــامت والحيــا للجِيــدِ يَلْــوى
وولـــتْ تســرق اللحظــاتِ نحــوي
بمُلْتَفــتٍ كمــا التَفــتَ الصــِّوار
لقــد جمعنـا الـدُّجَى ثغـراً بثغـرِ
أُعانقهــــا وثـــدياها بصـــدرِي
وأدمُعنـــا مــن الأفــراح تجــري
دنـــا ذَاكَ الصــباحُ فلســتُ أدري
أشـــوقٌ كَـــانَ منـــه أم صــِرار
فمــا بَيْــنَ الـدُّجَى والصـبحِ شـَتَّى
فـــذا بظلامِـــه وَصـــْلِي تَـــاَتَّى
وذاك بضــــوئه للوصــــل بَتّـــا
وَقَــدْ عــاديتُ ضــوءَ الصـبح حَتَّـى
لطَرفـــي عـــن مَطـــالعِه ازْورارُ
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).