
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وافـى كِتـاب مـن أحب
قَبــلَ ثَلاث مــن رجـب
وافــى فَوافـاني بـه
كـــلّ ســرورٍ وَطَــرب
بَــلّ أوامــي وَشــَفى
كـــلّ ســقامٍ وَوَصــب
أَذكرنــي وَمــا نسـي
ت عَهـدنا الَّـذي ذَهـب
وَكَيــفَ أَنسـى نازِحـاً
تيّـم قَلـبي مـن كَثَـب
يَضـحك في البرق وَالس
ســحب عليــه تَنتَحِـب
وَتَهــدأ الأَرواح فــي
أَرجــائِهِ ثــمّ تَهُــب
فَكَــم تَعاطَينــا بِـهِ
خمــر أَحــاديث الأدَب
حَتّى اِنقَضى وَما اِنقَضى
بـدء غَرامـي وَالعقـب
أَصــبو إِلـى تـذكارهِ
مــا درج الـذكر وَدَب
وَربّ ليــــلٍ بتّــــهُ
مُنزّهــاً مــنَ الريَـب
مـا بَيـنَ وضّاح الجَبي
نِ بــالجعودِ محتجــب
وَبَيــنَ محمـرّ البنـا
نِ مـن وريـدي مختضـب
بجيــــده وَطرفــــه
إِذا رَنــا أَو اِشـرأب
كَـم بـتّ منـه في جَلا
بيـب مـنَ الأمـنِ قشـب
خلــوت وَالصــون لـه
بــرد عَلَينـا يَنسـَحِب
وَهَــل عــرت وَسوســة
مــن بِعفـافه اِحتجـب
فَكَـم حسـوت مِـن لمـا
هُ كــلّ بــارِدٍ عــذب
فَثَغــــره وَريقــــهُ
بَيــنَ شــمول وَحبــب
تِلـكَ شفاه زانَها الث
ثَغــرُ بلؤلــؤٍ رطــب
أَم أكــؤس مِــن فضـّة
يُــذاب فيهـنَّ الـذَهَب
أَصـحو وَمِـن خمـر لما
هُ العـذب نَشـوان طَرب
كــــلّ طَلا مشــــوبة
وَتِلـكَ صـرف لَـم تشـب
آهٍ عَلــى عصــرٍ تَقـض
ضــى بَيـنَ جـدّ وَلَعِـب
سـرعان مـا اِنبتّ حَصي
د الوَصـل منه واِنقضب
وَعــادَ صــرف صــفوه
بكــلّ صــرف مؤتشــب
لِلَّـه مـن دُنيـا تعـا
دي الحـرّ مِن غيرِ سَبب
كَـم جرّعتنـي غصـص ال
كـرب وَكاسـات العطـب
وَلَيــسَ لــي جنايــةٌ
أَعلمهــا ســِوى الأَدَب
اِنظـر إِلى الدَهر وَما
جـاءَ بِـهِ مـن النكـب
إِنّـي عَلـى مـا شـمته
مِـن شـؤمِ رعدهِ الصخب
لِســــعدهِ وَيمنــــهِ
مؤمّــــل وَمُرتقــــب
عَســى بعيــدُ بشــرهِ
يَــدنو لَنـا وَيَقتَـرِب
فَيغتـدي المـوحش مـأ
نوسـاً وَيعمـر الخـرب
يـا هَـل تَراني سالياً
عَنــكَ بكــلّ مصــطحب
أَم هَـل تَرانـي راضياً
عَـن الـرؤوسِ بالـذَنب
هَيهات أَن أَسلو عَن ال
وَرد بزخــرفِ العشــب
وَلَـم يَـزَل جمر الجَوى
بَيـنَ الضـُلوع يَلتَهـب
وَكُلَّمــا قلـت اِخمـدي
يـا نـار تَـذكو وَتَشب
حَتّــى أَراك وَالهَنــا
يَرفـل بـالبرد القشب
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.