
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتــرى الأَفضــَلين وَالأَبــدالا
وَجــدوا للشـكوك فيـكَ مَجـالا
أَكَــذا يَنبــذ التَقاليـد حـرّ
وَيفــــكّ القُيــــود والأغلالا
أَحرَجتــكَ الأزرار فَهــيَ عقـال
وَطليـق الأَفكـار يأبى العقالا
وَرأيـت التَقريـظ وَالنقد لغواً
حيــنَ أَطلقـت فكـرك الجـوّالا
وَكَـذا مَـن رَمـى الوَسـاوِس عنه
بـاتَ أهنـا عيشـاً وأنعمَ بالا
كُنـت بالأمسِ لستَ تعرف ما الذي
لُ فَأَصــبحت تســحب الأَذيــالا
فَــــأَرح جِســــمكَ وَاِخــــتر
لــكَ فــي كـلّ لحظـةٍ سـِربالا
لا تبيــد الأزيــاء خلّـة نفـس
عرفــت كَيــفَ تَسـتَجيد الخلالا
لَــو تَفَنّنــت كــلّ آنٍ فُنونـا
وَتشــكّلت فـي الـوَرى أَشـكالا
لَـم تَـزِد عِنـدَنا جمـالاً وَحسناً
أَنـتَ أَرقـى حسناً وَأَعلى جَمالا
لــكَ خلــق زاكٍ شــَذاه وَخلـق
تَـــركَ الصــبح خلفــه وَتلالا
كَنَســيمِ الريــاضِ هــبّ عَليلاً
وَكَبَــدرِ الســَماء تـمّ كَمـالا
كُن كَما شئت واِسق هذي العطاشى
مـن مَعانيـك كَـي تَعـود نهالا
وَعَلَيهـا أَدر كؤوسـاً مـن السل
وان تُنـس المعـاقِر الجربـالا
جَولـةٌ فـي الطـروسِ تبعث جيلاً
يَتَخطّـــى بِحســـنه الأَجيــالا
مــن يــراع لا يتّركـن مَجـالا
لِســيوفِ الظُنــون إِمـا جـالا
كَـم سـكرنا وَمـا شربنا شمولا
وَعشــقنا وَمـا رأينـا غَـزالا
بأســانيد تملأ القَلــب أنسـاً
وَأَحــاديث تصــرع البلبــالا
خَيـر مـا يعقـد الرجـاء عليه
ويهـــزّ العُــروش وَالأَقيــالا
قَلَــم يجــبر الكَســير وَفكـر
يكســر المشــرفيّ وَالعســّالا
قَــد شـأوت الكتّـاب إِلّا عليّـا
وَملكــت الصــِعاب إِلّا المـآلا
أَحسـن الظـنّ لا تسـؤك اللَيالي
ربّ حــالٍ لِلمَـرء يعقـب حـالا
وَأَقِــم فالقصــور سـَوفَ تحيّـي
ك وَتحيـــي بِفَضــلك الآمــالا
نــدّك المغربــيّ أَمثــل نــدّ
لَــك إِمّــا ضـربتما الأَمثـالا
قَــد تَجاورتُمــا بـأعظم صـرحٍ
مِثلَمــا جــاور الهِلال الهِلالا
وَتجمّعتمــــا لأشـــرف قصـــدٍ
لا تفرّقتمـا السـنين الطِـوالا
أنتمــا أَنتمـا اللَّـذان بجـدٍّ
ســَمَيا ذروة الكَمــال وَطـالا
أَخَــوا فطنــة وَبَــدرا ذَكـاء
وَحصـيفا رأي إِذا الـرأي قالا
وَرَبيبــا فَضــلٍ وربّــا بَيـان
وَقريعـا خطـب إِذا الخطب هالا
فَـإِذا مـا البُـروق تقطع ميلاً
قطــع الفكـرُ مِنكُمـا أَميـالا
أَريـاني السـحرَ الحَلال بَيانـاً
أَريــاني البَيـان سـحراً حَلالا
وَاِبريــا للعلا يَراعـاً يَراعـاً
وَاِنضـوا في الوَرى مَقالا مَقالا
فَعَســى يَقتــل الجهالـة علـم
وَعَسـى يصـرع الرشـاد الضـَلالا
إيـه سـركيس مـا نظرنـاكَ إِلّا
وَرأينـــاك لِلكَمــال مِثــالا
حَبّــذا أَنــتَ هــازِلاً وَمجــدّاً
حبّــذا أَنــتَ قــائِلاً فعّــالا
حبّـذا أَنـتَ حـافِظ الـودّ تسدي
حـافِظ الشعر ما يَسود النوالا
وَفِّــه حقّــه وَحــقّ القَــوافي
اِحتَفــاءاً بقــدرهِ واِحتِفـالا
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.