
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيـا مـن وجهـه كالبد
ر أَو كالشـمس أَو أنور
وَيــا مــن قـدّه يَهـز
أ بالعســّال أن يخطـر
وَيـا مـن ريقـه العذب
بكــلّ مدامــةٍ يســخر
وَيــا مـن طيـب ريّـاه
فـتيت المسـك أَو أَعطر
فَلَـو أَنـا بذلنا الرو
ح فـي حبّـك لَـم نخسـَر
فآيــات ســناك اليَـو
مَ لا تُحصــى وَلا تُحصــَر
أَعِرنــي فهمـك الوَقّـا
د كَـي أَفقـه مـا يسطر
وَعلّمنــي ضـروب القَـو
لِ كَـي أنظـم أَو أَنـثر
وأرشـدني إِلـى السـكر
إِذا مـا شـئت أَن أَسكر
فمـن جمـرة ذاك الخـد
د كــلّ مدامــةٍ تُعصـر
وَمـن صـارم ذاك اللـح
ظِ كــلّ مهنّــد يشــهر
بِنَفســي أَيُّهـا الشـادِ
نِ والربــرب والجـؤذر
تَعـالى اللَـه مـا صـو
رك اللّــه كمــن صـور
فَـأَنتَ الطـاهِر الـذيل
وَمـن مـاء السَما أَطهر
فَلَهفــي لـك مـن هـاد
غَـواه الـدهر فاِستَكبَر
وأَوّاه لمــــن أَســـلَ
م ثُـمَّ اِرتـدّ فاِستَنصـَر
لَقَـــد كنــت أَرجّيــه
لِيَـوم فـي الوَرى يذكر
وَكنـت إخـال هَذا العض
ب يَـومَ الضـرب لا يفتر
وَكنـت إخـال زيد الخي
لِ فـي الغايات لا يعثر
إِذا بالســابِق الكـرا
ر مـا إِن كـرّ حَتّـى فر
وَبالبــاتِر قَــد عـادَ
وَلَـم يغـد الطلى أَبتَر
أَلســت الشـاعِر الفَـذ
وَقَــد أَصـبحت لا تشـعر
أَلا يـا أَيُّهـا المَغـرو
ر بالأوشــاب لا تغــتر
لَئِن لَـم تَنتَـهِ اليَـوم
وَتَخشــاني كَمـا تُـؤمر
تَجــد فـي قَلَمـي الأده
م ما في الذابِل الأَسمَر
أَطعنــي تحســه حلـواً
أَو اِعــص تشـربنه مـر
وَراقــب صـولة اللَيـث
إِذا هَمهــم أَو زمجــر
فَواعَجَبـاً مـن المَعـرو
فِ لِلفَحشــاء وَالمُنكَـر
فَتُــب واِسـتَغفر اللَـه
فـإِنّ اللَـه قَـد يغفـر
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.