
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
محمّـد تشـؤوني إِلـى الطـرس عـبرتي
وَيغلبنــي وَجــدي فأســكت لا عيّــا
وَلَكِــن إشـفاقاً وَعَطفـاً عَلـى الَّـذي
أَرى رشـدي مـن دونـه في الوَرى غيّا
أعيــذ ربابـاً أَن يسـاورها الضـَنى
وَأَن تَشــتَكي مِمّــا طـويت بـه طيّـا
وَلَـولا رَبـاب مـا تركـت هَـوى الربى
وَلا عفــت سـعدى الغانِيـات وَلا ريّـا
وَلا هجــرت عَينــي كراهــا وَلا لَـوَت
ضـُلوعي برحـاء الجَـوى وَالأَسـى ليّـا
لَقَــد ضــَلَّ قــوم قائســون جهالـة
بِحُبّــي رَبابــاً حــبّ غيلانهـا ميّـا
إِذا نظـرت عينـاي في الغيد لَم تَجِد
جَميـع الغَـواني جنـب غـانيَتي شـيّا
دَعَونــاكَ فـاِمنن واِرع منّـا حشاشـة
تكابــد مَنشــوراً جواهــا وَمطويّـا
أَخــاف الجَــوى يشـتدّ فـيّ وَيلتَظـي
وَأَصــبح لا ميتــاً يــراح وَلا حَيّــا
وَلَـــولا علالاتــي بقربــى شــفائها
لأصـــبحت مقضـــياً عَلــيَّ ومبكيّــا
أَبٌ شـــفّه بـــرح الضــَنى وَأَمضــه
وأمّ كوتهــا موريــات الجَـوى كيّـا
لَقَـد دعـوا منـك الطَـبيب الَّذي إِذا
تنمّـــر نــادى بالشــفاء إلاهيّــا
إِذا شــاءَ أَعطــى كـلّ قلـب مـراده
وردّ غَليــل النَفــس مـن طبّـه ريّـا
رَعى اللَه منك الحاذِق الراجِح الحجى
وَأَبقــاكَ مَرعــى الجَــوانِب محميّـا
فِـــداكَ عراقــيّ إِذا مــا هززتــه
هــززت جــرازاً للقــراع يَمانيّــا
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.