
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَنــتَ لا جَــرَم
بــدرُنا الأتـمّ
بَــدرُنا الَّـذي
بَــدَّدَ الظلــم
يَكشــِفُ الـدُجى
كُلَّمــا اِدلهـمّ
يبســم الضـُحى
أَينمــا بَســَم
أَينمــا بــدا
تُفــرجُ الغُمَـم
عـــوذَةٌ مَــتى
لَجَّـــــت الأزم
حَمـــدُهُ عَلــى
كلّنـــا لــزم
يَعظُــمُ الفَـتى
صــالَ أَو قحـم
تتبــعُ المُنـى
كُـــلّ مقتحِــم
كُـــلُّ مـــازِنٍ
طـــوعه خُطــم
أَنــتَ وَالجَـوى
شــبَّ واِحتــدم
تُســرع الخطـى
فـي بنا العُصُم
قـــائِلٌ لمــن
قَــوَّضَ الــدعَم
إِنّ مــن بَنــى
غَيـرُ مـن هَـدَم
وَالَّــذي حظــي
غَيـرُ مـن حـرِم
ســائلِ القُـرى
ســائل النسـم
عَمَّهــا السـنى
وَالســَنى أَعـمّ
أَيُّ نِعمَــــــةٍ
أَنـتَ في النعم
أَيّ ديمــــــة
أَبَـت في الديم
خَيـــرُ فرصــة
أَنــتَ تَغتَنِــم
أَنـتَ في الدنا
مِحــور الكلِـم
شــــرقها دَرى
غربهــا عَلِــم
عنــدكَ اِنتَهـى
مُعجــزُ القلـم
كلّـــه هـــدى
كلّـــه حكـــم
آيــــةُ العلا
آيــة العِظَــم
يَرتَـــوي بــه
مِـن لَظـى الأَلَم
كــلّ ذي جَــوى
كــلّ ذي ســقم
أَنـــتَ عَيلــمٌ
فـي الوَرى علم
عُربُهــــا رَوَت
عَنــكَ وَالعَجـم
كلّهـــم عَلــى
بابــكَ اِزدَحـم
مِــن بَنــي أبٍ
أَو بَنــاتِ عـم
يَقبســونَ مــن
ذَلِــكَ الضــرم
كـــلّ جـــذوة
عنهـــمُ تنــمّ
عَزمُــك الَّــذي
فيهــم اِضـطَرَم
أَنـــتَ واصــِلٌ
حيــنَ لا رَجِــم
كلّنـــا بَنــو
ذلــك العُقُــم
أَنــتَ إِن لَجـا
لاجـــئٌ ظُلـــم
خَيـرُ مَـن حَمـى
خَيـرُ مَـن عَصـم
تَزحــمُ الأســى
إِن أَســىً زَحَـم
أَنــتَ طَودُنــا
يَــومَ نَعتَصــِم
أَنــتُ لَيثُنــا
وَالظُــبى أَجـم
أَنــتَ غوثُنــا
وَالفضــا رَخـم
أَنـــتَ عزّنــا
وَالهَــوان جَـم
أَنـــتَ نَجــوةٌ
يَــومَ نَصــطَدِم
يَقظــةُ المُنـى
وَالمنــى حُلُـم
أَنـتَ مَـن حَنـا
أَنـتَ مَـن رَحِـم
أَنـــتَ حــاكِمٌ
حَيــثُ تَحتكــم
أَنــتَ إِن تكـن
فـي الوَرى حَكم
خَيـرُ مَـن قَضـى
خَيـرُ مـن حَكـم
قلــتَ واثِقــاً
قَـولَ مـن جَـزَم
غيـــر حــانثٍ
أَنـتَ فـي قسـم
حبّـــذا يَـــدٌ
تَحصــدُ النقـم
ذَر مُســــاوِماً
يجهــلُ القيـم
لا يَروقُــــــهُ
جَـــوهَرٌ كــرُم
لا يهمُّـــــــهُ
هــانَ أَم عظـم
كــــلّ همّـــه
أَن يصـيب غنـم
لا يضــركَ مــن
ســَبَّ أَو شــتم
طـــامِعٌ كَــوى
بطنَــهُ القَـرَم
جـــائِعٌ إِلــى
أَكلنــا نَهِــم
ضـــَرَّ نفســـَه
جاهِــلُ التُخَـم
غَيـــرُ آمِـــنٍ
لاعــبُ الزلــم
كــلّ مـن غَـزا
عزمَــك اِنهـزم
أَنـتَ في الذُرى
أَنـتَ في القمم
يَغرِفــون مــن
بحــرِك الخِضـمّ
بَحــرِكَ الَّــذي
فــاضَ وَاِلتطـم
فـــي عبــابِهِ
عــبَّ كــلّ فـم
أَنــتَ نَهجنــا
يَــومَ نَعتَــزِم
أَنـــتَ غــالِبٌ
يَــومَ تَختَصــِم
أَنـــتَ عــالِمٌ
كَيــفَ تَحتَــرِم
ســـُدتَ أمّـــة
مَجــدُها أُمــم
تأخـــذُ العُلا
عَــــن أَبٍ وأمّ
ســالَ بـاللهى
سـَيلُها العَـرم
بَيــتُ ســَعدِها
دونَــه الأطــم
بَيـــت أُمَّـــةٍ
بيتهــا جَــرَم
مصـــرُ مَــوطِنٌ
خالــدُ العِظَـم
منبــعُ الثَـرا
مَصــرَعُ العُـدم
رَوضـــُها نَــدٍ
وَردُهــا شــَبِم
خَلقهــــا حَلا
خُلقهــا كــرُم
هَكَــذا الإبــا
هَكَــذا الشـيم
فــي حَــديثها
مصــر وَالقِـدَم
ســـرُّ عزِّهـــا
غَيــرُ منكَتِــم
جمَّــعَ الســنى
شــملها ولــمّ
أَصــلحَ المَـدى
شــــأنها ورمّ
فــي شــَبابِها
حكمــةُ الهـرَم
شــيخها نــزا
همُّهـــا يَهــمّ
هُــم رِجالُهــا
وَالرِجــالُ هـم
إِن سـموا بهـا
فالجبــالُ شـُمّ
حَســبُها حِمــىً
طَودُهــا الأشـمّ
ســـَعدُ ســاعدٌ
للحمــى وَفــم
عَيـنُ مَـن غَفـا
نطـقُ مَـن وَجـم
يرقُــبُ العِـدى
يَــدحضُ التهـم
يَــــدفَعُ الأَذى
كلّمـــا هجــم
يقــدمُ الوَفـا
حيثمــا قَــدِم
فيــهِ كـلّ مـا
في العلا اِرتَسَم
لا يَروعــــــهُ
حـــادِث أَلَــمّ
غيـــره جثــا
غيـــره لطــم
حَيــــث لا ردىً
حيــث لا يُتُــم
أَيُّهــا الأَســى
عهــدكَ اِنصـَرَم
شــَعبنا اِلتَئم
شــعبك اِلتـأم
نَحســهُ اِرتحـل
ســـَعدَهُ أقــم
سـعدُ قَـد سـَما
سـَعدُ قَـد عَظُـم
حظّــه الثَنــا
أَيــنَ يَقتَســِم
ثـــابِتٌ عَلــى
نهجــه اللَقـم
طـــوده رســا
كُلّمــا اِنصـَدَم
عــوده اِكتَسـى
كلّمـــا عجــم
صـــلبُ عــوده
لَيــسَ يَنحَطِــم
لَيــسَ يَنثَنــي
فـي يَـد القزَم
إِن مَضى مَضى ال
أَبيَــضُ الخَـذِم
يَرســـمُ الجلا
كلّمـــا رســم
يَـــدعمُ العلا
كلّمـــا دَعــم
قُــــــل للائمٍ
كَيـفَ شـئت لُـم
أَو لِحاقِـــــدٍ
كَيــفَ شـئت ذمّ
إن كفـــرتَ أَو
مســّك اللمــم
سـَعدُ قَـد شـأى
سـَعدُ قَـد خَطـم
سَعدُ قَد دَحا ال
بــابَ واِسـتَلَم
إيـهِ يـا بنـي
مصــرَ لا جَــرَم
أَنتُـم بَنو الن
نيــلِ وَالهَـرَم
أَنتُــم ذَوو ال
مَجــدِ وَالكَـرَم
أَنتُم أَولو الس
ســَيفِ وَالقلـم
كُـــلُّ واحِـــد
مِنكُـــم علــم
يَرضـــع العلا
لَيــسَ يَنفَطِــم
طَهِّـروا الحِمـى
مــن يـد تصـم
وَاِتَّقــوا يَـداً
تمطــر الحِمَـم
اِذكـروا الألـى
فـي دُجى الرُجم
اِنظــروا إِلـى
مَوضــِع القِـدم
لَيــسَ بـالفَتى
مــن إِذا عَـزَم
عــضَّ فــي غَـدٍ
إِصــبعَ النَـدَم
لَيــسَ شــافِعاً
عِلـمُ مـن عَلـم
يَــومَ تَلتَقــي
عِنــدَهُ الرمـم
كُــلُّ مـن نَمـا
جَهلـــهُ ســَلم
مِـن لِقـا جَـوىً
مِـن طـروقِ هـمّ
غُصــنَ أَيكــتي
مِـل أَوِ اِسـتَقم
لا تَهزّنــــــي
هَــذهِ النَغــم
شـــادِنٌ لَغــا
رَبـــرَب بَغــم
بَيـــنَ ضــالِهِ
راحَ وَالســـَلم
إِنَّنـــي فَــتىً
أَعشــَق الشـيَم
ذِمَّـــتي رَعَــت
راعــيَ الـذمم
خلّنـــي عَلــى
يَقظــتي وَنــم
رُبّ شــــــاعِرٍ
يقطــنُ الأطُــم
فــاتَ شــاعِراً
يســكنُ الخيـم
ســَعدُ لِلوَفــا
أَنــتَ وَالهمـم
قَســِّمِ الوَفــا
فالوَفــا قِسـَم
أَنــتَ قــادِراً
غَيــرُ منتقــم
أَنـــتَ واحــد
لَيــسَ يَنقَســِم
عامِـــلٌ عَلــى
وحــدة الأُمَــم
مـــا بَنيتَــه
لَيــسَ يَنهَــدِم
عَنـــكَ آخِـــذٌ
كــلّ مـن فهـم
قَــد سـَما فَلا
زَلَّــت القــدم
واِبــقَ مـوئِلاً
للعلا وَدُم
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.