
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اِنـزِل عَلـى الرَحـبِ بعمان
وَبـــدّد الشــكّ بإِيقــانِ
اِنطَلِـق اليَـوم بأَرجائهـا
إِنّــك وَالطيــر طَليقــانِ
أَقـم مَـع الطَير عَلى بانهِ
وَطِـر مـع الطَير من البانِ
وَسـابقِ الطيـر إِلى من له
مـن سـابِق العَـزم جناحانِ
تَعلّـم اللقـط وَكـن هدهداً
يَجيــء مـن عنـد سـليمانِ
وَلا تمــل لشــادن قصــده
لـدى التـآخي قصـد شَيطانِ
فـي يَـده هـاروت أَجفـانه
وَفـي يَـدي عَصا ابن عمرانِ
أراكَ يـا أَسـعَد أَنساك ما
لَـم يـك مـن بعدك أنساني
أَخـاف أَن تَغدو لَنا قائِلاً
أَن الضـَنى سـَرى فأعـداني
فَتُـب إِلى الرحمن مِمّا مَضى
واِسـتَبدِل الكفـر بإيمـانِ
وكـن أَخـاً لمسـلم ناصـِحا
وكــن أَخـا لكـلّ نصـراني
لا يسـلم العـالم من حربهِ
مـا لـم يعاونه الفَريقانِ
صـِلِ الخطا واِرق إِلى ساحة
مـن دونهـا هامـة كيـوانِ
وَاِذهب بإنجيلك نحوَ السما
وَعــد إِلــى الأَرض بقـرآنِ
واِغتَنِـم الفُرصَة ما أَمكنت
وأَطلق سَراح البطلِ العاني
تـبيّن القصـد وَسـطّر لنـا
ســطور هــاد كـلّ حيـرانِ
وَاِختـبر الأَمـر وكن راويا
يصـــدق فــي ســرٍّ وَإِعلانِ
واِحتَمِل الأَنباء من غَيرِ ما
زيــادة فيهــا وَنقصــانِ
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.