
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَلامَ دمـــوع الأَســـى جاريَــة
وَفيـــمَ تَكـــاثر أَحزانِيَـــه
إِلـــى أيّ منتصـــف بــالحمى
شـكت مـا أَلَـمّ بِهـا الشـاكيَه
وَعَـــن أَيّ جانحـــة أَعرَبَـــت
وَفـــي كــلّ جانِحــةٍ كــاويَه
أَمــن ذكــر دانيــة أَصــبَحَت
عَلـى عجـل فـي الثَـرى نـائيَه
فَبينــا تَبختَـرُ فَـوقَ العُيـون
إِذا هــيَ تَحـتَ الثَـرى ثـاويَه
وَكَـم تركـت فـي الحَشا من جَوى
زنـــود تَبـــاريحه واريَـــه
فَفــي كــلّ قَلــبٍ لَهـا موقـد
وَفــي كــلّ عَيـن لَهـا هـاميَه
سـلوا سـحبَ الـدمع هَـل أَطفأت
لَظـى جمـرات الحَشـا الـذاكيَه
وَهَـل خفّـف الصـبر وَقع المُصاب
إِذا كــانَت الكبــد الـداميَه
فَلا تَحســَبوا غيّرتهـا الخطـوب
فَتِلـكَ المَزايـا عَلـى مـا هيَه
إِذا صـَحَّ فينـا بَقـاء الكَمـال
فَــإِنّ المَزايـا هـيَ البـاقيَه
وَقائِلــة مــا لِقَلـبي اِلتَـوى
وَضـــاقَ بــه رحــب أَضــلاعيَه
إِذا ضــاقَ رحبــك يـا أَضـلعي
فمـــن تـــوكلين بأَحشــائِيَه
إِذا جَــفَّ غمــرك يــا أَدمُعـي
فمـــن ذا يكفكــف أَشــجانيَه
أَمفزعــة القَلــب أَم نــاعيه
نَعــت لــيَ باحثــة البـاديَه
صــغيت وَيـا لَيتَنـي لَـم أَكُـن
بنعــي الفَضــيلة بالصــاغيَه
وَيـا ليـت شـِعري فمـن لي إِذا
ضــللت وَقَــد غـابَت الهـاديَه
شـــهدت ربــاحي حَتّــى ثــوت
شـــهدت بِعَينـــي خســـرانيَه
مَضــَت وَالثَلاثــون فــي نظـرة
وَفـي الناس من فات حَتّى الميَه
وَلَـــولا القَضـــاء وَتصــريفه
وَقتهــا مـن القـدر الـواقيَه
وَلـولا رِضـى المَوت عَنها الفدا
ء عاشـَت مَـدى الدهر بالفاديَه
لَـك اللَـه يـا مألف المكرمات
خلــوت مــن الحكـم الغـاليَه
وَيــا مســرح العيـن لا تَـزده
فَقَــد غربــت شمسـك الزاهيَـه
كــأنّ فَتــاة الحِمــى بَعـدَها
نعتـــه بمهجَتهــا الصــاديَه
كـأنّ دُمـوع الأَسـى فـي الخدود
عقـــود ســوالفها الحــاليَه
كـــأَنّي بحــائرة المقلــتين
تنـــادي أَلا أَيــنَ إنســانيَه
بمــا أَخــذ الشــرع أَخّــاذة
بِمـــا جــاءَ آمــرة نــاهيَه
سـخطت عَلـى الدهر دون الفَتاة
لِتُصــبِح فــي عيشــة راضــيَه
وَيــا ربّ ليــل كحــظّ الأَديـب
حَواشـــيه تســفع بالناصــيَه
تســـــنمته دون حيرانـــــة
مــنَ الوجــد واهيــة سـاهيَه
فنبّهــــت غافِلَـــة أَوشـــكت
تليــنُ للمـسِ اليـد القاسـيَه
أبيــت عَلـى مِثلهـا أَن تَـبيت
كرامتهـــا غـــرض الراميَــه
وَمـا زلـت حَتّـى اِهتَدَت واِرعوت
وَكــانَت لـك المنـن الـوافيَه
وَكـم لـكِ فـي الـدهر مـن منّةٍ
تجيــء وأُخــرى لهــا تـاليَه
وَلَــولاك كــاد حجـاب العفـاف
بــه تعبــث الفئة البــاغيَه
وَلــولا جهــادك عـاد الحجـاب
عَلــى أهلــه خرقــاً بــاليَه
أَذاتَ اليَــراع الَّــذي طأطـأت
لــديه ذَوات الشـبا الماضـيَه
إِذا مــا مَضــى نحـو غايـاتهِ
فَــبيض الظــبى دونـه نـابيَه
أَرينـيَ كَيـفَ اِسـتَباح الحمـام
شـــباه وَأَنــتَ لــه حــاميَه
أَرينــى كَيــفَ دهتـه المنـون
وَكــانَ الأمــان مـن الـداهيَه
وَكَيــفَ جثــا جــدّه للخطــوب
وَفـــي جـــدّه أُمَــم جــاثيَه
هَـل الـدهر أنكـر تلك الفِعال
وَفـي جبهـة الـدهر منـه شـيَه
أعيـــذك أَن يَشـــتَكي علّـــة
عرتـــه وَأَنـــتَ لــه آســيَه
بَكتـــه الخـــدود وَربَاتهــا
وَدانيــة الــدار وَالقاصــيَه
لأن تســـمع اليـــوم نوّاحــة
فَكَـم قَـد سـَمِعنا بِـه الشاديَه
تشــاطر بــاكيه ذات الجنـاح
فَلا يُســمَع النـوح مـن نـاحيَه
وَشـــتّان هَــذا بَكــى لوعــةً
وَآخــر يَبكــي مَــع البـاكيَه
أَلا فاِســمَعي وَالثَــرى حــائِل
لهيفـــي عليـــه وَتحنــانيَه
خططــت رثــائي وَيــا لَيتَنـي
خططــت لــه اليَـوم إِطرائيَـه
وَأفضـــل مــا قــاله شــاعِر
مَـتى تـك فـي مثلـه القـافيَه
إِليك اِبنة الخير أَلقى القياد
أَبـــوك وكــلّ فَــتى راويَــه
فـــبرّزت بــالكلم المســتطا
ب حَتّــى ملكــت بـه الناصـيَه
تَواضـعت حَتّـى رأى ذو الغـرور
عَظيـــم مكانتـــك الســاميَه
وَرقَـــت عظاتــك حَتّــى كســت
غلاظ الحَشــا رقّــة الحاشــيَه
فَمـــا قلــت معجبــة إِنَّنــي
عملـــت وَهاتيـــك أَعمــاليَه
وَلا قلـت ذي شـيمي فـي الـوَرى
تَـــروق وَلا تلـــك آدابيَـــه
ولا كنــت فــي الأَمـر معجالـة
وَلا كنـت ذات الخطـى الـوانيَه
وأجهــدت نفســك كـي تَسـتَريح
ســواك وَتَنجــو بـك النـاجيَه
وَعلّمتنــا أَن بيــن النِســاء
رِجــالاً عَلــى صــور الغـانيَه
أَيجــدي الرجــال سـِوى دولـة
دعامتهــا المــرأة الـذاكيَه
تَقــول إِلَيكـم فَمـي فاِنتضـوا
وَدونكـــم اليَــوم أخبــاريَه
وَهــذا كِتـابي حـوى مـا حَـوى
مــن الأَمـرِ فَلتَقـرأ القـاريَه
نشــأت وَللجهـل حـول النُفـوس
ضــَجيج مريــع حَشـا الناشـيَه
فَقائلــــة أنّ حَظّـــي عَفـــا
وَقائلــــة إِنَّنـــي عـــافيَه
ومــن قـائِل لا تجـرّوا العَنـا
وَلا تطلقــوا الحـرّة العـانيَه
وكــانَ أَبــي واثِقـاً بالهـدى
وكنــت بغيــر الهُـدى هـازيَه
بِنـــور المَعـــارِف غــذّانيه
وَمــن ظلــمِ الجهــلِ نجّـانيَه
وَمـــا زالَ يَمنَحنـــي عطفــه
وَمــا زلــت طاعمــة كاســيَه
إِلــى أَن شــببت وَشــبّت مَعـي
نُفـــوس جـــدودي وآبـــائيَه
وَســرت عَلــى أثـر المصـلحين
وَعـــدت غَبيطـــاً بإِصـــلاحيَه
إِلــى ذلــك الفـرد مَجموعـتي
وَمــن ذلــك البحـر إِروائيَـه
فَمـن كنـف المجـدِ وَالمكرمـات
إِلـــى كافِــل كفّــه راويَــه
فَمـا اِنتَشـَر العرف حَتّى اِنطَوى
نســـيمك أَيّتهـــا الــذاكيَه
عَجبـتُ مـنَ المَـوت كَيـفَ اِرتَقى
وَراض جماحـــك يـــا آبيَـــه
كـأن لَـم يَكُـن بـالحِمى باسـِل
إِلــى عزمــهِ يَلجــأ اللاجيَـه
إِذا قيــل حفنيهــا مـا كَفـى
وَباســـلها فمـــن الكــافيَه
ســألت الفَضــيلة عَـن حالِهـا
فَقـالَت سـل الخطـب عَـن حاليَه
لَقَـد حيـل بَينـي وَبَيـنَ الَّـتي
لَهـا كنـت عَونـاً وَكـانَت ليَـه
وربّ يَـــدٍ فصـــلت عَــن يَــدٍ
وَعاشــَت بَعيـداً عَـن الثـانيَه
وَكنــت أَظــنّ زَمــان الهَنــا
يَــدوم عَلــى رغــم حســّاديَه
وَمــا كنـت أعهـد قبـل الأَوان
تَــدور الــرَزيئة فـي بـاليَه
وَمـا كنـت أحسـب شـمس الكَمـا
ل تَسـفي عَلـى وَجهِهـا السافيَه
أحــبّ الكَمــال ومــن أَجلــه
أحـــبّ الــودودة وَالقــاليَه
وَأَرعـى الجَميـل وإِن لـم يَكُـن
عَلــى سـالف الـدهرِ يرعـانيَه
أَحبّــايَ كــثر عَلــى مـا أَرى
وَأَكـــثر مــن ذاكَ أَعــدائيَه
وإِنّــي لأمقــت أَهــل الريـاء
وَمــا ذاكَ شــأني وَلا دأبيَــه
فَلَيســوا بأَكفـائي الصـالحين
مَــتى جيــئ يَومـاً بأكفـائيَه
أَلا أَيـنَ تِلـكَ الَّـتي لَـم تَكُـن
مَــتى ذكــر الخيـر تَنسـانيَه
بَنـت لـي بَيتـاً وَأَخشى الزَمان
يقـــوّض أَركـــانَ بُنيـــانيَه
وَلَــولا العلالــة بالصــالِحات
لعــــدت نجيبـــة آمـــاليَه
عَســـاني أَرى خلفــاً صــالِحاً
يتمّــم مــا بنــت البــانيَه
وَيرشــد تلــك الَّـتي إِن سـرت
مَـع الجهـل سارَت إِلى الهاويَه
أُخَــيَّ عَــزاءٌ عَلــى مـا دَهـى
فَمــا بــك مــن حرقـات بيَـه
وَمَـن كـانَ مثلـك كـان العَليم
أَتخفــى عَلـى مثلـك الخـافيَه
فَبينا لنا العصر يخلي المَجال
إِذا نحـن فـي الأَعصـر الخاليَه
وَكَــم كــوز جرّعتنــا الخطـو
ب مـن بعـد شـربتنا الصـافيَه
سـرت إِبنـة الخير نحو الخلود
وَســارَ أَبوهـا إِلـى العـافيَه
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.