
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فلســـطين إِنّ القصــدَ لا يتحــوّل
وإِنّ صــعابِ الأمــرِ ســوف تــذلّلُ
فلسـطين لا تَلوي عَن القَصدِ واِعمَلي
فَليـسَ يَنـال القصـد من ليس يعملُ
فلسـطين شـاءَ الظلـم أَن تَتَحَمّلـي
فَكَيــفَ وَهَــذا الظلــم لا يتَحَمّـلُ
فلسـطين سـاري وَفـدك اليوم نازِل
لــه مربـعٌ فـي كـلّ قلـب وَمنـزلُ
أأمّــة موسـى جـاوَزَت فيـكِ حـدّها
وَموساك عنك اليوم في الناس مرسلُ
إِذا أدبـرت عنـكِ اللَيالي بوفدها
فإنّــا عَلـى تَكريـم وَفـدك نقبـلُ
أَوفــد فلســطين نحيّيــك كلّمــا
زَهـا محفـل أَو عَنّ في البالِ محفلُ
أَوفـد فلسـطين الَّـذي لسـت واحِداً
فــإنّ جَميــع العـرب فيـك تمثّـلُ
لأنـت الَّـذي نَمشـي لِـذكراه وَالَّذي
نكبّــــر إِجلالاً لــــه وَنهلّــــلُ
إِذا قيـل وَفـد الحـقّ جـاء فإِنَّنا
حفلنـا بـه وَالحـرّ بـالحرّ يَحفـلُ
إِذا لَـم يَكُـن أَهل البلاد حلى لَها
فَجيـد المَعـالي مـن فخـار معطّـلُ
وَكَيـفَ تَرانـا واقفيـنَ وَقَـد مَشـَت
بِأعراقنــا الآمـال تحـدى وَترحـلُ
عَسى الدهر بعد اليوم يصبحُ قاضياً
بِتَحقيــق مـا نَبغـي وَمـا نتأمّـلُ
تَـرى العـرب فَرضاً رَعي ودّ حَليفها
إِذا جَــدَّ فـي ردّ الحقـوق تشرشـلُ
وَإِن لَـم يَكـن حكـم اليراعِ بعادلٍ
فـإنّ رجـوع السيف في الناس أَعدلُ
بَنـي المجـد إِن شدَّ الزَمان عَلَيكمُ
فشـدوا وإِمّا يجهل الدهر فاِجهَلوا
أعـدّوا لـه ما اِسطعتموا وَتأهّبوا
وَإِن جلجـل الخطب المريع فَجَلجِلوا
وَلَيـسَ سـواء وَالخطـى تتبع الخطى
غـداة الـوَغى شـاكي السلاح وأعزلُ
فَكَـم ليلـة ألـوى بـأذنيَّ سـَمعها
صــدى صــارِخ فيهـا يجـدّ وَيهـزلُ
فَقالَ بَشير الخَير هبّوا إِلى العلا
وَقــالَ نَــذير الشـرّ لا تَتَعَجّلـوا
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.