
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَكتـب هَـذا وَأَنـا في الفِراش
وَأنملـي مـن الضـَنى باِرتِعاش
وَأعيــن عَلــى وســادي لقـاً
وَأكبــد حــول سـَريري عطـاش
يهــمّ عضــبي وَلأفعـى الضـَنى
مـا بَيـنَ قَلـبي وَضُلوعي نهاش
لا يَــذهَب السـقم بِعَزمـي وَلا
تقعــد بـي عيـن رَقيـب وواش
وَكَيــفَ لا يرهــف عَزمــي إِذا
مـا نَبَضَ القَلب أَو الصدر جاش
لا مــاتَ قحطــان وَفينــا دَمٌ
إِذا سـفكنا الـدم قحطان عاش
إِنّـا إِذا مـا قيـل أَوطاننـا
حمنـا عليهـا حومـان الفِراش
جَميعنــا فــي حبّهــا واحـد
مـن راكِـب إِلـى الأَماني وَماش
إِنّـا بَنـو المجـد فَما بالنا
ينيمنــا طــارق يَـوم غشـاش
يعــبُّ ذو المجـد عبابـا وَلا
يَرضـى عَلى الظماة سَقيا رشاش
المجــد يَبقــى ظلّـه سـرمداً
وَمـا سـوى المجـد خَيـالاً تَلاش
لَنـا ظـبى عـزم حـداد الشبا
مضـــرمات وَســـهام تـــراش
أَلَيــسَ منّــا كــلّ ضــرغامة
فحـل ضـراب لَـم يرعـه خشـاش
كـــلّ فَـــتى مرســّخ قَلبــه
كَـــأَنّه ذو لبــد أَو مشــاش
يَقتَحِــم الهــول وَلمـا يبـل
ليــل طَغـى بهـوله أَو غبـاش
قولـوا لمـن يجهلنـا فَليجـئ
بِخــادِع يَخــدعنا أَو بــواش
لَسنا بني العَلياء إن لَم نعد
أَوطاننـا فـي طـرب واِنتِعـاش
حَياتنــا مــوت إِذ لـم نشـد
حَياتنــا كـلّ بعيـد المنـاش
أَفضـلنا مـن سـار دون العلا
وَاِفـترش الصـخر وعاف الرياش
مـن هجـر الأَهـل وَلَـم يَنكَمِـش
وَجـاوز الـوحش وَفيـهِ اِنكماش
لَــم أَرَ عُــذراً لحسـامي إِذا
مـا اِتّسع الخطب وَضاق المَعاش
أَكتُـم أَو أفشي وَكَم في الوَرى
مـن كـاتم سـرّ الأَمـاني وَفاش
مـن كـانَ عبد اللَّه ربّ النَدى
عَونــاً لــه فسـهمه لا يطـاش
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.