
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا نـامَ عنـكَ وَهوّمـا
إِلّا ليــــوقظ نوّمـــا
يَـوم إِذا نـثر الكنـا
نـة كـانَ يَومـاً أَيوما
يَــوم إِذا مـا لاحَ قَـد
دَ الســمهريّ اللهـذما
يَــوم إِذا مـا لاحَ فـل
لَ المشــرفيّ المخـذما
يَـوم يـردّ إِلـى الهبا
ءِ متالعــاً وَيلملمــا
مـاذا الَّـذي ينجي إِذا
نـــزل البلاء وَخيّمــا
مـاذا يقيك إِذا الرَدى
عصــب الـرؤوس وَعمّمـا
ينجيـك مـن شرك الحما
م إِذا أَحـــدّ وَحمّمــا
يـزري بمعتقـد الحَكـي
مِ بــأن تظـنّ وَتَزعمـا
وَالـدهر يعبـث بالمَزا
عــمِ ســاخِراً متهكّمـا
لَـم يَبـقَ معتَصـِم وَلَـو
تخــذ الثريّـا أعصـما
لَـم يَبـقَ ذو نَفـس إِذا
آل الغنــاء وَأَقســَما
يـا آمِنـاً وَالـدهر يَف
تـك كَيـفَ سـارَ وَأَينما
مــا إِن تغافـل أَزلـم
إِلّا ونبّــــه أَزلمـــا
أَبـداً يبـاغتُ بـالنَوا
زلِ منجــداً أَو متهمـا
يـدلي بهـا فـي وهـدةٍ
أَيــداً وَيَعلـو مخرمـا
اِنـزل عَلـى حكم القضا
ء وَلا تَكُـــن متبرّمــا
كـــلٌّ يَصـــيرُ لربّــه
إِن محســناً أَو مجرمـا
فَلجنّــــةٍ هَـــذا وَذا
يَلقـى الجَـزاء جهنّمـا
اِجهـد لنفسـك إِن تعـز
ز إِذا اِسـتَهَلَّ وَتكرمـا
وَاِربـأ بِهـا إِن تَشتَكي
عنتـــاً وأن تتألّمــا
وَاِجعل لَها الحسنى إِلى
نيــل الأَمــاني سـلّما
اِشــتَدَّ واِقــسُ وعُقَّهـا
إِمّــا قسـت أَو ترأمـا
واِقـذف بهـا فـي لجّـةٍ
أَو تنقــذ المُستَسـلِما
وَاِقتـصَّ منهـا إِن عصـت
كَ وَلَـم تَكُـن لك مثلما
بــرح الخَفـاء لحـائر
يَقضـي الحَيـاة توهّمـا
يَقضــي الحَيـاة تعلّلا
بعســى وَليــت وَربّمـا
وَطـوارِق الحـدثان تـم
نـع ماجِـداً أَن ينعمـا
وَالــدهر لا يَنفـكّ يَـع
تـرض الرَجـاء ليعقمـا
اِنظـر إِلى الدنيا تَجِد
بؤســى تجــدُّ وأَنعمـا
هَــذا بِهـا يَشـقى وَذا
فيهــا يَــبيت منعّمـا
أَفرغــتَ إِلّا مَــن أَسـىً
قَلبــاً بهمّــك مفعمـا
طـالَ اِنتظـاري يا حما
م وَلَـم أَشـم لك مقدما
لِرَغيـب جرحـي لَـم أَجِد
إِلّا قـــدومك مَرهمـــا
أَتـرى أُبـالي بالزَمـا
ن أَســاءَني أَم أَكرمـا
لا يخــــدعنّك مبطـــنٌ
للشــرّ يَومــاً أَنعمـا
فلــربّ غنـم لَـم يجـئ
إِلّا ليعقـــب مغرمـــا
وَلـربّ غـرم فـي الأَنـا
مِ جَـرى فجـرّ المغنمـا
ناهيـك أَن تلفـى رَضـي
تَ لجــائِر أَن يحكمــا
تعطـي القياد لمن إِذا
ملــكَ القيـاد تحكّمـا
تَقضـي المَـدى ممّن قَسا
مُســـتَعطِفاً مُســتَرحِما
وَمــن الضــلال تقــرّب
مـن ظـالِم لَـن يَرحَمـا
وَمـن العَدالَـة أَت تَجو
ر عَلـى المسيء وَتظلما
مــا للمغيـر يَسـوؤنا
وَيَســومنا أَن نكتمــا
إِن لَـم يَجِـد جرماً أَغا
ر عَلـى الحَشـا وَتجرّما
سـلب الجفـون رقادهـا
وَدَعـا بنـا أَن نحلمـا
لَيـسَ الفَتى من لَم يَكُن
لأبـي المَكـارِم إِبنمـا
بئس المُنـادي مـن إِذا
يــدعى لخطــب أَحجمـا
وَلنعـم مـن إِمـا زقـا
صـوت المنـادي أَقـدما
مــا العــزّ إِلّا لاِمـرئٍ
خــاضَ الـردى وَتقحّمـا
وَأَحــقّ بالحسـنى فَـتىً
خـزم المسـيء وَأَرغمـا
بــاعَ الحَيـاة رَخيصـَة
دونَ الضــَعيف ليسـلما
إِن عــاشَ عـاشَ معظّمـاً
أَو مــاتَ مـاتَ معظّمـا
المَجـد وَقـف عنـد مـن
أَســدى رِداه وَألحمــا
مَـن كـانَ صـبّاً فَلَيكُـن
بالمَجــدِ صـبّاً مُغرمـا
أَو كــانَ تُمّـم فَلَيكُـن
بالصـــالِحات متيّمــا
شــتّان صــبّ بــالعلا
كلــف وَصــبّ بالــدمى
إِنَّ الَّــذي رشـف الطلا
غيـر الَّـذي رشف اللمى
هَــذا يتـوج بالحَضـيض
وَذاكَ يَنتَعِــل الســما
دَع عَنـكَ ذكر الجود أَو
يغنـي الضَريك المعدما
وَدَع الشـَهامَة أَو تَـذو
دَ عَـن الضـَعيف الأَظلما
وَدَع العَزيمـة أَو تـرد
بِهـا الملـمّ الصـيلما
وَدَع الهــدى وَضــياءَه
أَو تَنجَلـي ظلـم العمى
وَدَع الكَرامَـة أَو كَمـا
فعــل الحسـين تكرّمـا
فَلَيتَّبِــــع آثــــاره
مــن شـاء أَن يترسـّما
وَليتّخــــذه معلمـــاً
مــن شـاء أَن يَتَعلَّمـا
اِســـلك محجّتـــه إِذا
رمـت الطَريـق الأَقومـا
فهـم إِذا مـا الأَمر أش
كــل رمـزه أَن يفهمـا
مُتَواضـِع لَـو شـاءَ فـا
ت النيّريـــن تعظّمــا
عبــق العَفـاف بجيبـه
فاِنصـاع أَنقـى ملطمـا
أحسـين يـا عذب الروا
غــادرت صــحبك حوّمـا
مـا كـانَ أَبلـج ناصِعاً
قَـد عـادَ أَسـفع أَقتما
مَـن ذا يَكـون كَما تَكو
ن عَلـى الشَباب القيّما
جــارى شـَبابك شـيبها
فتـــأخّروا وَتقـــدّما
شـيّدت بالصـنع الجَمـي
ل لَها البناء المحكما
مـا كـلّ بانٍ في الوَرى
شـادَ البنـاء وَأحكمـا
يـا بـدر عاجلك الغرو
ب وَعـادَ أفقـك مظلمـا
يـا بـدر كَيفَ رَضيت من
ذاكَ السـنا أَن نُحرمـا
متهلّلاً نَلقــــــاكَ إِن
وَجــه الخطـوب تجهّمـا
يـا غصن مال بك الذبو
ل وَراعــه أَن تعظمــا
أَلفــاكَ ذا ثمـر فَخـا
فَ عَلَيـكَ مِـن أَن ترجما
أَنحـى عَلـى مـن يَجتَني
تلـك الثمـار فأَجرمـا
وَأبـى عَلـى مـن يَجتَلي
نـور الهـدى أَن ينعما
وَقَضـى عَلـى مَـن يَعتَلي
بــك أَنفـه أَن يخطمـا
أَدرى الـرَدى إِذ صـمّما
أَيّ الهضـــاب تســنّما
وَسـطا فوارى في الثَرى
ذاكَ الخضــمّ العيلمـا
أَلـوى بيعـرب فـاِلتَوى
بــك عزّهــا وَتحطّمــا
واِحتـــلّ ذروة هاشــِم
فَغَـدا السنام المنسما
وَاِجتــثّ فــرع أَرومـة
حـوتِ الفخـار الأَقـدما
أَصــلٌ بأَعمـاق الثَـرى
راسٍ وَفَـرعٌ فـي السـَما
حــاوَلت كتمـان الأَسـى
لَـو لَـم يَكُن دَمعي همى
جلـداً وَقَلـبي قَـد غَدا
نهــبَ الشـجون مقسـّما
أَضــحى حَميــد تجلّـدي
بعــد الحسـين مـذمّما
مَـن كـانَ يَطمَع أَن يَرا
ه رأى النعـيّ المؤلما
سـرعان مـا طرق النعي
ي مطبّقـــاً وَمصـــمّما
طـرق القلـوب فَأَضـرما
وَغَـزا الضـلوع فَحطّمـا
نبــأ كــدفّاع الحَـري
قِ تَلا الحَريـق المضرما
طـرق المَسـامِع نعي من
كــان الأَعــزّ الأَكرمـا
شـجنٌ تغلغـل في الجَوا
نِــح برحـهُ واِسـتَحكَما
وَجوىً كَما اِضطَرَم الجَوى
وَالوجـد بالوجد اِرتَمى
فَلتقـض حائمـة الرَجـى
أَسـَفاً عَلـى ريّ الظمـا
خلّــي الحِمـى وَحمـاته
وَبـأيمن الوادي اِحتَمى
خطــبٌ أَلَـمَّ فَلَـم يَـدَع
طللاً يَـــروق وَمعلمــا
قَـد كنـت ألحي مَن بَكى
وَاليَـوم ألحـي اللوّما
خــلّ الـدموع وَشـأنها
تَشـأى الغمام المرزما
فـالروض مـن فرط الأَسى
عـدم الرَبيـع المرهما
وَعَلــى الأَسـى وَربـوعه
خلـع الـرِداء المعلما
حـاكَ الأَسـى بـرداً لَـهُ
بِجـوى القُلـوب مسـهّما
أَضــحَت بحمـر مَـدامعي
كــلّ الأَزاهــر عَنـدَما
بَكَـتِ العُيـون لِفَقد من
بكـت القُلـوب لـه دَما
أَبَــداً يُجاهِـد ممصـراً
جهـد الشـجاع وَمشـئما
يـدني إِلَيـهِ من العلا
بكــراً وَيبعــد أَيّمـا
حَتّــى هَـوى فَهـوى بـه
صـــرح العلا وَتهــدّما
يـا خـاطِب العَلياء عر
سـكَ عـادَ فيهـا مأتما
أَمهرتهـا نفـس الكَريم
فَمــا أَعــزّ وَأَكرمــا
نفــس أَحلّتهــا العلا
منهـا المحـلّ الأَفخمـا
أَبكــي عليــك تحرّقـاً
وَتلــــدّداً وَتألّمـــا
أَبكيـــك للأدب الَّــذي
أَوتيــت منـه الأَحشـما
أَبكيــك للقلـم الَّـذي
نــثر العقـود وَنظّمـا
زانَ الطـروس بِمـا وَحى
بَيـنَ الطـروس وَنمنمـا
أَبكيــك للنطـق الَّـذي
تــركَ المفـوّه أَعجمـا
أَبكيــك للخطـب الَّـتي
نظّمــت فيهـا الأَنجمـا
دحــض المـدلّ بنورهـا
حجـج الخصـوم وَأَفحمـا
أَبكيـك لِلعَيـش الشـهي
يِ يصـير بعـدك علقمـا
أَبكيــك للأفـق المُنـي
رِ إِذا دجـا أَو أَظلمـا
أَبكيـــك للّاجـــي إِذا
مـا الخطـب همّ وَهمهما
أَبكيــك للعــاني إِذا
قصــد الغنـاء وَيمّمـا
أَبكيــــــك للأَخلاق أَث
كلَهــا نَـواكَ وَأَيتمـا
ثَكلَتــكَ مَطبوعـاً لمـع
وجّ الطبـــاع مقوّمــا
أَبكـي بك الرجل الطَري
رَ إِذا الشـجاع تلعثما
أَبكـي لكَ الفهم المبي
نَ مـنَ الحجا ما أَبهما
أَبكي لك الرائي الوَفا
فَرضــاً عليــه محتّمـا
لهـج الزَمـان بـذكر آ
يـك فـي الوَرى وَترنّما
أَبكيـك للـدنف الغَـري
بِ إِذا شــَكا وَتأَلَّمــا
أَبكيـك للعـاني الأَسـي
رِ إِذا بَكــى وَتظلّمــا
أَبكيــك للمجـد الَّـذي
كــافحت عنــه الألْأَمـا
شـرف أَبيـت بـأن يضـا
م عَلـى يـديك وَيهضـما
فحميتــه مـن أَن يـدن
نـسَ بـاللّئيم وَيثلمـا
آويتـــه حَتّــى نَجــا
وَرَعيتــه حَتّــى ســَما
وَجَعلــت نفســك دونـهُ
هَـدَفاً إِذا الرامي رَمى
أَكَـذا الصَديق إِذا وَفا
وَكَـذا الوَفاء إِذا نَما
وَكَـذا الشَريف إِذا أَبى
وَكَـذا الكَريم إِذا حَمى
قضـت الشـَهامة وَالمرو
ءَة أَن تفــرّج بالـدما
لا تَنفَـع الجاني النَدا
مـة إِن رأى أَن يَنـدَما
هَيهــات يســلم شـامت
مَهمـا سـَعى أَن يسـلما
قلمـون مـا هَـذا بـأو
ول حـادِث طـرق الحِمـى
قلمــون أختـك كـربلا
رأت المصــاب الأَعظمـا
رأت الحســين مضــرّجاً
بــدم الوَريـد محطّمـا
رأت الحســين وَصــحبه
يَقضـونَ في الوادي ظما
وَيــلٌ لِقَـومٍ لَـم يـرا
عـوا للشـريعة محرمـا
بمحــرّم قَــد حلّلــوا
مــا كـانَ ثـمّ محرّمـا
حسـب الحسين بجدّه الس
سبط الحسين إِذا اِنتَمى
نفـذ القَضـاء وَمن تَرى
نقـض القَضـاء المبرما
أَملا فَيـا سـهم الـرَدى
هَلّا اِتّقيـــت الأَســهما
مـاذا تحـاوِل أَن تَـرى
إِمّـا فقـدنا الضـيغما
يهنيـك أَن تَذكو القُلو
ب جــوىً وَأَن تتضــرّما
يعـزز عليـك بـأن تَرى
كنــف الطَريـد مهـدّما
يعـزز عليـك بـأن تَرى
أنـف المَعـالي مخطمـا
يعـزز عليـك بـأن تَرى
عضــد الكَمـال مفصـّما
أَتعلّلاً بالبـــدر عــن
كَ وَلَـم يَكـن لَك توأما
إِنّــي خــبرت النيـري
نِ فكنـتَ أَنفَـع منهمـا
إِنَّ الَّــذي يســلاك كـا
نَ عَلـى التسـلّي مُرغما
مثـل الَّـذي فقد الطهو
رَ لفرضـــهِ فتيمّمـــا
مَـن لـي وأنّـى لي بأن
تَــدنو إِلــيَّ وَتقـدما
لِتَـرى وَتَنظـر مـا أَصا
بَ بـك القُلـوب وَتعلما
لـك في الوَرى آراء نط
س مــا أَســدّ وَأَحكمَـا
لَــم يعـط فضـلك حقّـه
أَو تَغتَـدي الدنيا فَما
لاقيــت ربّــك ضــاحِكاً
مِمّــا دَهــا مُتَبَســّما
وَذَهبت لا أسفاً عَلى الد
دنيـــا وَلا متنـــدّما
بـدأت حَياتـك بـالعلا
وَبِهــا رأت أَن تختمـا
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.