
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهـيَ الجِبـالُ رَسـت بهـا الغبراءُ
أَم أَنجــمٌ حرســَت بِهـا الخضـراءُ
شــمٌّ تَهــول علـى نضـارةِ حُسـنِها
فيــح كــأنّ رِحابهــا الــدهماءُ
تَبــدو عَليهــا لِلحُصــونِ ركانـةٌ
ويَـــروقُ منهـــا لِلقُصــورِ رواءُ
قَــد أَغربـت فـي وَضـعها وَتطـوّقت
ســوراً وَهــل تتطــوّق العنقــاءُ
لــو ضـمّها بيـنَ المحافـلِ محفـلٌ
وَهَــوى الخورنـق وَاِسـتحَت صـنعاءُ
وَلَقــامَ ســندادٌ يســدّد أَمرهــا
وَالحضــر يَشــهد فيـه والزهـراءُ
وَاِهــتزّ مِـن أهـرامِ مِصـر قواعـدٌ
وَاِبــتزّ مـن إيـوان كسـرى بهـاءُ
هَــذي عَلــى تَقـوى تأسـّس مَجـدُها
وَعلــى الضـّرارِ أَشـادت القـدماءُ
ملئت بآســادِ الكفــاحِ وغابُهــا
وَزَئِيرهــا البــارودُ والهيجــاءُ
ومـــدافعٌ لا يســـتهلُّ جنينُهـــا
إِلّا إِذا اِهـــتزّت لــه الغــبراءُ
مــا أطرقــت لِمَخاضــِها إلّا وَقَـد
صــُعِقَت بنفخــةِ صــوره الأحيــاءُ
مــا أبرَقــت أَو أَرعَـدت إلّا رَمَـت
شــهباً لَهــنّ مـن الـدخانِ سـماءُ
قُــل للّــذي جَهـلَ الأميـر مقـامهُ
لكـــنّ إِفــراط الظهــورِ خَفــاءُ
يَختــالُ بيــنَ طَريفــهِ وتليــدهِ
وَتَجــولُ فــي أعطــافِهِ العليـاءُ
جَمـع النظـامُ مفـاخِرَ الدولِ الأُلى
فَتقلّـــدتها الدولَــةُ الحســناءُ
ســـَتعودُ للإســـلامِ كــلُّ فضــيلةٍ
وَالعــودُ أحمــدُ مـا لـه شـركاءُ
ملـــك منـــابرُهُ رؤوسُ عـــداتهِ
وَســـيوفه مــن فوقهــا خطبــاءُ
يُغنيــهِ خــوفه أَن تســلَّ سـُيوفه
لَكِنّهــــا أَغمادهـــا الأحشـــاءُ
شـَرُفت بـهِ الخضـراءُ واِنبَسـَطت له
مُنقـــادةً فكأنّهـــا الغـــبراءُ
مَلــك أُعــزَّ بــهِ السـلاحُ وأهلـهُ
والعِلــمُ ثــمّ أذيلــتِ الأشــياءُ
وَرَأت محاســنه الملــوكُ فـأَذعَنت
لكنّهــــا بِعيــــونهم أقـــذاءُ
خَطبـوا بـهِ فـوقَ الدسوتِ وباِسمِهم
فَــوقَ المنــابرِ تخطـبُ الخطبـاءُ
وَلَـه مزايـا الملـكِ مُنفـرداً بِها
وَلِغَيـــرِه الألقـــابُ والأســـماءُ
وتكــاد تنطـق فـي مديـح صـفاته
عجــم وكــادت تخــرس الفصــحاءُ
تكســو محاسـنه القريـض جمالهـا
فتكـــاد لا تتفاضـــل الشــعراءُ
ويكـاد يغفـر فـي قوافي مدحه ال
إكفـــاء والإقـــواء والإيطـــاءُ
ويجيـء بالمعنى الغريب مشاهد ال
أمــر العجيــب إذا أعـان ذكـاءُ
ملــك يريــه الحــزم أن منـامه
خطـــأ فليـــس لعينــه إغفــاءُ
ويكــاد رأيــه أن يبـاري رؤيـة
فتلــوح قبــل وجودهــا الأشـياءُ
ولقــد تواضــع أن يكـون سـريره
فــي الأرض وهـو مكـانه الخضـراءُ
ملــك إذا نبــت السـيوف فحكمـه
عزمــــــاته وســــــلاحه الآراءُ
لـم تحمـل الغـبراء قبـل وجـوده
أحــدا تطيــق لحملــه الخضـراءُ
لا تَقربــوا الخضـراء إنّ رجومهـا
موصـــودة وكفتكـــم الغـــبراءُ
وإذا أبيتــم فابشــروا بصـواعقٍ
غيـر الّـتي يطفـي لظاهـا المـاءُ
تـأتي وقـد ضـاقت بكـم أرجاؤهـا
وتعـــود لمــا تقفــر الأرجــاءُ
أســد تــوافيكم علــى أمثالهـا
شــاكي الســلاح نهــارهم ظلمـاءُ
مــن كــلّ منطيــق بنـون وقايـة
حفظــت بــه أفعالهــا العليـاءُ
ألــف الطلا حتّــى تناســى عهـده
وأبــى البيــاض فخضــبته دمـاءُ
قــاض إذا شــهد النـزال لغـائب
يمضــي ولا يمضــي عليــه قضــاءُ
يــروي أحــاديث الملاحــم كلهـا
عمـــن يجرحهـــم وهــم خصــماءُ
هــو مـالكي فـي القتـال وحكمـه
لكـــن مــواليه مــن الحنفــاءُ
ألفـوا السـلاح فـأنت لـو كلفتهم
إلقــــاءه لتعســــر الإلقـــاءُ
هـــزّوه حتّــى للتحيّــة بينهــم
وبــه غــدا إكرامهـم إن شـاؤوا
واِسـتَخدموا منـه المنايا والمنى
فَكــــأنّه لِجســــومهم أعضـــاءُ
قوم إِذا اِعتقلوا البنادق طاعنوا
مســـتلحمين وإن جلـــت فــدماءُ
شــوس إذا وردوا غمــار كريهــة
نهلــوا وعلــوا والسـيوف ظمـاءُ
الحاســـرون شـــهامة فــدروعهم
بيـض الظـبى لا الزغـف والحربـاءُ
نظمـوا البنادق بالزجاج وناضلوا
بالشـــهب لا قـــذذ ولا ســـمراءُ
رصــد إذا غضــب السـلاح تـذمروا
حــتى يعــود إلـى السـلاح رضـاءُ
ثبتـوا على الجرد الجياد تقودها
عزمـــاتهم لا القبــض والإرخــاءُ
دهــم إذا مــا زمجـرت بصـهيلها
صــعقت بنفخــة صــوره الأدمــاءُ
قـد سـخروا منهـا الريـاح تقلهم
إن حـــال أخـــدود ولاح نجـــاءُ
طرقــوكم ركضـا عليهـا وانثنـوا
ســبحا وصــوب دمــائكم دأمــاءُ
لبسـوا السـواد وأعلمـوا بأهلـة
وعلا الأســود الليلــة القمــراءُ
فــإذا أهيــب بهـم بصـوت واحـد
مثلــوا ولمــا ترجــع الأصــداءُ
متناسـقي الحركـات فـي أشخاصـهم
روح كمــا قــد قــالت الحكمـاءُ
نظمـت قـوافي الجـاهلين سـيوفهم
عقــدا زهــت بنظــامه العليـاءُ
ولقــد أقــروا حاســرين وإنمـا
أعيـــاهم فــي نــوره الإطفــاءُ
جيــل علــى الإفرنــج منـه ضـلة
ولحـــوزة الإســلام منــه حمــاءُ
أتــراه همــت أرضــنا بــتزلزل
مـــؤذ فأعجلهــا بــه الإرســاءُ
جيــل نســميه النظـام فكـم بـه
نظمــــت ألوفـــا طعنـــة نجلاءُ
إن الفرنــج علــى تكـاثف عـدهم
كالرمــل إذ لعبـت بـه النكبـاءُ
بـل كالهبـاء إذ الرمـال لربمـا
كــانت بهـا فـي الأعيـن الأقـذاءُ
قــل للفرنسـيس المجـاور أرضـنا
مــا قبلكــم نطحـت أسـودا شـاءُ
لكنهـــا أحلام ســلم قــد مضــت
ســـتريكم تأويلهـــا الهيجــاءُ
ظنــوا التغافــل غـرة فتطعمـوا
وتوهمـــوا أن الرجـــال ســواءُ
قـد كـان إرخـاء العنـان حقـارة
منـــا لهـــم لكنهـــم بلــداءُ
وعلـى التنـزل لـو نقـول كرامـة
فلقـــد أبوهــا إنهــم لؤمــاءُ
لـو كـان مـن قبـل الإغـارة غيره
قلنــا البــواعث جــرأة وإبـاءُ
لا للشـــجاعة يقـــدمون وإنمــا
فــي غيــر حـرب يقـدم الجبنـاءُ
فعليهــم حمــل السـيوف وصـقلها
ولنــا بهــن الفخــر والعليـاءُ
وفخارنـا مـا تنتـج الهيجـاء لا
مــــا تنتـــج الآلات والأهـــواءُ
إن المجــاوز طـوره يلقـى الـذي
لاقـــى يســـار غــره اســتهزاءُ
جمــدت قرائحكــم وسـوف يـذيبها
نـــار الـــوغى فكـــأنكم عقلاءُ
ولقــد تثاقلنــا علـى طغيـانكم
عــن قتلكـم إذ مـا بكـم أكفـاءُ
أقـذفتم فـي البحـر جمـرة غيظكم
ونفختــــم هــــل أنتـــم عقلاءُ
أيــديكم أوكــت ومــن أفـواهكم
نفــخ فــبئس النفــخ والإيكــاءُ
ســنذيقكم مـاء السـيوف ممازجـا
لــدم الطلــى فكــأنه الصـهباءُ
قـد كـان فـي حلـم الأميـر وصفحه
ردع يظــــن لمثلكـــم إغـــراءُ
والآن فــي بطــش الأميــر وبأسـه
مــا يختشــي الأمــوات والأحيـاءُ
هـذا أبـو العبـاس والملـك الذي
فخــرت بــه الخضـراء والغـبراءُ
هــذا المجـدد قـد أعيـد بحزمـه
للــدين والــدنيا ســنى وسـناءُ
محيـي رسـوم العلـم بعـد دروسها
ومميــت مــا قـد أحـدث الأعـداءُ
هــذا المؤيـد فـي جنـود مهابـة
عمريــــــة راياتهـــــا الآراءُ
الحـازم الفطن الكمي الماجد الس
ســفط الأبــي المنجــد المعطـاءُ
فرحابــــة ومهابـــة وشـــجاعة
وفطانــــة وفراســــة ودهـــاءُ
وشــــجاعة بســـكينة وشـــهامة
وإغاثــــة وحمايــــة ووفـــاءُ
أكملــت جامعهــا فهــا تـاريخه
هـو والمقـدم فـي الصـنيع سـواءُ
مــن أخيفيــن لكـل نصـف منهمـا
ولمهمــــل ولمعجــــم أنبـــاءُ
بالنصـف مـن رمضـان نسـق جامعـا
عملا بــــــبر ذاك فهـــــو علاءُ
دم وارق واسعد وانتصر وافتح وسد
واحكــم علـى الأيـام كيـف تشـاءُ
يـا أيهـا الرائي الغيوب عواقبا
لا تهتـــــدي لصــــدورها الآراءُ
أنــى تفـي الأقـوال منـك بمدحـة
ومــتى تقــوم بوصــفك الشـعراءُ
إن المديـــح مناهـــج مســلوكة
لكــــن علاك طريقــــة عـــذراءُ
ولقــد تضــاءلت العقـول بغايـة
فــالعي فيهــا والفصــيح سـواءُ
وكلـت إليـك فلـو هممـت بـدفعها
شــفعت لهـا الخضـراء والغـبراءُ
لا حــدّ إلّا مــا نـرى مـن مجـدكم
وَلَقـــد تحــدّ فَتــدرك الأشــياءُ
محمود بن محمد قابادو أبو الثنا.نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة.برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين.ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.