
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يُنهـي إِليـك سـلاماً جـارك الجنـبُ
وَإن يكـن غيـر قـاض بعـض ما يجبُ
يُنئيـه عنـك على قربِ المزار حياً
إِنّ الحيـاء مَـع الحرمـان مصـطحبُ
لــه بِبابــك حاجــاتٌ ســَيَبلغها
إِليــه ضــامنة إِنجاحهـا الكتـبُ
يا أيّها العلمُ الراسي الّذي علمت
أَن لا سـبيل إلـى اِستفزازه النوبُ
وَمَـن لـه في سماءِ المجدِ شمس سنا
عـن دركهـا بصـر الأطمـاع يحتجـبُ
إنّـي نَزلـت كمـا تَـدرون فـي بلدٍ
مرافــق العيـشِ عنـه كلّهـا جنـبُ
وَلــي بتــونسَ حاجــات تجشــِّمني
لَهـا الركـوبَ علـى ما ليس يرتكبُ
مِـن بغلةٍ باِفتقادِ التبنِ قَد عجفت
حتّـى اِسـتلان لهـا مع يبسه الخشبُ
مـرّ الخريـفُ ولـم أَظفـر بتـذكرةٍ
فيـه وَيُقلقنـي التـذكارُ والطلـبُ
هَــذا وإنّ لهــا ســرجاً يـذكّرني
خـفّ المسـافر فيـه المسـح يجتنبُ
أَبلـى قُـواه دوامُ السيرِ فهو على
قَصـدِ الطهـارةِ قطعـاً خلعـه يجـبُ
قَـد كنـت أَنزلُ عنها حينَ أقربُ من
أَربــاض تـونس علمـاً أنّهـا عجـبُ
وَاِضـطرّني الآن أوحـال الشتاءِ إلى
رُكوبهـا حيـثُ كـان النـاس يرتقبُ
وَمـا أُبـالي ولكـن مـا أَقول لهم
وَكلّمــا أَبصـَروني راكبـاً عتبـوا
إِليـك أَنهيـت حـالي غيـر مُحتَشـمٍ
علمــاً بأنّــك للإحســان تنتــدبُ
فَـاِبعَث بتـذكرةٍ في الحرج مكتملاً
فـوراً وتـذكرة فـي التبـن تكتتبُ
وَكُـن مُعينـي على كربِ الشتاءِ بها
لا حـامَ حـولَ حِمـى راجيكـم الكربُ
وَاِسـلم وَدم بيـن أبنـاءٍ وحاشـيةٍ
مُمتّعيــنَ بكــم مـا مـرّت الحقـبُ
محمود بن محمد قابادو أبو الثنا.نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة.برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين.ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.