
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عظـمَ الأجـرُ عـن عظيـمِ المصابِ
فــي جميلَــي تصـبّر واِحتسـابِ
وَقضـاء الإلـه مـاضٍ علـى الرا
ضـين مـن خلقـه بـه والغضـابِ
إنّمـا يملـكُ الفـتى عقـد قلبٍ
لِيجــازى بالكســبِ والإكتسـابِ
فهــو إمّــا إلـى تـأسّ وأجـرٍ
صــائرٌ أو إلــى أسـى وعقـابِ
إِنّ فـي البـؤسِ والنعيمِ اِبتلاءً
كشــفهُ فهـم سـرّ ذاك الخطـابِ
وَمُـراد الإلـه أَن يخفـى في ها
ذيـن كانـا من البلايا الصعابِ
وَإِذا مـا فهمتـه كنت في الحا
ليــنِ عبــداً مسـدّداً للصـوابِ
لا يظــنّ المصــاب فقـد نعيـمٍ
قَـد يكـون النعيم عين المصابِ
أيّ خيــرٍ لمــؤمن فــي نعيـم
صـار منـه عـن ربّـه فـي حجابِ
إنّ جـلّ النفـوسِ أمسـت عبيـداً
لِهواهــا وعيشــها المسـتطابِ
وَعِبــاد الرحمــنِ قـومٌ لـديه
نَفَضـوا الإختيـار نفـض الجرابِ
وَتعــرّوا عَــن ملبـسٍ مسـتعارٍ
مِـن وجـودٍ يحكـي وجود السرابِ
فَبــه أَصـبحوا شـهوداً وكشـفاً
قـائمينَ فـي الفعـل والإجتنابِ
لَيـسَ غيـرُ الإلـه شـيءٌ لـديهم
يُرتَجـى إِن دعـوا لـردّ الجوابِ
وَحّـدوا اللّـه ربّهم فاِستراحوا
مِــن ركــونٍ لغيـره واِنتسـابِ
مِـن جميـعِ الوجـود آيـاته تت
لـى عليهـم مسـطورة فـي كتابِ
فلهـــم مخــرجٌ بكــلّ مضــيقٍ
وَأنيـــسٍ بكــلّ قفــرٍ يبــابِ
قَـد أقيمـوا في حالِ صبرٍ وشكرٍ
موقـــــف الإتّبـــــاع للآدابِ
أيّهـا المعـتزي إليهـم تمسـّك
مــن هــداهم بـأوثق الأسـبابِ
إنّمـا أنـت بيـن أجرين من صب
رٍ وشــكرٍ فَاِشـرب بكـأس مشـابِ
كأسـُك الشـكر وهـو شـهدٌ مصفّى
مُزِجــت لــك فيـه قطـرة صـابِ
وَقـد اِعتـدته مـراراً فلـم تش
رب بكــفّ الرعديــد والهيّـابِ
إنّ رزء المشـير أحمـد قـد كش
شـَف منـك عـن ضـيغم ليـث غابِ
حيـث فـارقت منـه كهف اِعتصامٍ
كنـت منـه محـلّ بيـض العقـابِ
فَتماســكت ثـابتَ الجـأشِ حتّـى
بـان شـمس اليقين قشع السحابِ
وَكَـذا عنـد فقد ثاني المشيري
نِ صــررت للحـزم نابـاً بنـابِ
فَفريـت الخطـبينِ حيـنَ اِدلهمّا
بـاِغتراب مـاضٍ مضـاء الشـهابِ
أَنـت أنـت والرأي رأيك والخط
ب يســيرٌ علــى ذوي الألبــابِ
فقــد شـخص أبـرّ كفـأيه قـبر
لــك منــه عنـه تسـلّي مثـابِ
غيـرَ أنّ الحنان والعطف والرأ
فَــةَ وَالألـف باعثـات اِحـتزابِ
وَبِنــا رغبـة برأيـك عـن هـم
مٍ قضـت باِرتجـال هـذا الخطابِ
عـرض بعـض الّـذي لـديه عليـه
كـي ليكفي الأعمال في الإنتخابِ
غير بدعٍ في الموتِ مَن كان حيّاً
فَعَلام إنكــار غيــر العجــابِ
لا ولا يســتردّ بــالحزن ميــتٌ
فـــإلام تطـــاول الإكـــتئابِ
لا ولا المـرءُ أوحـدٌ فـي مصـابٍ
فَالتأســّي مــآل كــلّ مصــابِ
إنّمــا هــذهِ الحيــاة متـاعٌ
بِعـــوارٍ مــردودة باِغتصــابِ
ربـقُ المـوتِ مـا تراخَـت أواخ
قـد أحـاطت من الورى بالرقابِ
إنّ فــي الإبتلاءِ هــدي قلــوبٍ
قَــد أضــلّت بفتنــة الأسـبابِ
راكنــات بالاعتيــادِ إِلَيهــا
فــي اِجتلابٍ لِنَفعهـا واِجتنـابِ
فَهـي تـدعو الإلـه مهمـا دَعته
لِهواهـا مـن خلـف ألفـي حجابِ
حُجــبٌ قبضـها يـثير اِضـطراراً
باعثـــــاً لإنابـــــة الأوّابِ
إنّ مـن لا يصابُ في الأهل والما
ل مُملّــى لــه بـدار الخـرابِ
سـنّة اللّـه في الّذين اِصطفاهم
مســّهم بــالبلاء مــن أغيـابِ
كَـي يـروا خاشـعين داعيـن لل
هِ بحــالِ الإرغــاب والإرهــابِ
لـن ينـال الموفّـق الـبرّ إلّا
بعــد إِنفــاق منفـسٍ مسـتطابِ
وأشـدّ السـماح أن تسـمحَ النف
س بفقـــدِ نتيجـــة الأصـــلابِ
ذاكَ أمــرٌ ليســت تطيــب بـه
نفـس لغيـر المهيمـن الوهّـابِ
صابرٌ فيه ذو اليقينِ وذو العق
لِ فـذا عـن رِضـا وذا عـن غلابِ
وَقبيـــحٌ بمـــوقنٍ أنَّ بلــوا
هُ مـن اللّه أن يرى ذا اِضطرابِ
مَـن رأى اللّـه فـاعلاً مسـتريحٌ
آمـــنٌ قلبـــه مـــن الإنقلابِ
إنّمــا يأســَفُ اللـبيبُ لخطـبٍ
نـاله مـن سـلوكِ غيـر الصوابِ
وَسـياجُ التوحيدِ قَد يوهمُ التك
ليـف فيـه خرقـاً مـن الإكتسابِ
وَلِهــذا يـدعى ظلومـاً جهـولاً
حامــــــلٌ لأمانـــــة الآدابِ
أيّهـا السـيّد الوزير الّذي قد
خصـّه اللّـه بالسـجايا العذابِ
وَأَتـاه محاسـِن الخَلـق والخُـل
ق وخصـل العلـى وفصـل الخطابِ
واِصــطفاه وزيــرَ خيـرِ مليـك
صـادقِ الفعـلِ والمقال الصوابِ
جــرّرت تــونس بـهِ ذيـلَ فخـرٍ
بَيــنَ ســبع أقــالم وقبــابِ
إِنّ فـي بعـض مـا علمت وما أو
تيـت بعثاً على اِغتنام الثوابِ
أَيــراكَ الإلـه تَرفـل فـي نـع
مــائه ســاخطا لمـسّ اِرتيـابِ
إِنّ عيـن الزمـان قـد عجبت من
ك فــردّت تبّــاً لهــا بنصـابِ
وَفـدى اللّـه مجدَك المعتلي من
هــا فـداء العيـون بالأهـدابِ
بضــعةٌ منـك عجّلـت لجنـان ال
خلـدِ قبـل اِقتبـال سنّ الشبابِ
لِــترى ذاكـراً لأخـراك فـي دن
يــاك ذكــرى منـازل الأحبـابِ
وَتُـرى عـامراً لـداريك بالسـع
يِ الجميـلِ فـي النفس والأعقابِ
درّةٌ قـــاربت يـــدا جــوهريّ
لمسـها فـاِنزوت بضـمّ الحجـابِ
فـرطٌ خارهـا لـك اللّـه ذخـراً
فهـيَ نعـم زلفـى لحسـن المآبِ
وهبــت مــرّة إليــك متاعــاً
ثـمّ أُخـرى فـي صـورة الإسـتلابِ
فهـي فـي الحالتين منكَ بمرصا
دٍ مـــن الإتّحــاد والإقــترابِ
وَإذا حُقّــت الحقــائقُ قلنــا
أَجـلٌ سـابق لهـا فـي الكتـابِ
نُقلــت مــن أبٍ رحيــمٍ لــربٍّ
أرحـم الراحميـن مرمـى الطلابِ
عِنـدَ مـن لا تـرى لها من سواه
نعمـة منـذُ أنشـئت مـن تـرابِ
إنّمــا جِســمها ثيـابٌ نَضـتها
لَـم تُمتّـع بطـولِ لبـس الثيابِ
خَلعتــهُ ولـم يـدنّس ولـم تـع
لَـق بِـهِ نَفسـها لفـرط اِصطحابِ
غايـةُ المـوتِ قَطعهـا عن نعيمٍ
هيّــنٍ فـي نعيـمِ ذاك الجنـابِ
وَلـو اِنّ الفـداء فيهـا تـأتّى
فُــديت بــالنفوسِ لا بالرغـابِ
وَلـو اِنّ الّـذي تسـامى إليهـا
غيــر حكــمٍ مــن قــادرٍ غلّابِ
كـان دونَ الخطـورِ حـولَ حماها
عـودُ عصـرِ الصبا وشيب الغرابِ
كُـن بِهـا اليـومَ صابراً ومعزّى
وَمُهنّــا بهــا ليـوم الحسـابِ
واِحتَسـِبها لدى حفيظٍ يوفّي الص
صــابرين أجــراً بغيـر حسـابِ
واِرتقـب مـن فواتهـا خلفاً يأ
تيــكَ مــن فيـض فاتـحٍ وهّـابِ
وَتلطّـــف لِبَعلهـــا بـــبرورٍ
فَهـو فيهـا أحـرى معـزّى مصابِ
وَبقيــت الوسـطى لشـملٍ نظيـمٍ
فـي سـلوك البقـا على الأحقابِ
بيـنَ أبنـائك الكـرام وأهلـي
ك ومــن ضــمّه حمـى الإنتسـابِ
فائقـاً نظمكـم نظـامَ الثريّـا
فــي مَزيــدٍ وألفـةٍ واِقـترابِ
محمود بن محمد قابادو أبو الثنا.نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة.برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين.ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.