
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلهـي ذُنـوبي مـا علمـت وَإِنّني
لأخشــى وَأَرجـو والرجـاء أغلـبُ
وَمـا كانَ ما قَد كان منّي تَجرّؤاً
ولكــن غُـروراً والبـوارق خلّـبُ
وَلَـولا رجـائي كـدت أفنى مخافةً
وَلُطفــك لــولاهُ لمـا لاح مـذهبُ
إِليــك زَمـاني أَشـتكيه وأهلـه
فَلَـم يبـقَ لي منهم لغيرك مهربُ
وَإِنّــي بــدار لا أذمّ كبارهــا
ولكـن فـي الأطفـال مـن لا يهذّبُ
أُشـاهد منهـم مـا يشـقّ مرائري
وأســمعه حتّــى كــأنّيَ مــذنبُ
فـواللّه لـولا رَغبـتي في أبيهمُ
لشـرَّقتُ فـي أَرضِ البلاد وغَرّبـوا
وَكـلّ مقـامٍ يـورث الذلَّ إن يطُل
وَكلّ اِرتِحالٍ في اِقتنا العزّ طيّبُ
وَأعـذرهم جهـدي وَأَرجـو صـَلاحَهم
وَمــا منهــم إلّا لــديَّ مقــرّبُ
أراهــمُ إِخــواني لحـقّ أبيهـم
علــيّ ولكـن ليـس فيهـم تـأدّبُ
سـَمعتُ لعمـري منهـم كـلّ فـاحشٍ
وَأَغضـيت حتّـى قوّلـوا وتكـذّبوا
إِذا مـا اِشتكوا منّي فإنّيَ عالمٌ
بـأن الّـذي يصـغي إليهـم مجرّبُ
وَأَنّ الّـذي أغـرى الصـغير وغرّه
أخـوه فأضـحى وهـو يبكي وينحبُ
وعلّمــه سـبّي فقـال وذا الّـذي
لعمــري منــه لـم أزل أتجنّـبُ
فَمهلاً عبـادَ اللّـهِ إن كان منكم
رضـى بالّذي قد كان فالأمر أعجبُ
إِذا مـا سـَئِمتم أن أقيمَ فإنّني
أهــشّ لعمــري للرحيـل وأطـربُ
وَمـا رَغبـة عنكم ولكن عن الأذى
وَفـي الأرض أنّـى سرت أهلٌ ومرحبُ
وَمـا بـيَ عجـزٌ عـن بلوغ مآربي
ولكنّنـي عـن موقـف الـذلّ أرغبُ
ستَســمع عنّـي إن نـأيتُ مـآثراً
جميلُ الثنا عن فَضلها الآن يعربُ
وَكـم قـائلٍ إنّـا عَهدناه صادقاً
وَآخــر يغضـي عـن قـذى ويكـذّبُ
وَأحزَمهـم مـن قال لم أبل أمره
علـى أنّ أمـري مـا بلوني معيّبُ
بصـيرون لكـن بِاِلتمـاسِ مَعائبي
وَإنّ اِلتمـاس العيـب منـه لأعيبُ
وَصـعبٌ بقـاءٌ وَاِصطبارٌ على الأذى
وَلكـن خلاصـي منـه أَنكـى وأصعبُ
وَأصـعب مـا لاقيـت خطـبٌ زوالـه
علـى أنّـه سـهل من الخطب أصعبُ
محمود بن محمد قابادو أبو الثنا.نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة.برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين.ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.