
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَبكـي عُيـونُ النجمِ ملءَ غُروبها
شَمسـاً دَجـا أفقُ الهدى بغروبها
تَبكـي سـِراجاً مـن تقـىً وهدايةٍ
نَفَخَتـه عاصـفةُ الـردى بجنوبها
تَبكــي لِمصــباحٍ طـوَت مشـكاتهُ
نـوراً جَلا فـي الأرضِ دهمَ خُطوبها
كـانَت وجـوهُ الفضـلِ مشـرقةً به
وَاليـومَ قَـد شاهَت غبار قطوبها
كـانَت رِيـاض الـدينِ ناضـرةً به
وَاليـوم قَـد لَبِست رداءَ شُحوبها
كـانَت مَطايـا الآمليـن بِـه ترى
حَرمـاً يَحـوط الناسَ من مرهوبها
مـا إِن سـَعت نَفـسٌ إِلـى أبوابهِ
إِلّا وَأَوصــَلها إِلــى مَطلوبهــا
ما الريحُ تمري السحبَ أجدر منّة
مِــن أريحيّتــه وفـرطِ هبوبهـا
لَهفــي عليـهِ لكـلّ ملهـوفٍ إذا
عَضــّته نائبــةُ البلا بنيوبهـا
لَهفـي عليـهِ لكـلِّ أرملـةٍ غَـدَت
مِـن بينـه يعـتزّ مسـح كُروبهـا
كَيــفَ العـزاءُ لأمّـة فَقَـدت بـه
فقـدان نـور عُيونِهـا وقلوبهـا
كَيــف العـزاءُ لأمّـة كـانَت بـه
تَــأوي لطــودٍ عاصـمٍ لشـعوبها
كيـفَ العـزاءُ ومـا له من خالفٍ
يَقفــو طريقتـه علـى أسـلوبها
كَيـفَ العـزاءُ وذي حيـاض نواله
قَـد آل دفـقُ فُيوضـِها لنضـوبها
كَيـفَ العـزاءُ وذي مَراتـع فضله
قـد صـوّحت إِذ غـاض ماءُ سيوبها
مــا أَنصــَفته أمّـةٌ لـم تتّخـذ
شـقّ القلـوبِ لـه مكـان جيوبها
مــا أَنصــَفته أمّـة لـم تتّخـذ
ورداً زيــارَته لِمحــوِ ذنوبهـا
مــا أنصــفتهُ أمّـة لـم تتّخـذ
صــَلواته صــلة إِلـى محبوبهـا
أمّــا شـمائِلهُ الكـرام فإنّهـا
قــد جُمّعـت لِقرينهـا وَضـريبها
لاحَـت بِمـرآةِ الـوزيرِ المصـطفى
مَضــمومة مــن خلقـه لنسـيبها
فَلنـا بِـذا عَنهـا تسـلّي واجـدٍ
أَضـعاف مـا قَد فاتَ من مرغوبها
محمود بن محمد قابادو أبو الثنا.نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة.برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين.ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.