
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طفنــا بنــادي عُلًـى بالبشـرِ ملتَمِـع
كــم ضــمَّ للأُنـسِ مـن كهـلٍ ومـن يَفـع
وربَّ شـــادٍ هنــاكَ اهتــاجَ ذا ولــع
وربَّ مجلـــسِ أُنـــسٍ فـــوقَ مرتفـــع
قـد طـالَ إيـوان كسـرى الملك إيوانا
بنـــاءُ عـــزٍّ ولكـــن ســقفُه كــرمٌ
حتَّــى عليــه الثريَّـا لـم تطـأ قـدمٌ
ذو منظــرٍ عنــه ثغـرُ الـدهرِ مبتسـمٌ
تـــودُّ لــو أنَّهــا تحكــي لــه إرمٌ
وعــرشُ بلقيــسَ أن يحكيــه أركانــا
ربــاعُهُ لــم تــزل يــا مــيُّ آهلـةً
بمــن كــم افترضــوا للوفـدِ نافلـةً
فمــن شــذا فخرِهــم إن رحـتِ سـائلةً
تجـري الصـَبا الغـضُّ فـي مغناهُ حاملةً
لـــه بأردانِهـــا شــيحاً وريحانــا
ومـــع نــديمٍ كــأَن حيَّــا بمجمــرَةٍ
مفـــــاكهٍ بأناشـــــيدٍ معطَّـــــرةٍ
ذي طلعــةٍ مثــلَ وجـهِ البـدرِ مسـفرةٍ
فــي ليلـةٍ مثـل صـدرِ الصـبحِ مقمـرةٍ
بتنــا بحيــث تبـدَّى الفجـر نُـدمانا
بتنـــا ومجتمــعُ اللَّــذاتِ مجمعُنــا
ونشــوةُ الأُنــسِ لا الصــهباءِ تصـرعُنا
تُحيــي الـدجى وتميـت الهـمَّ أجمعُنـا
جـــذلاً ســُكارى وإبراهيــم يُســمعُنا
نشــائدَ الشــعرِ ألحانــاً فألحانــا
عنـوانُ أخبـارِ أهـلِ الفضـلِ إن رُويـت
قـــرآنُ آيــاتِ علياهــا إذا تُليــت
لســانُها للمقــالِ الفصــل إن دُعيـت
إنسـانُ عيـن بنـي الـدنيا لقـد عَشِيت
عيــنٌ رأت غيـرَه فـي النَّـاسِ إنسـانا
لــم تحــكِ أخلاقَـهُ الصـهباءُ مُرتشـفا
ولــم تمــاثِلهُ أربـابُ النهـى ظَرفـا
ممَّـن تـرى الكـلَّ منهـم سـابقاً أنفـا
قــد فـاتَ أقرانـه ثـمَّ ارتقـى شـرفا
فمـا ارتضـى النسـر والجوزاء أقرانا
يَفـــوقُ حـــيَّ ملـــوكِ الأرضِ مَيتهــمُ
وفـــوقَ أنماطهـــا يجــري كميتهــمُ
دعنـــي ومـــدحهم إنِّـــي رأيتهـــمُ
مــن ســادةٍ شــرعةُ الإِســلام بيتهــمُ
ســادوا جميـعَ الـورى شـيباً وشـبانا
بيــتٌ تُفــاخِرُ هــام الصـيد أرجلُنـا
علــى ثــراه فتهــوي فيــه تحمِلنـا
يــا ليلـةً طـاب فيهـا منـه مَنزلنـا
بتنـــا ومُذهبَــةُ الأحــزانِ تشــملنا
بحــرٌ تنــاول منــه نــوحُ طوفانــا
لــزورقِ الفكــرِ شــبحٌ فــي جـداولِه
وطــائرِ البشــرِ صــدحٌ فــي خمـائلِه
قــد شــفَّ عــن دُرِّه صــافي منــاهلِه
وخضــرةُ الــروضِ حفَّــت فــي سـواحله
فروضـــُهُ روضـــةً الفــردوسِ أَنســنا
روضٌ مــن الأُنـسِ فـي طَـلِّ الهنـا خظـل
كــم فيـه حيَّـا النـدامى شـادنٌ غَـزِلُ
وعــاطشُ الخصــرِ ريَّــانُ الصـِبا ثمـلُ
وأهيــفُ القــدِّ قــاني الخـدِّ معتـدل
إذا بـــدى وتثنَّــى أخجــلَ البانــا
ظــبيٌ مـن الأُنـسِ بـاتَ الحُلـي باهِضـه
ذو مبســمٍ همــتُ لمَّــا شــُمتُ وامضـه
لهــوتُ فيــه غضــيضَ الطــرفِ خافضـه
قــد خفَّــف الليــنُ خــدَّيه وعارضــَه
وثقَّــل الســكرُ مــن عينيـه أجفانـا
غــضُّ الشـمائلِ مـن زهـو الصـِبا طـرِبُ
كــم جـدَّ فـي مهجـتي مـن لحظِـه لَعِـب
ضـربٌ مـن الخمـرِ مـا فـي فيهِ أم ضَرَب
مهفهـــفٌ غنـــجٌ فـــي ثغــره شــنَبُ
ولؤلـــؤٌ رطـــبٌ ريقـــاً وأســـنانا
أُجيــلُ فكــريَ طــوراً فــي حواضــِنه
أيُّ الجـــواهر كــانت مــن معــادنِه
وتــارةً فــي هــوى قلــبي وفــاتنِه
أُســرِّح الطــرفَ مــن معنــى محاسـنِه
فيرجــعُ الطــرفُ عـن معنـاهُ حيرانـا
أنشـى لنـا الأُنـسَ مـذ غنَّـى لنا هَزجا
فـــردَّ منَّــا خليعــاً كــلَّ ربِّ حِجــى
قــد راقَنـا بهجـةً بـل شـاقنا دَعَجـا
أَظنُّـــه كـــانَ شمســاً أو هلالَ دُجــى
أو ريــمَ رمــلٍ بـراهُ اللـهُ إنسـانا
مفضـــَّضُ الثغـــرِ ذو كـــفٍّ مخضـــَّبةٍ
ووجنــةٍ مــن دمــاءِ الصــبِّ مُشــربَةٍ
مرخــى فــروعٍ كنشــرِ المســكِ طيبـةٍ
يشــتدّ بيــن النــدامى فــي مُذهَّبـةٍ
كالشــمسِ مشــرقةً فــي أُفـق مَغنانـا
لــم أدرِ هــل سـُكبت مـن ذوب عسـجدِه
أم خــدُّه قــد كســاها مــن تــورُّده
أم اســـتعارت ســناها مــن توقُّــده
إذا هــوى يلقِــطُ الألبــابَ مـن يـده
ســـُلافُها خلتَهـــا نــاراً وقُربانــا
فمــن طِلاً أشــفعَت لـي فـي اسـتيافَتِه
وريقــةٍ عــذُبت لــي فــي ارتشـافته
حيَّـــا بخمريــنِ زادا فــي ضــرافته
فقمـــت أشــربُ حينــاً مــن ســُلافَته
ومــن لمــى ثغـرهِ المعسـولِ أحيانـا
منعَّـــمُ الجســـمِ لا شــالت نُعــامته
ولا انمحــت مــن بيـاضِ الخـدِّ شـامتُه
كـم عـاد بالكـاسِ تجلوهـا ابتسـامَتُه
حتَّـــى إذا أخـــذت منَّـــا مُــدامتُه
وقـــد تشـــابَه أقصــانا وأدنانــا
غنَّــى لنــا فصــحونا منـه عـن فـرحِ
كأَنَّنــا مـا شـربنا الـراحَ فـي قـدحِ
وحيــثُ كنَّــا أخــذنا منـه فـي مِلـح
وناولتنـــا غُبوقـــاً كـــفُّ مُصــطبح
أماتنــا الســكرُ أحيانــاً وأحيانـا
نعـــم ألــمَّ ونــامَ الحــيُّ ظــبيهمُ
يُعطي الندامى من الصهباءِ ما احتكموا
حتَّـى بهـم صـاحَ داعـي الفجـر ويحكـمُ
يــا رُقبـةَ الحـيّ هبـوا طـالَ نـومُكمُ
قومـوا وإن لـم تقومـوا كانَ ما كانا
لقـــد حلفــت بــبيتٍ فيــه ظلَّلنــا
رواقُ عــــزٍّ عَلاهُ طــــاوَل القُننـــا
لا خفـــتُ دهـــريَ لا ســرًّا ولا عَلنــا
أنختشــي والتقــيُّ ابـنُ التقـيِّ لنـا
ســواعدَ البطــشِ يمنانــا ويســرانا
مــولًى تــودُّ الــدراري أنَّهـا حَسـِبت
منــه منــاقبَه أو فخرَهــا اكتســبت
يعـزوه طـوراً إذا أهـلُ الحِجى انتسبت
وذلــك المجلــسُ الســامي بـه رسـبت
أركـــانُه وســـمَت بــالعزِّ كيوانــا
نـادٍ قِـرى الضـيفِ مِـن إحـدى عـوارفه
والوفـــدُ طـــائفهُ فيـــه كعــاكفه
ينســيهمُ الأهــلَ أُنســاً فـي طرائفِـه
إن أخمـصَ القـومُ نـالوا مـن صـحائفه
مـا تشـتهي النفـس ألوانـاً فألوانـا
ببـــابه تتلاقـــى الســـبلُ مُشــرعةً
إذ لــم يكــن غيــرُه للجـودِ مَشـرعةً
تـــؤمُّ كـــوثرَه الوفَّـــاد مُســـرعَةً
ومــن صــدى ينضــرِ الأقــداحَ مترعـةً
فيغتــدي بــالفراتِ العــذبِ ريَّانــا
بــه النقــيُّ علــيُّ القــدرِ كوكبُهـا
تهــدى بــه إن أضـلَّ الركـب غَيهبُهـا
خــبرٌ صــفى منــه للــورَّادِ مشـربُها
غيــثٌ إذا انهمَــرت كفَّــاه تحســبها
إن قطَّــبَ العــامُ ســيلاً أمَّ بطنانــا
لئن تجلَّـــى أخـــو مجـــدٍ بســؤددِه
وزانَــه فــي البرايــا طيـبُ محتـدِه
فـــإنَّه والمعـــالي بعـــضُ شـــُهَّدِه
قــد طـوَّقَ المجـد جيـداً يـوم مولـده
وقـــرَّط العلــمَ والمعــروفَ آذانــا
عـــفُّ الســـريرةِ ذو نفـــسٍ مُــبرَّأةٍ
معصــومةٍ بــالتقى مــن كــلِّ ســيِّئةٍ
عـــن مــدحه أيُّ حســنى غيــرُ مُنبَئةٍ
لــو أُنــزِلَ اليــومَ قـرآنٌ علـى فئةٍ
بعــد النــبيّ لكـانَ اليـومَ قرءانـا
كـــم آمـــلٍ صــدقت فيــه عــافيتُه
جــوداً وكــم مَلكــت نفســاً ظَرافتُـه
أجــل وكــم فطــرت قلبــاً مخــافتُه
مــن بيــتِ مجـدٍ لقـد شـيدت غرافتُـه
فكــان للعلــمِ بيـن النـاسِ عُنوانـا
محــضُ النجــارِ كريــم الفـرعِ طيّبـهُ
سـامي العُلـى مـن نطـافِ العـزِّ مشربه
مــن أُســرةٍ ودُّهــا القــرآنُ مـوجبُه
وســـادةٍ كــلُّ مــن تلقــاه تحســبُه
آبـــاؤهُ مضـــر الحمــرا وعــدنانا
لــولاهم حبــوةُ الإِســلامِ مـا انعقَـدت
ولا شــــريعته أنهارُهــــا اطَّـــردت
قــومٌ هُــم ســرُج الإِيمــان لا خمــدت
فكــم مصــابيحِ علــمٍ فيهــم اتَّقـدت
مثــلَ المصــابيحِ لا تحتــاج برهانـا
بمقطـعِ الـرأيِ كـم أوهَـت مـذ اعترضت
صــَفاة حجــةِ أهــلِ الشـركِ فاندحضـت
أجــل وكــم ركــنِ غــيٍّ مُحكـمٍ نقضـَت
وكــم يــراعٍ لهــم أســنانُه لفظــت
فـــوائداً أحكمَــت للعلــم أركانــا
منــــازلُ الملأِ الأَعلـــى منـــازِلُهم
وفــي الســما شـرفاً تُتلـى فضـائِلُهم
أكـــارمٌ تغمــرُ الــدنيا نــوافلُهم
فقــل لمــن قــد غـدا جهلاً يطـاوِلهم
قَصــــِّر ولا تـــدَّعي زوراً وبهتانـــا
يـا مَنسـِمَ الفخـرِ قِـف واترك مصاعبَهم
أتعبــتَ نفســَك لــن تسـمو غـواربهم
هيهــات فاتَــكَ أن تحــوي منــاقِبَهم
مـا أنـتَ والقـومُ ترجـو أن تغـالِبَهم
نعــم إذا غــالَبَ العُصــفور عقبانـا
فَمُـــت بـــدائِكَ عــن غيــظٍ تــوهُّجهُ
يـــوري الحشــا ومســاعيهم تــؤَجِّجهُ
فنهجهـــم للمعـــالي لســتَ تنهَجــه
ولا تُريـــعُ لهـــم ســـرباً وتُزعِجــه
نعــم إذا أزعــجَ اليعفــورُ سـرحانا
بنـي العُلـى طـابَ في العلياءِ مغرسُكم
وللهــدى والنــدى مــا زالَ مجلسـكم
عواصــــبٌ بجلالِ اللــــه أرؤُســــكم
فلا تـــزالُ يـــدُ الأفــراحِ تُلبِســكم
طـولَ المـدى مـن ثيـابِ البشرِ قمصانا
ولا تــــزالُ عِـــداكم تشـــتكي عِللاً
بيــن البريَّــةِ فيهــا تَغتــدي مَثلاً
عواريـــاً مـــن لباســي عــزَّةٍ وعَلاً
ونحـــن نَلبـــسُ مــن أيــديكم حُللاً
نجــرُّ فيهــا علـى الجـوزاءِ أردانـا
ملابســـاً كلَّمــا مِســنا بهــنَّ ضــحًى
رأت حواســـدُنا مــن غيظهــا بَرحــاً
كأنَّنـا فـي الـورى مـن تيهنـا فَرَحـاً
نختـالُ فيهـا علـى أنـفِ العِـدى مرحاً
وخيــرُ أمــرٍ أغــاضَ اليـومَ أعـدانا
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).