
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طرقــت فالأنــامُ منهـا سـكارى
تملأُ الكــونَ دهشــةً وانـذعارا
بكـرُ خطـبٍ لا ينشـدُ الصبرُ فيها
قـد أتانا بها الزمانُ ابتكارا
فـي حـديثِ الأحقاب لم يأتِ فيها
وقــديماً لمثلهــا مـا أشـارا
بــردت سـائرُ القلـوب ردًى مـن
هـا وعـادت مـن الغليـلِ سكارى
ولهــا كــانت المـدامع لـولا
حــرُّ أنفاســنا تكــون بحـارا
وقليــلٌ بهــا وإن ليـس يجـدي
ترســل العيـنُ دمعَهـا مـدرارا
نكبـــةٌ تملأ الوجــودَ مصــاباً
يملأ الأرضَ والســما اســتعبارا
يـا نفـوسَ الَّلاجيـن طيري شعاعاً
أدرك الــدهرُ عنــدك الأوتـارا
وابـردي يـا حشاشة الشرك أمناً
مـاتَ مـن كـانَ بين جنبيك نارا
فبمـن يغتـدي الهـوى مسـتجيراً
فقـدتْ كعبـةُ الهُـدى المستجارا
ولــه أصــبحَ الحطيــمُ حطيمـاً
يتـوارى فـي الـترب حيت توارى
ودجـا الأُفـق في دجى غيهب الحز
نِ وهبَّــت ريـحُ الصـبا إعصـارا
ســوِّمي يـا خطـوبُ خيلـك فينـا
تغنمـي أيـن مـا قصدت المغارا
وارتعي في حمى الورى فالمنايا
أنشــبت فـي هزبرهـا الأظفـارا
مَـن حماهـا عـن أن تُراعَ وقسراً
ردَّ أيـدي الأيـام عنهـا قصـارا
همـمٌ حيـثُ لا يُـرى البـدرُ سيراً
مصــعداتٌ لا تعــرف الانحــدارا
كيـف تخلـو لـه مـن الحزن دارٌ
والنـدى منـه لـم يفـت ديّـارا
ملــكَ النـاسَ بالسـماحِ عبيـداً
فغــدوا بعــد فقــده أحـرارا
يــا بغـاة الإِسـلام لا تتنـاجوا
بانتقـاص الـدين الحنيف سرارا
لا تخــالوا محمــداً لـم يخلِّـف
للـــورى ناهيـــاً ولا أمَّــارا
فالإِمـامُ المهـديُّ قـد قام فيهم
علمــاً يرشــد الـورى ومنـارا
مـا بنـى اللـهُ مـن سماء علومٍ
وهـو بـدرٌ فـي أُفقها قد أنارا
لازم الحــقَّ فــي هـداه فأضـحى
معــه الحــقُّ حيثمـا دارَ دارا
منـه ملـءُ الأبـراد عـدلٌ وتوحي
دٌ وفخــرٌ مــن هاشـمٍ لا يجـارى
والحُبـا فـي النـديِّ تضـمن منه
ركـنَ رضـوى حلمـاً وأرسى وقارا
فـترى النـاس هيبـةً منـه خرساً
يتنــاجون فـي الحـديثِ سـرارا
يــا أجــلَّ الـورى علاءً وقـدراً
وأعــزّ الأنــام نفســاً وجـارا
عقــد العـيُّ منطقـي أن أُعزِّيـك
ومنــك العــزا غـدا مسـتعارا
وقبيــحٌ منِّــي إذا قلـتُ صـبراً
للــذي علَّـم الـورى الاصـطبارا
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).