
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أفعــى الأسـى طرقـت وغـابَ الراقـي
فأنــا اللــديغُ وأدمعــي دريـاقي
بــاتت تســاورُ وهــي غيـر ضـئيلةٍ
حتَّـــى رشـــحن بســـمِّها آمـــاقي
لا راقَ نفســي العيــشُ بعـدك ليلـةً
ضــــربت علــــيَّ بأســـدف الأرواقِ
أثكلتنيهــا يــا ثكلتــك قبلهــا
غــرراً أعــزّ علــيَّ مــن أحــداقي
فأعــدت لـي فـي فقـدِ أطيـب معـرقٍ
فــي المجــدِ مفقــدَ طيِّـب الأعـراقِ
ذهبــا بأيــامٍ خطــرت مـع الهـوى
منهـــا بمعلمــة الــبرود رقــاقِ
زمنــاً لبســتُ حريرهــا ونضــوتها
عــــن جــــدَّةٍ وأبيــــكَ لا الأخلاقِ
فلأنـــدبن اليــوم صــالحَ عهــدها
ولأبكيـــــــن نفـــــــائسَ الأعلاقِ
ولأحلبـــنَّ مــن الشــجون حشاشــتي
دمعــاً كمنــدفق الحيــا المهـراقِ
أمرقصـــاً دمعـــي وأخلاقــي معــاً
بنشــــائد الخنســـاء لا إســـحاق
فـــرِّق بأقتلهــا مجــامعَ أضــلعي
إنَّ المكــــارم آذنــــتْ بفـــراقِ
قتلــت أســًى لأغــرَّ لــولا وجــودُه
قتـــل الزمــان بنيــه مــن إملاقِ
فـأزلْ بنعيـك فـي الورى رمق الورى
فـــالموتُ زال بممســـك الإرمـــاقِ
هــذا أبــو حســن اســتقلَّ مشـيّعاً
لكـــن بنعـــشٍ لا متـــون عتـــاقِ
ومشـــتْ وراءَ ســريره مــن هاشــمٍ
غلـــبُ الرقــاق خواضــعُ الأعنــاقِ
متماســكين مــن الحيــاءِ تهـافتت
قطعــــاً قلــــوبُهم مــــن الإقلاقِ
يـــا راحلاً بالصــبرِ حمَّــل قــومَه
عـــبئاً مــن الأرزاء غيــر مطــاقِ
خرجــتْ تمنّــى لــو بهاشــم كلّهـا
خرجــت وأنــتَ لمجــد قومـك بـاقي
فلـو افتـدى بسـواه غيـرُك أو وقـى
مــن حــدِّ أســياف المنيَّــة واقـي
لوقتْـك مـن دمهـا العفـاةُ بما وقى
بوفـــاء مــاء ســماحك الرقــراقِ
ولغيَّمـــت بــالنقعِ دونــك هاشــمٌ
حتَّــــى تســـدَّ مطـــالع الآفـــاقِ
وأتتــكَ ترعــد بالصـواهلِ واغتـدت
بـــالبيضِ تـــبرقُ أيَّمــا إبــراقِ
ولأمطــرتْ بــدمٍ ســقت شـوك القنـا
منــــه بـــأغزر وابـــلٍ دفَّـــاقِ
ولقــارعت عنــك الــردى وشـعارها
أنـا مـن أمـرَّ اليـوم طعـمَ مـذاقي
ولأقبلــتْ بــكَ يــا عميـدَ سـراتها
والمــوت بيــن يــديك رهـنُ وثـاقِ
وأظـــنُّ أنَّـــك والتكــرّم شــأنكم
كرمـــاً تمـــنُّ عليـــه بـــالإطلاقِ
فيــردن أفئدةٌ لهــنَّ لظــى الجـوى
لــم تبــقِ باقيــةً علــى الإحـراقِ
لكــن دُعيــتَ وأيّ خلــقٍ لــم يكـن
ليجيـــــب دعــــوة قــــاهرٍ خلاّق
فمضــى الـردى بـك راغبـاً بطلاقهـا
دنيـــــــاً تجـــــــدُّ تبعلاً بطلاقِ
معشــــوقةٌ وهـــي الملالُ وإنَّهـــا
لعلـــى الملال كـــثيرةُ العشـــَّاقِ
ســارٍ علــى أيــدٍ رفعــن برفعهـا
منـــك البنـــان مفاتـــح الأرزاقِ
أعتقــن مــن رقِّ الزمــان كرامَــه
فجمعـــن بيـــن الــرقِّ والإعتــاقِ
ودعـت وقـد رفعـت عقيرتهـا العُلـى
اللـــه أيـــن بمثقـــل الأعنــاق
فـبرغم أنفـي اليـوم حطَّك في الثرى
مَــن كنــت أرفعــه علــى الأحـداقِ
فلــو اسـتطعتُ عـن الـتراب رفعتـه
بالوضـــع بيــن تــرائبٍ وتراقــي
واهــاً لتربــة ذلـك الجـدث الـذي
فيــــه دفنــــت مكــــارم الأخلاقِ
مصــَّت نــدى تلـك البنـان فأعطشـت
عــودَ الرجــاء وكــان ذا إيــراقِ
إيهاً صروف الدهر دونك في الورى اب
تــــدري بلا فــــرقٍ ولا إشــــفاقِ
غطـي الـتراب علـى قريعـك وابـرزي
فــي النـاس كاشـفةً لهـم عـن سـاقِ
قــدرٌ رمــى شــجر العلـوم بمعطـشٍ
فشـــكت أعـــاليه جفــافَ الســاقِ
وذوى وزال عــن القلـوب لفقـد مَـن
قــد كــانَ بحـراً والقلـوبُ سـواقي
ســُلبتْ نضــارته وغــودر عـن يَـدي
طلاّبـــــــه متســـــــاقطَ الأوراقِ
يـا نـازلاً غـرف الجنـان وتـاركَ ال
صـــبِّ المشـــوق بقــاتم الأعمــاقِ
وفــدت عليــك صــلاةُ ربّــك شـائقاً
منعـــت إليــه وفــادةَ المشــتاقِ
فـــاذهب وحســبُك للعُلــى بمحمــدٍ
فعلاه لا يرقـــى إليهـــا الراقــي
عرجــت بــه لســماء فضــلك همَّــةٌ
قــالت أجــلُّ مــن الـبراق براقـي
هــذا الــذي ورث النبــوَّة علمَهـا
ومــــن الإِمامــــة حـــلّ أيَّ رواقِ
ولقــد أقــولُ لمــن بغـاه بضـغنه
أقصـــرْ فلســـتَ تنـــاله بلحــاقِ
عجبــاً طمعــت بمـن يروضـك عالمـاً
إنَّ القلــــوب تـــراضُ بالإرفـــاقِ
لا تقربـــنَّ الصــلَّ نضــنض مطرقــاً
فالصـــلُّ ســـورته مـــع الإطــراقِ
هــو والحســينُ كلاهمـا قمـرا عُلـى
فـــي فتيــةٍ هــم أنجــم الآفــاقِ
مــن كــلِّ نهــاض العــزائم حـائزٍ
قصــبَ الرهــان بيــوم كــلِّ سـباقِ
خطبـت لهـم بكـر العُلـى وهـمُ لهـا
جعلــوا جميــل الـذكر خيـرَ صـداقِ
فبنــو بخيــرِ عقيلــةٍ مـا راعهـا
صــــرفُ النــــوائب منهـــم بطلاقِ
لـــولاهم غـــدت القلــوبُ كمضــغةٍ
بلهـــى الخطـــوب تلاكُ بالأشـــداقِ
ولأطبقــت ظلــمُ الرزيَّــة واختفــى
ضـــوءُ الســـلوِّ بـــذلك الإطبــاقِ
فهــم البــدورُ تفــاوتت بطلوعهـا
فــي المجـد لا فـي التـمِّ والإشـراقِ
المجـــدُ أطلعهــا وقــالَ معــوّذاً
لا نِيـــلَ بـــاهرُ مجــدكم بمحــاقِ
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).